إن كنت تحبني فستعرف ما بي : هل هذا صحيح فعلاً ؟
فخّ التوقّعات والآمال: إن كنت تحبني فستعرف ما بي
عندما ينتظر مني الشريك أن “أحزر” ما يحصل له، فثمة أمر ما ليس على ما يرام. وإذا تكررت المسألة، فلعل أحد الأسباب يكمن في تلك التوقّعات والآمال غير الواقعية التي غالباً ما نعقدها على الآخر. إليكم في ما يلي أمثلة على ذلك:
الاعتقاد والتسليم بأن الارتباط كثنائي يعني أن يفهم احدكما الآخر في كل لحظة وفي كل شاردة وواردة
إن كنت أعاني، أو إن شغل أمر ما بالي أو أقلقني وأخافني أو أغضبني أو أزعجني، فينبغي أن يلاحظ الآخر هذا على الفور. فالحب في نهاية الأمر ليس سوى انسجام مثالي بين شخصين.
أحد هذه الآمال او التوقّعات الخطرة هو إضفاء الطابع السحري على مفهوم الحب
ألحقت أفكار مثل توأم الروح، التداخل والانصهار في الآخر أو فكرة أنّ الآخر يجب أن يكون ذلك “النصف” القادر على أن يشعر بما أشعر به، الكثير من الضرر في مجال العلاقات.
إنها وقائع أوجدناها بأنفسنا إنما لا أساس لها وينبغي أن نعيد تحديدها بشكل صحيّ وسليم. فهذه هي الوسيلة الوحيدة كي نتوقّف عن ايذاء أنفسنا.
عدم تأكيد الذات والسلبية: يجب أن تحلّ لغز مشاكلي
هناك الكثير من الأشخاص السلبيين في العلاقات العاطفية. هذه الشخصيات تبذل أقل قدر ممكن من الجهد على الصعيد العاطفي وتختار الصمت والبعد بدلاً من أن تؤكّد حضورها وتتصرف بحزم.
إنهم أشخاص لا يشاركون الآخرين مشاكلهم إما لأنهم يتخذون دوماً مواقف دفاعية وإما لأنهم يجدون صعوبة في التواصل. وفي هاتين الحالتين، نضيف عاملاً أساسياً وحاسماً: يتوجّب على الآخر أن يعمل بدلاً عن شخصين. إن كان هناك ما يجعلني تعيساً فعليك أنت أن تتنبّه لذلك وأن تحلّ الأمر كي تكون علاقتنا على ما يرام.
شريكي يتوقّع مني أن أحزر ما به لأنه لا يعرف كيف يعبّر عما به
“أنا بخير إنما وفي الوقت نفسه ثمة الكثير من الأمور التي تحدث لي وأنتظر منك أنت أن تحلّ المسألة”. عندما يتوقّع مني الشريك أن أحزر ما به، فأنا غالباً في مواجهة شخص يعاني من ضعف في القدرة على التعامل مع مشاعره والتعبير عنها، وهذا ما يسبب الانغلاق على الذات والجمود.
لا بد هنا من أن نتحلى بالصبر وأن نسمح للآخر بأن يتعلّم كيف يعبّر عما يشعر به باستخدام كلماته الخاصة. وتُذكّرنا الدراسات كتلك الدراسة التي أُجريت في جامعة كولومبيا (الولايات المتحدة) بأنّ الضعف في اثبات الذات وتنظيمها وضبطها هو المشكلة الأساسية في العلاقات بين الأشخاص.
هذه المسألة يجب أن نعمل عليها جميعاً فنحن في نهاية الأمر لسنا عرّافين وسيتوجّب على الآخر دوماً أن يُطلعنا بشكل صريح وواضح ووموضوعي عما يجعله مضطرباً.
يجب أن نتعلّم كيف نعبّر بصوت عالٍ عما يقلقنا، عندما نشعر بالقلق (وليس في وقت لاحق)
عندما يتوقّع مني الشريك أن أحزر ما به، فمن المؤكد أنّ مفهومه للحب ليس صحيحاً. يجب ألا يغيب هذا عن ذهننا.
غالباً ما نرغب في أن يُظهر الشريك تعاطفاً أكبر معنا، إنما ينبغي أن نتنبه إلى أنّ التعاطف لا يعني أن نحزر حرفياً ما يفكر فيه الآخر. أستطيع أن أشعر أنك لست على ما يرام، لكني لن أعرف السبب دوماً.
من الضروري أن نتعلّم كيف نعبّر عما يؤلمنا عندما نشعر بالألم. والتعبير بصوت عالٍ عما يشغل بالنا عندما يشغل بالنا أمر صحيّ، فلا داعي لأن نؤجّله إلى الغد.
إذا أقدم الشريك على تصرّف أهانني أو أغاظني، فالتزام الصمت والانتظار كي يتنبّه الآخر ويقدّم اعتذاره هو استراتيجية طفولية تدلّ على عدم القدرة على اثبات الذات. والعلاقة بين شخصين تعني القليل من السحر والكثير من العمل اليومي.
فالحب هو أن نستثمر في ما نحب، وليس أن ننتظر كي تُحلّ الأمور من تلقاء نفسها أو كي يتحوّل الآخر إلى عرّاف قادر على قراءة أفكارنا وحلّ مشاكلنا. لنفعل هذا معاً ولنتعلّم كيف نتواصل.
لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا
كما بإمكانكم متابعة صفحة الفيسبوك: الرجل والمرأة
التعليقات مغلقة.