التعلّق المرضي : كيف نكسر الحلقة الجهنمية ونخرج منها ؟
التعلّق المرضي : كيف نكسر الحلقة الجهنمية ونخرج منها ؟
حلقة مفرغة من سوء المعاملة والإدمان والعاطفة المدمرة
في النمط العاطفي والفكري والسلوكي للشخص الذي يعاني من التعلّق المرضي، هناك عامل لا يمكن إنكاره: الإدمان على هذا الحب غير الصحي. هو نوع من التعلق الذي يقبل كل شيء. التعلّق هنا مرتكزٌ على انعدام تقدير الذات، كما على اعتبار الطرف الآخر مثالياً، والخوف من الوحدة، وكذلك على التضحية بالذات.
من أجل الحفاظ على استمرارية رابطة التعلّق المرضي، غالباً ما تتكرر حلقة إساءة فريدة جداً. بحيث يتم اتباع القواعد التالية:
- تتراكم مجموعة من التوترات في العلاقة (خلافات، سوء معاملة، إذلال، إهانات…)
- ينتهي الأمر بالضحية إلى القيام برد فعل نتيجة لحدث أكثر خطورة.
- يقوم الشخص المُعتدي بتغيير سلوكه بشكل سريع، مع إظهار المودة والتعاطف، معبراً عن ندمه ومظهراً رغبته الملحة بالتغيير.
- تتم المصالحة، وبشكل عام تكون مكثفة ومرضية. فيتبع ذلك فترة وجيزة من الانسجام الظاهري.
- تعود الاعتداءات وسوء المعاملة إلى الظهور. وتتكرر الدورة من جديد.
إحدى الخصائص الأساسية للتعلّق المرضي هي أن الضحية تكون مجروحة بسبب شريكها العدواني، فتأمل أن يقدّم لها الاعتذار ويقوم بمصالحتها. كما أن هذه الحاجة غير الصحية تغذي الرابطة المدمرة.
التعلّق المرضي: كيف نتصرف إزاء مثل هذه الحالة؟
هناك أمر مهم جداً يجب أن نفهمه حول التعلق المرضي: هو يتغذى من عدم توازن القوى، الذي يتم تجسيده عبر فترات متناوبة من العقاب المترافقة مع لحظات مكافأة (كالمصالحات). من المفروغ منه أن الشخص لن يكون قادراً على كسر هذه الحلقة.
ومع ذلك، غالباً ما يكون الأمر معقداً، لأن الضحايا يكونون معزولين تماماً. يميل الأشخاص النرجسيون إلى فصل ضحاياهم عن أسرهم وأصدقائهم: لذلك يكون من الصعب عليهم التخلي تماماً عن الشخص الذي يسبب لهم الأذى.
الدعم الاجتماعي ضروري في هذه الحالات. بحيث يجب على الأشخاص المحيطين والزملاء في العمل والجيران والعاملين في الخدمات الاجتماعية أن يكونوا متيقظين وعلى وعي بهذه الحقائق.
المفاتيح الأساسية للتخلي عن التعلق المرضي وجعله من الماضي
هناك بعض الاستراتيجيات التي أثبتت فعاليتها في مواجهة هذه العلاقة المدمرة والتخلص منها. فيما يلي بعضها:
- فصل الضحية عن المعتدي
- يجب أن تتعرف الضحية على الإساءة العاطفية وسوء المعاملة وعلى العواقب الوخيمة التي تنتج عن هذه العلاقة غير الصحية، وأن تصبح على دراية بخطورتها.
- تطوير شبكة دعم. يجب أن يعتمد هذا الشخص على شخصيات يستطيع التحدث إليها ومشاركة أفكاره ومشاعره، تشعره بالراحة والثقة وبأن هناك من يساعده. هذا القرب من شخصيات أخرى غير المعتدي، ستتيح لهذا الشخص فرصة رؤية واقعه بطريقة مختلفة، كي يشعر بأنه أقوى ويبدأ بوضع أهداف جديدة.
- العلاج النفسي ضروري جداً في هذه الحالات، لمعالجة آثار الصدمة وإعادة بناء هوية الضحية وتقديرها لذاتها. كما أن البدء بالعلاج النفسي ضروري أيضاً لتزويد الشخص باستراتيجيات تحميه من معاودة الوقوع ضحية علاقات مؤذية عاطفياً مجدداً.
في الختام، غالباً ما تكون حقيقة أن بعض الأشخاص يميلون أكثر من غيرهم إلى تطوير هذا النوع من العلاقات العاطفية، تعود إلى طفولة هؤلاء الأشخاص وإلى نوع التربية الذي تلقوه. لذلك يجب على العلاج النفسي أن يكون أعمق وأدق لشفاء علامات الصدمة التي تستمر وتتجلى باستمرار في كل علاقة. إنها حقيقة معقدة للغاية دون شك.
لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا
كما بإمكانكم متابعة صفحة الفيسبوك: الرجل والمرأة
التعليقات مغلقة.