انفصام الشخصية أو السيكيزوفرينيا، هل تعلمون ما هو وهل هو مخيف ؟

إنّ سمعة الفصام أو انفصام الشخصية سيئة وذلك لسبب واضح وهو أنه لا يؤتى على ذكره في الأخبار إلا في إطار حدث جنائي أيّ جريمة! لكن الكثيرين منا يجهلون أنّ أقليّة قليلة من الأشخاص المصابين بالفصام فقط هم أشخاص خطرون، في حين أنّ عدداً كبيراً من الأفعال المشينة يُرتكب بحقهم في كل عام.

إذن، من أين يأتي هذا الخوف؟

مما لا شك فيه أنه يأتي من الجهل، فنحن نخاف ما نجهله، وهذا أمر معروف! لذا، دعونا نستكشف الأمر ونسلط عليه الضوء لتصبح الرؤية أوضح.
يمكننا تصنيف الفصام / انفصام الشخصية بحسب منظمة الصحة العالمية كمجموعة من الإضطرابات العقلية الحادة والمزمنة التي تصيب 23 مليون شخص حول العالم. يؤثر المرض على الجهاز العصبي المركزي، ويتلف الوظائف الإدراكية (الذاكرة، القدرة على الادراك) ويشوّش مجرى التفكير.

ويمكن أن يُترجم هذا بالأعراض التالية:
  • عدم التنظيم: تكون الأفكار غير منظّمة ونلاحظ هذا في طريقة التواصل، وطريقة اللباس، المواقف والتصرفات، والخطاب غير المنظّم.
  • الهلوسة والأوهام: إنها آليات الاضطراب النفسي والإنتاجية. يمكن أن تكون مزمنة، مستقرة أو أن تظهر في أوقات محددة جداً.
  • استنزاف وعجز: ويتعلق هذا بالحياة العاطفية والإجتماعية التي تتصف بالإنطواء على الذات والإنعزال. وغالباً ما نلاحظ فشلاً في تمييز الواقع وفقداناً للإرادة والحيوية. قد تتجلى على شكل برودة، عدم اكتراث، عدم نظافة، صعوبة في التكيف.

إنّ الأعراض الأشد صعوبة وخطورة هي الهلوسات والأوهام لكن تراجع المشاركة الإجتماعية والصعوبات الإدراكية هي الأعراض الأشد استنزافاً والتي تعتبر معوّقاً للمريض.
غالباً ما تكون الأعراض الأولى لهذا المرض ماكرة جداً وتظهر ما بين عمر 15 و30 سنة على شكل انطواء على الذات، فشل مدرسي، تصرفات غريبة، تعاطي للمخدرات، تعاطي للكحول. ولا داعي لأن تقلقوا إنما عليكم أن تبقوا يقظين وحذرين إذا ما استمرت هذه الأعراض لمدة طويلة أو تفاقمت!

هل يمكن علاج الفصام؟

يمكن لمريض الفصام أن يخضع للعلاج لكنه لا يشفى منه لأنه اضطراب عقلي مزمن.
لكن التشخيص يصبح أفضل إذا ما تم وضع آلية رعاية مناسبة ومن دون تأخير. لا بد من إخضاع المريض لعناية طبيّة، وينبغي اللجوء إلى جلسات منتظمة مع طبيب نفسي يعطي المريض علاجاً من شأنه أن يخفف الأعراض وأن يؤمّن متابعة نفسية له لمواجهة هذا المرض الذي يصعب العيش معه. من ناحية أخرى، يجب أن تحظى العائلة بالمواكبة والمساندة لأنّ دورها هام جداً.
ثمة مستشفيات للعلاج وورش علاجية وهي مهمة جداً لتنشيط الإبداع لدى المرضى وكسر عزلتهم. يتمكّن البعض من أن يجعل اضطراباته تستقر كما يتمكّن من العمل ومن إقامة علاقات اجتماعية… إذن، لنُسقط حاجز الخوف ولنتوقّف عن التشهير بالأشخاص الذين يختلفون عنا وعن وصمهم بوصمة عار.

التعليقات مغلقة.