فنّ الإغواء: احترفوا لغة الجذب

لا يوجد الكثير من المجالات التي تتفوّق على مجال الإغواء في لفت انتباهنا. هو لغة تتخطّى الجسد وحتى الكلمات. رقصة تُسيطر عليها الرغبة، فتتحاور فيها النظرات. نبحث عن بعضنا البعض ونحاول أن نسحر الطرف الآخر من بعيد لكي ننتصر في أصغر التفاصيل.

فنّ الإغواء ليس لعبة، إنّه مزيجٌ من لغة الإيماء، السلوك، الكلمات والحركات التي تتكلّم الرغبة من خلالها، وتبحث فيها النظرات عن بعضها البعض. نريد أن نسحر ونفتن الآخر بكلّ المعاني والوسائل التي يمكن تخيّلها. في هذا النوع من التبادل، أصغر التفاصيل هي أهمّها. حتى أعظم الخبراء، لا يزال لديهم ما يتعلّمونه في هذا المجال.

الإغواء ليس متعلقاً فقط بالجنس

غالباً ما يربط معظم الأشخاص كلمة “الإغواء” بالجنس. ولكن يُجازف من ليس لديهم سوى هذه الفكرة والغاية في أذهانهم، بالتسرّع والفشل الذي لا يمكن الرجوع عنه أو تعويضه. حيث يمكن لأصغر لفتة أو تعليق في غير مكانه، أن يتسبّب في انهيار كلّ شيء. في الواقع، يجب أن تكونوا على دراية بأنّ الإغواء هو لعبة أكثر تعقيداً من الجنس بمراحل.

هنا، تتحكّم الرغبة بكلّ شيء، ويتخطّى مستوى التواصل الأمور السطحية إلى ما هو أعمق بكثير. كما أنّه عليكم تقدير كلّ خطوة و كأنكم تحضّرون رقصة رقيقة، كلّ حركة فيها أساسية.

هكذا، نجد أنّ خبراء في هذا المضمون كروبير غرين Robert Green يشير إلى كون الإغواء رقصة تعلو فيها أهمية الذكاء وعلم النفس على الجمال. كما أنّه ملكة متواجدة في متناول كلٍّ منّا.
“دائماً ما يرقى الإغواء عن الجنس، إنّه فريدٌ من نوعه وهو ما نقدّره أكثر”- جان بودريار Jean Baudrillard

ممّ يتألّف فنّ الإغواء؟

يشمل فنّ الإغواء عنصرين أساسيّين، علينا أن نفهمهما ونستوعبهما. يتمحور الأول حول التركيز على أنفسنا. إذا أردنا أن نصبح ناجحين في الإغواء حقّاً، علينا أن نجد نقطة التوازن المثالية، حيث نُظهر أفضل ما لدينا، دون الإبتعاد عن هويّتنا. الإغواء لا يعني المبالغة، ناهيك عن تجسيد ما ليس موجوداً فينا.

من الناحية الأخرى يجب أن نفهم أنّ الملاحظة، التعاطف والترقّب هي أمورٌ أساسية في هذا الفنّ،. في الواقع، لا يمكننا أن ندّعي نجاحنا في الإغواء إذا لم يكن باستطاعتنا أن نقرأ الإشارات، الإيماءات و اللّغة غير المحكية.
لذلك، دائماً ما نجد أدلّة بسيطة تُشير إلى أنّنا على المسار الصحيح وإلى أنّ صلة الوصل ما زالت مستمرّة. خلاف ذلك، من الضروريّ أن نعرف كيف نكتشف غياب الكيمياء والإنسجام، لكي نتجنّب الوقوع في سلوكٍ قسريّ لا يأخذنا إلى أيّ مكان، سوى الإنزعاج والإحباط.

سرّ كازانوفا

جياكومو كازانوفا Giacomo Casanova هو أشهر شخص في التاريخ عُرف بنجاحه في الإغواء. وهو أيضاً مؤرّخ، كاتب، موسيقي، عالم رياضيات، ديبلوماسي، قاضٍ، فيلسوف، أمين مكتبة، عميل إيطالي… وفوق كلّ ذلك، رجلٌ سريع البديهة وذكيّ يعرف كيف يستغلّ كلّ الفرص.
يعود نجاحه في المجتمع الفينيسي في ذلك العصر، وخاصة لدى النساء، إلى معرفته الجيدة باحتياجات الناس. وذلك في جميع المجالات من الفن إلى الموسيقى، الصداقة، الترفيه، الدعم…

لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا
كما بإمكانكم متابعة صفحة الفيسبوك: الرجل والمرأة

التعليقات مغلقة.