الأفكار ال 4 التي تجعلنا تعساء في أقل من ثانية واحدة (وكيفية التخلّص منها)

فجأة، تجدون أنفسكم متعبين وتعساء ومحبطين. ما من أمل يلوح في الأفق. تتملككم رغبة في النوم وفي الأكل وفي التخلي عن كل شيء. حسن، نعم، لقد وقع هذا الحدث المزعج: تلك الرسالة النصية، ذلك الغداء، ذلك الإتصال… لكن هل لاحظتم الآلية الثابتة التي وضعتموها بعد ما تسمونه “سبب” تعاستكم؟ في الواقع، إنها مجرد جملة بسيطة وقصيرة / أفكار تجعلنا تعساء (وليست صحيحة حتى) تدور في رؤوسكم، ولا حاجة إلى الإنتباه لها.

إليكم لائحة بالجمل ال 4 التي نستخدمها غالباً نحن البشر والتي تجعلنا تعساء في اقل من ثانية. (نعم، إنها طريقة فاعلة للغاية!) إذن، عندما تسمعون إحدى هذه الجمل في رؤوسكم، غيّروا الموجة على الفور! عليكم باستخدام الريموت كونترول!

1. “إنها غلطتي أنا”

إنها الجملة الأكثر انتشاراً حول العالم لأنها قادرة على أن تتأقلم بسهولة مع أيّ ظرف. إنه “الشعور بالذنب”. هل تعني هذه العبارة لكم شيئاً؟ إذا لم تسر الأمور على ما يرام، فلأن رد فعلي كان سيئاً: ما كان عليّ أن أقول هذا، ما كان عليّ أن أفعل هذا، ما كان عليّ… إنه شعور يتماشى جيداً مع الندم. لنأخذ على سبيل المثال حالة الطلاق (اخترت هذا المثل بالصدفة، أقسم لكم) “لو لم أخن زوجتي، لما تركتني. إنّ الذنب ذنبي”. حسن، يمكن أن نعتقد في الوقت عينه أنّ الأمر مبرر. لكنه ليس كذلك، فالشعور بالذنب لا ينفع في شيء ولا ينفع أحداً. وهو لن يعيد الزوجة ولن يجعل العشيقة تختفي.
إنّ الجملة المناسبة لإعادة التوازن مأخوذة من الإفتراضات الأساسية لمنهجية اريكسون في التنويم المغناطيسي: “كل شخص منا يقوم في كل لحظة بأفضل خيار ممكن وفقاً لمعارفه وقدراته.” لا بأس بهذا، أليس كذلك؟

2. “سيستمر هذا إلى الأبد”.

نتعرّض لحادث أو موقف مزعج أو حتى مريع ويُخيّل إلينا أنه سيدوم إلى الأبد. هذه الإسقاطات المستقبلية هي التي تسبب الضرر الأكبر. لنأخذ مثلاً معبّراً. تلقيتِ للتو قرار قاضي شؤون الطلاق الذي يقضي بألا تري أولادك بقدر ما طالبت به. ستشعرين بأنك مدمّرة، محطّمة وغاضبة. في هذه اللحظة، والآن، لم تتغيّر حياتك بعد، إنها مجرد اسقاطات مستقبلية، ومستقبل يدوم ولا يُحتمل. لم يطرأ أيّ تغيير على الواقع الحالي، لكن الانفعال حقيقي فعلاً. لكن من يعلم ما يخبئه لنا الغد؟… والجملة التي تعيد التوازن هنا هي “الحياة هي تغيير” (وهذا ليس كلامي بل كلام بوذا) لكن لا تخلطوا بينها وبين “التغيير هو الآن” (لأن التغيير في الواقع يحصل طيلة الوقت!). والإنفعال يمكن أن يختفي ويزول حتى لو استمر الوضع. أعلم أنّ الكلام أسهل بكثير من التنفيذ…

3. “لا أحد يحبني”

الكل يعرف هذه الجملة بالتأكيد. ونحن نبدأ باستخدامها منذ الصغر، مع الأم والأب. وتستمر مع الرفاق والرفيقات والأصدقاء ومن ثم مع الزوج أو الزوجة ولاحقاً مع… الطليق أو الطليقة، والزملاء في العمل وحتى الأولاد! الكل يمرّ بهذه المرحلة. لكن هل يخطر لنا أن نتساءل عما إذا كنا نحن نحب الآخرين؟… (بقدر ما يتمنون وكما يتمنون؟) والسؤال الفرعي او التكميلي هنا هو: هل أحب نفسي أنا؟ ولا بد أنكم خمنتّم الجواب، فكلما أجبتم “بنعم!”، كلما اختفت من تلقاء نفسها الجملة السلبية التي انطلقنا منها.
إذن، استعينوا بهذه الجملة لإعادة التوازن: “أحب نفسي- كل يوم أكثر بقليل” أو “أحب نفسي، تماماً وبالكامل” (طالما بدأنا!).

4. “أنا فاشل، ولن أنجح أبداً!”

هذه الجملة هي المفضلة لديّ! وأنا استخدمها كثيراً كما أنّ نتائجها فوريّة. “لن أتمكّن أبداً من تربية الأولاد وحدي، ومن كسب المال، ومن تجاوز هذه المحنة، ومن الإنتهاء من ترتيب الأطباق، ومن النوم باكراً، ومن تنظيف أسناني ثلاث مرات في اليوم، ومن وضع طلاء الأظافر بشكل مرتّب….” تمتد اللائحة إلى ما لا نهاية. وماذا لو وضعنا لائحة بالأمور التي نستطيع أن نفعلها؟… تلك الأمور التي تبدو لنا غير مهمة أبداً لأننا نجيد تماماً القيام بها. ولنبدأ من البداية، فنجد أمامنا: أنا أجيد المشي، وأجيد الأكل، وأجيد الإستحمام، وأجيد الركض، وأجيد القراءة، وأجيد الكتابة، وأجيد ركوب الدراجة، وأجيد نزع الطلاء، وأجيد… وهنا أيضاً نجد لائحة طويلة ولا تنتهي! هذا غريب، أليس كذلك؟

التعليقات مغلقة.