هل تفضل أن تكون حجراً أم ماء؟ أجب عن السؤال قبل قراءة المقالة
هل تفضل أن تكون حجراً أم ماء؟ هناك حكمة يابانية تقول:لا يجوز أن تكون في النزاع حجراً بل ماء. وهذا يعني ما يلي: يمكن للماء أن يتغير أما الحجر فلا. إن الإحساس بالأهمية، الرسوخ، التفوق هو مغزى الحجر، وهو سيدافع عنها. للحجر نمط سلوك واحد، طريقة واحدة لتبادل التأثير مع العالم المحيط، أما عند الماء فهناك آلاف الطرق. لذلك يتغلب الماء على الحجر دائماً. إن الخضوع للمستقبل، اي للمبادئ، للمثل، للعدالة، يحول الإنسان إلى حجر.
يجب أن يكون ما نخضع له وحيداً
فمن المستحيل أن نتوجه في الوقت عينه في عدة اتجاهات. كلما تزايد خضوع الشخص للمستقبل، تناقصت لديه خيارات التطور حتى لا يبقى في نهاية المطاف إلا نموذج واحد، خيار واحد. لهذا يبقى الإنسان في هذه الحالة خائفاً مذعوراً من انهيار هذا النموذج، وحاقداً على كل من يمكن أن يهدد خططه. إن وجود خيار واحد فقط يجعل الإنسان سريع العطب بشكل هائل ويؤدي إلى انخفاض الطاقة. ثم يحدث انهيار تدريجي للمستقبل وصولاً إلى فقدانه.
إذا كان الإنسان خاضعاً للحب
أما إذا كان الإنسان خاضعاً للحب، للعلاقة مع الله فقط، فيمكن أن تكون لديه عشرات ومئات السيناريوهات من أجل تطوير المستقبل. وكلما ارتفعت الطاقة لديه، تزايدت خيارات الأوضاع الممكنة، ويكف الإنسان وقتها عن كونه عبداً للمستقبل. لذلك فنقطة البداية في تربية الشخص الآخر يجب أن تكون الحب وليس المبادئ والمثل والعدل. علينا أن نتحلى بالتفاؤل والصبر وأن نقوم بمحاولات مختلفة كثيرة لحل النزاع.
إذا استخدمنا الأسلوب السابق في الأعمال، سوف نلاحظ النتائج على الفور. لكي يكون المشروع الذي نفكر فيه ناجحاً، علينا أن نضع نموذجاً يتضمن كل العواقب السلبية المحتملة، أي أن نضع نموذج الانهيار المحتمل لخططنا المستقبلية. ولكن إذا كان توجه الإنسان وعبادته هي لأجل المستقبل، فلن يتمكن من تقبل انهياره أبداً.إن تصور هذا الإنسان لأي إزعاج في المستقبل يؤثر فيه تأثيراً مرضياً، بسبب آلية الانعكاس الشرطي المخزنة في لاوعيه.
ما هي آلية الانعكاس الشرطي؟
يريد الطفل الصغير أن يزحف تحت السرير، لكنه يعرف مسبقاً أن اصطدام رأسه به مؤلم. تلك هي آلية الإنعكاس الشرطي. يذكّر الألم بأن صورة العالم المحيط ليست كاملة، وهذا الألم هو الذي يرغم الطفل على التطور. إذا أبعدنا الألم وأبقينا الانفعالات الإيجابية فقط، فإن صورة العالم ونمط السلوك يصبحان راسخين ساكنين ويتوقف التطور. وهذا بالطبع سوف ينهار لاحقاً، وأحياناً ينهار معه الصحة والحياة. ورغم هذا فإن الناس يضعون الخطط دائماً دون أن يفكروا بعواقبها.
التعليقات مغلقة.