لماذا تحدث الأمور السيئة مع الأشخاص الجيدين ؟

هل سبق أن تساءلتم “لماذا تحصل الأمور السيئة مع الأشخاص الجيدين، أو بمعنى آخر الذين يقومون بأمور جيدة؟”. أو هل خطر على بالكم هذا السؤال الذي يحيّر أكثر “لماذا تحدث الأمور الجيدة مع الأشخاص السيئين”.

أحياناَ نصل إلى مرحلة يأسٍ فنتنهد قائلين “الحياة ليست عادلة!”. إلا أن هذا التحليل غير صحيح، لأن الحياة في الواقع عادلة.
نحن جميعاً نخلق واقعنا باستخدام نفس القواعد. والقواعد لا علاقة لها إطلاقاً بحقيقة كوننا جيدين أو سيئين!

لفهم هذه القواعد، أول ما علينا تذكره، هو أن الكثيرين منا تربوا على الإيمان بأنه عادةً ما تتم المكافأة على الأعمال الحسنة والمعاقبة على الأعمال السيئة. نحن مبرمجون على الإيمان بأننا إن قمنا بالتصرف ك”أشخاص جيدين”، ستحدث معنا أمور جيدة بالمقابل. وفي أيامنا هذه، يتم استخدام هذا النوع من البرمجة للتحكم بأفعالنا، حتى نتصرف كما يريد أهلنا ومعلّمينا وحكوماتنا.
ومع ذلك، حتى لو كان أهلنا ومعلمونا وحكامنا يعتقدون أنه من الممكن تعريف ما هو جيد وما هو سيء، وأن لهذين النوعين من الأفعال عواقب، فهذا الأمر لا ينطبق على الكون أيضاً.
ففي الحقيقة، الكون لا يعاقب أو يكافئ أحداً.

freepik
الكون يستجيب فقط لأفكاركم عبر قانون الجاذبية.

أنتم تحصلون على ما تتوقعونه أو تنتظرونه، سواء كنتم أشخاصاً جيدين أو سيئين. هذا كل ما في الأمر. إذا كنتم تتوقعون أن ما سيحصل معكم هو أمر جيد، سواء كنتم أشخاص جيدين أو سيئين، ستؤدي توقعاتكم إلى الحصول دائماً على نتائج إيجابية.
كما بإمكانكم أن تكونوا الأشخاص الأكثر جمالاً، ولطفاً وإنسانيةً، لكن إذا كانت تتملككم مشاعر سلبية بشأن الأمور التي ستحصل معكم في حياتكم، فهذا أكثر ما قد تحصلون عليه.
لذلك، حتى لو تعلمنا أنه علينا أن نكون جيدين وأن نفعل الخير مع الأشخاص المحيطين بنا للحصول على أمور جيدة، ما يهم فعلاً هو ما نفكر بأنه سيحدث معنا.

pixabay

لهذا السبب نعرف جميعنا هؤلاء “الأشخاص الخارجين عن المجتمع” الذين هم أكثر حظاً، وبعض الأشخاص الجيدين الذين لا يحالفهم الحظ معظم الأحيان في الحياة.
إذا كنتم تشكّون في الأمر، فانظروا حولكم. راقبوا أصدقاءَكم، أهلكم، زملاءَكم، وبشكلٍ خاص أولئكَ الذين يبدو أنهم محظوظين جداً أو غير محظوظين على الإطلاق. ستكتشفون أن ما يتحكّم بواقعهم، ليس كونهم أشخاص طيبين أو سيئين، إنما توقعاتهم.

ومع ذلك، هذا لا يعني أنه لا أهمية للأعمال الصالحة.

بالنسبة للكثير منا، يساعدنا كوننا لطفاء مع الآخرين وسعينا إلى مساعدة مَن حولنا في الشعور بالتحسن في داخلنا.
إذا كنتم تشعرون بشعور إيجابي إثر مساعدة الآخرين، فهذا شيء جيد، لأنه يساعدكم على الشعور بمزيد من الرضا ! مما سيساعدكم بالتأكيد على تلقي أشياء جيدة من الكون.
إن نشر الحب والخير طريقةً رائعة لتحسين مشاعركم وجعلكم تشعرون بالإنسجام مع أنفسكم ولجعلكم تحصلون على ما تستحقونه.
لذا استمروا في فعل الخير، سيكون الأمر مفيداً حتماً.

خبر هام

مع ذلك، تذكروا أن توقعاتكم هي التي تحدد ما ستتلقونه أو ما لن تنالوه. إذا لم تكن لديكم توقعات إيجابية، حتى لو كنتم طيبين، فلن تحصلوا على الأمور الإيجابية التي تتمنونها.
في النهاية، ما يحدث لكم هو وضع سيء. لستم ملزمين بالسعي إلى إثبات مدى طيبتكم أو حسن نواياكم في الحياة أو في توقعات الآخرين. ما يهم أكثر، هو أن تتعرفوا على شعوركم اتجاه الأمور التي تتمنونها.
لذلك، كونوا طيبين بما يكفي كي تشعروا بالرضا عن أنفسكم وتحصلوا على السلام الداخلي، واتخذوا الإجراءات التي تساعدكم لتكونوا متفائلين قدر الإمكان بشأن ما تتمنونه في الحياة. تحدثوا عن نقاط قوتكم وعن رغباتكم كما لو أنكم تتوقعون أنكم ستحققونها في حياتكم.


سيساعدكم ذلك على بناء الحقيقة التي تتمنونها.
أتمنى أن يكون هذا المقال فد ساعدكم في الإجابة عن سؤال “لماذا تحدث الأشياء السيئة مع الأشخاص الجيدين؟”. إذا كانت لديكم أفكار أخرى حول هذا الموضوع، لا تترددوا في ذكرها في تعليقاتكم.

التعليقات مغلقة.