ما الذي يحدث عندما يتوقف الأطباء عن العمل ؟ اللغز الذي فاجأ كل الباحثين…

اللغز الذي فاجأ كل الباحثين. ما الذي يحدث عند توقف الأطباء عن العمل؟

برآيكم، ما الذي يحدث عندما يضرب رجال الشرطة عن العمل؟
ما هي نتائج إضراب الممرضات؟
وماذا إذا أضرب الأطباء عن العمل؟
خذوا 10 ثوانٍ لتفكروا في الأمر …ثم واصلوا القراءة!
أعتقد أن الجواب سيفاجئكم.
توقف الأطباء عن العمل يعني موتاً أقل : في كل مرة نفس النتيجة!
أراد باحثون من جامعة أطلنطا أن يحصلوا على الجواب القاطع!
لذلك دققوا في كل الدراسات المتوفرة حول الإضرابات الطبية طوال 40 عاماً.
وجمعوا 156 مقالة تناولت 5 إضرابات مهمة. الأقصر بينها استغرق 9 أيام… والأطول 4 أشهر!

النتائج هنا كانت غير قابلة للنقاش:

أي من هذه الإضرابات لم ينتج عنه زيادة في عدد الموتى؛
بالعكس، خلال هذه الإضرابات ال 5، ظلت نسبة الوفيات ثابتة أو تراجعت.
إذا قرأتم هذه الدراسة، سترون أن المشرفين عليها حكوا رؤوسهم محاولين أن يجدوا شرحاً لهذا التناقض.
ربما كان عدد العمليات الجراحية الخطرة أقل خلال الإضرابات ؟ ربما لم تستغرق الإضرابات وقتاً طويلاً لتصل إلى نتائج مأساوية ؟
استنتج الباحثون :”مهما كان الأمر، وجدت الدراسات العلمية أن هذه الإضرابات نتيجتها انخفاض نسبة الوفيات”.
والمدهش أكثر أن نسبة الوفيات تتراجع أيضاً…عندما يكون الأطباء، المصنفين على أنهم الأكثر “مهارة”، غير متوفرين !
موت أقل عندما يغيب “كبار أطباء القلب” !

هذا ما لاحظته دراسة مذهلة نشرتها JAMA Internal Medicine حول أطباء القلب.
انطلق الباحثون من موضوع بسيط جداً : ما الذي يحدث عندما لا يكون أفضل أطباء القلب في البلاد مداومين في المستشفى، لأنهم يحضرون مؤتمراً وطنياً حول أمراض القلب ؟
ما الذي يحدث للمرضى المعرضين لخطر النوبات أو لفشل القلب ؟ هل سيموت عدد أكبر منهم عندما لا يكون الأخصائيون موجودين للعناية بهم ؟ هذا ما كان الباحثون متيقنين من أنهم سيجدونه.
ولكن ما وجدوه هو العكس: عدد الموتى أقل.
أقل بشكل واضح : انخفاض حتى 30% في نسبة الوفيات عند المرضى المعرضين للخطر أكثر !
حظكم في البقاء على قيد الحياة سيكون أكبر إذا كان أشهر أطباء القلب في البلاد مشاركين في مؤتمر بدل أن يكونوا في خدمتكم.
هل لأن الأطباء الشباب الذين يحلّون محلهم لديهم خبرة عملية أكثر من الأطباء الأقدم الذين انصرفوا إلى نشاطات أخرى ؟
ربما، لكن السبب الأكثر احتمالاً قد يكون في مكانٍ آخر.

يتجرأ الأطباء القدامى أكثر على إجراء عمليات فيها مجازفة أكبر… وخطورة أكبر أيضاً.
عمليات قد تكون أكثر “نجاعة”…لكنها تسبب وفيات أكثر.
استناداً لهذه الدراسة، هناك عمليات جراحية أكثر عندما يكون الأطباء الكبار متواجدين. وهذا بدون شك ما يقتل المرضى.

الكثير من الأطباء يقتل

العبرة من هذه القصة بسيطة.
في الطب، الأفضل هو عدو الجيد.
أنتم لن تتحسنوا وتصبح صحتكم أفضل إذا أجريتم اختبارات أكثر، عمليات أكثر، أو إذا أخذتم دائماً أدوية أكثر…لكن بالعكس !
بكل تأكيد، تنقذ خدمات الطوارئ في المستشفيات ملايين الحيوات يومياً.
لا يسمح أحد لهذا النوع من الطب أن يقوم بإضراب.
لكن الامر مختلف تماماً بالنسبة للطب في الحياة اليومية.
غالباً ما ينتج عن الطب التقليدي سيئات أكثر من الحسنات. لذلك من الأفضل أن نحصر تعاملنا معه في أضيق نطاق ممكن !
كان فولتير يقول “فن الطب يكمن في تشتيت المريض بينما تقوم الطبيعة بعملها في شفائه”.
هذا القول ليس دائماً صحيحاً بالطبع، ولكن يستحق أن نتأمل فيه !

التعليقات مغلقة.