هل الروح موجودة؟ رأي العلم في الموضوع
يقترب العلم أكثر فأكثر من شرح وجود الروح، إنه تحدٍ رائع حاولت البشرية تفكيكه طوال تاريخها. سنتحدث عنه هنا. هل الروح موجودة؟
تساءلنا طوال تاريخنا كبشر عما إذا كانت الروح موجودة. وأثار هذا السؤال الكثير من النقاشات وحاولت مختلف التخصصات الإجابة عليه في مناسبات مختلفة.
نستعرض في هذا المقال من موقع حياتنا التفكير العلمي، والتقاليد، والتحديات الموجودة اليوم. وسنخبركم أيضا عن نظرية روبرت لانزا المذهلة في علم الحياة.
أكدت طبعاً، على مر السنين، التقاليد الدينية المختلفة وجود الروح. لكن ما هو موقف العلم؟ كيف يعالج هذا السؤال اليوم؟ سنتحدث عنه فيما يلي.
هل الروح موجودة؟ المعتقدات حول ذلك
ترتبط فكرة وجود الروح بالاعتقاد أن الحياة تستمر بعد الموت كما ترتبط بالإيمان بالآخرة. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أيضاً أن الروح دليل نفكر ونشعر من خلاله، وهي تتميز عن الجسد.
يختلف مفهوم الروح حسب السياق، والدين، والنظام الذي يتحدث عنها. لعدة سنوات كانت الأديان، ولأنها مرتبطة بالبعد الروحي، مسؤولة عن تفسير وجود الروح.
إن ارتبطت فكرة الروح بالروحانية أو لا، فإن البراهين على وجودها لها علاقة بالغموض المرتبط بالولادة، والموت، والحالات المختلفة للوعي والذاكرة والخيال. وبالتالي يمكننا افتراض أن الروح نوع من قوة حياتية أو دافع طبيعي.
التفكير العلمي ووجود الروح
لا يعترف التفكير العلمي الحالي عموما بالبعد الروحي. بل على العكس، يؤكد أن لا حاجة للروح ويشرح لنا الحياة من خلال المعادلات (نشاط الكربون ، نشاط البروتينات ، إلخ).
بينما يفسر الدين وجود الروح من وجهة النظر الروحية بربطها بالماورائيات وغير الملموس، فإن العلم يحاول أن يربطها بالمادة/الملموس. بمعنى آخر، الروح إما مرادف للعقل من وجهة نظر عاطفية أو محدودة بمفهوم الإدراك والوعي.
تحدي النظريات العلمية الحالية
على الرغم من أن علوم الأعصاب قد خطت خطوات كبيرة في شرح كيفية عمل نظامنا العصبي، إلا أن هذا السؤال لا يزال لغزاً إذ ترتبط مشكلة وجود الروح أم لا بفهم طبيعة الذات.
بدأت حاليا نظريات مختلفة بالتشكيك في التفكير العلمي وخاصة الكيمياء الفيزيائية.
اقترح العالم الأمريكي روبرت لانزا نظرية مركزية الحياة Biocentrism. ومن خلالها، يعتبر الحياة وعلم الأحياء ضروريان للوجود، والواقع، والكون.
ثم يؤكد أن الوعي يخلق الكون وليس العكس. وبالتالي، فهو لا يتجاهل النهج الفيزيائي والكيميائي لتفسير شؤون الوجود، ولكنه يعطي أهمية أكبر للبيولوجيا.
كما تؤكد نظرية مركزية الحياة على الأسئلة الصعبة حول الطبيعة البشرية. “هل الروح موجودة؟” ، “هل هناك وجود لما وراء الزمن؟”، هي من الأسئلة التي تطرحها نظرية مركزية الحياة.
تؤمن هذه الرؤية الجديدة للوجود، والكون، والواقع، بأن الحياة تتجاوز الذرات والجسيمات. مما يفسر ظواهر معينة مثل التشابك الكمي ومبدأ عدم اليقين. ويشير بعض الباحثين إلى أن الغرابة الكمية تحدث في العالم على نطاق بشري. هذا ما يقترحه على سبيل المثال Gerlich وal في مقالهما “التداخل الكمي للجزيئات العضوية الكبيرة”(2011).
تعتبر بعض فروع المعرفة العلمية الأخرى، المكان والزمان أدوات للفكر وتربطهما بالوجود. يأخذنا هذا التحدي بعيدا عن الحدس الكلاسيكي ويقترح أن جزءاً من الفكر أو الروح خالد وبالتالي موجود خارج هذه الفئات.
باختصار، تتعرف بعض فروع العلم على الروح من خلال الاكتشافات الجديدة التي تفسر طبيعة الارتباط بالزمان والمكان. ويتبنى البعض رؤية شاعرية للروح والبعض الآخر يختصرها في الإدراك. ولا يزال آخرون يواصلون إنكار وجودها.
التعليقات مغلقة.