رحلتي في التغلب على الخجل والخوف من الآخرين(2)

كيف نخرج من الرهاب الإجتماعي (الخوف من المجتمعات)؟ فيما يعاني الكثير من الأشخاص من هذا الخوف وما زالوا عاجزين عن التغلب عليه، من المهم التحدث عن النقاط الرئيسية التي تساعد على التمكن من التغلب على الخجل والتخلص من هذا الخوف والمضي قدماً. تكلمنا في المقالة السابقة عن نقطتين منهما واليوم نتابع مع ثلاث نقاط رئيسية اخرى.

3. تعرفوا على أنفسكم

الخطوة التالية، والتي لا تقل أهمية عن الخطوة السابقة وقد تعلمتها أيضاً في وقت مبكر من رحلتي، كانت أيضاً أهمية التعرف على أنفسنا قبل البدء بأي تغيير.
ونعم ، هناك سببٌ وجيه للقول الذي يرددونه غالباً”اعرف نفسك”! ينطبق الأمر أيضاً على الرهاب الإجتماعي، لأن معرفة مخاوفكم والتعرف عليها سيساعدكم على ترويضها. لا يمكننا التغلب على عدو لا يمكننا رؤيته … وبالتالي، عليكم أن تتعلموا أن تفهموا:

  •  لماذا تشعرون بالخوف: وضع اجتماعي سيء، خبر…
  •  ما الذي تخشونه: أحكام الآخرين، النقد، نظرات الناس…
  •  منذ متى بدأتم تشعرون بالخوف: منذ عدة سنوات، مؤخراً…
  •  ما هي أفكاركم: المعتقدات غير العقلانية التي تؤمنون بها.

في الواقع، سوف تتعلمون ما يكفي لتطوير استراتيجية أفضل مما لو لم تكونوا على معرفة بهذه العناصر! فمثلاً إذا كنتم تعلمون أنكم تخافون من حكم الآخرين، يمكنكم العمل تدريجياً على تعريض أنفسكم لحكمهم. وإذا كانت لديكم أفكار سلبية تتعلق بالآخرين، فستتمكنون من اكتشاف الأفكار والمعتقدات المعاكسة التي يجب أن تنموها.
عندما تتعلمون كيفية التعرف على نفسكم بشكل أفضل، ستحصلون على معلومات ستكون مفاتيح شفائكم.

4. توقفوا عن الخوف! لا أحد كامل

لا أحد كامل.. جميعنا نبذل أقصى ما بوسعنا
تخافون من رأي الآخرين؟ تذكروا ألا أحد كامل
بعد رحلتي الطويلة والشاقة نحو التخلص من القلق الاجتماعي والخوف من الإحراج ومن حكم الآخرين، قررتُ أن أشارككم المراحل الأساسية والأهم في تجربتي. ومن أهم ما ساعدني على الشفاء من هذا الخوف، هو معرفة ألا أحد كامل.
لا يوجد أحد كامل
ما تعلمته في وقتٍ متأخر خلال رحلتي، كان أهمية معرفة أنه لا يوجد أحد كامل. ونعم، أعلم أنه من السهل أحياناً أن نتقبل ذلك، ولكنها حقيقة مؤكدة أكثر مما تظنون! لا يوجد أحد مثالي، سواء كنا نتحدث عنكَ أنتَ أو عن جارك أو عائلتك أو المعالجين أو الأخصائيين الذين تقابلونهم…
يسعى الجميع إلى بذل أقصى جهدهم وفق قدراتهم وهذا ما تفعلونه أنتم أيضاً. لهذا السبب من المهم أن تتساهلوا مع أنفسكم. إفهموا أن:

  •  لا أحد كامل لا نحن ولا أي شخصٍ آخر
  •  كل شخص يبذل أقصى جهده وفق ظروفه
  •  لا يوجد ما هو ملزم لأحد، كل شخص يسعى إلى التكيف إلى افضل حد ممكن
  •  الجميع يرتكبون الأخطاء، لكن هذه الأمور قابلة للإصلاح
  •  الصعوبة التي تمرون بها ليست سبباً للوم أنفسكم ومعاقبتها

لكي تتمكنوا من التغلب على هذا الخوف الإجتماعي، ستحتاجون أيضاً إلى أن تكونوا متسامحين مع أنفسكم! فالحل ليس أبداً أن نعاقب ونلوم أنفسنا أو نوجه اللوم إلى جارنا.
بل على العكس، التصرف بإيجابية والتعاطف مع أنفسكم قد يتيح لكم إيجاد الحل بسرعة أكبر. كما أنه يساعد على تهدئة مشاعركم والتخفيف من حدة الصعوبات التي تواجهكم، حيث أن الرهاب الإجتماعي يستغرق وقتاً كي يزول.
لذا ، لا تزيدوا عقبة إضافية! أنتم تبذلون قصارى جهدكم كل يوم وهذا أمرٌ مهم، لذا تذكروا أن تكونوا متساهلين مع أنفسكم بعض الشيء.

5. اعتماد العلاجات الطبيعية

الدرس التالي الذي تعلمته خلال رحلتي هو أيضاً أهمية اعتماد العلاجات الطبيعية للقلق.
غالباً ما لا تكون العلاجات الشائعة من هذا القبيل: بل تقتصر على أدوية مزيلة القلق ومضادات الاكتئاب… ولكن مجرد أنهم يظهرون لكم طريقة واحدة، ذلك لا يعني أنها الطريقة الوحيدة! ففي الواقع هناك طريقة أخرى. وهذه الطريقة برأيي هي اعتماد العلاجات الطبيعية، التي قد تساعدكم أيضاً على التقليل من مستوى القلق الذي تعيشونه حين تتواصلون مع الآخرين. على سبيل المثال:

  •  البابونج: وهو متوفر في شاي الأعشاب والمكملات الغذائية
  •  المليسة: وهي متوفرة أيضاً في شاي الأعشاب، وهي نوع من النبات المهدئ للقلق
  •  الخزامى (اللافندر): متوفرة في الزيت العطري، يتم نشرها في الهواء
  •  زهور باخ: متوفرة على شكل قطرات أو أقراص محلاة لمعالجة القلق

ما قدّمته لكم هو مجرد أمثلة، لكن هناك مئات العلاجات الطبيعية الأخرى التي تساهم في التخفيف من القلق! هناك العديد من النباتات التي يمكن أن تساعد في تخفيف قلقكم دون تعريض صحتكم للخطر.
لن تسبب لكم هذه النباتات إدماناً، ولن تكون ضارة بصحتكم أو كيميائية، وهذا أمر مهم جداً. فإذا كنتم تعانون من القلق، لا داعي لإضافة مشاكل إضافية أخرى، مثل الإدمان على الأدوية.

جربوا هذه البدائل الطبيعية وشاهدوا تأثيرها عليكم! لن تخسروا شيئاُ، لأن لهذه العلاجات آثار جانبية قليلة جداً أو شبه معدومة.

اقرؤوا الجزء الأول: رحلتي في التغلب على الخجل والخوف من الآخرين (1)

التعليقات مغلقة.