فكرتان خاطئتان تمنعانكم من خسارة الوزن (1)
فكرتان خاطئتان تمنعانكم من خسارة الوزن
صحيح أنّ البدانة أضحت بمثابة جائحة عالمية، مع تسجيل وفاة ما لا يقلّ عن 2.8 مليون شخص كل عام بسبب الوزن الزائد أو البدانة ومع معاناة قرابة 40% من سكان العالم من زيادة في الوزن وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية، إلا أنّ هذا لم يكن الحال السائد في الماضي كما لا ينطبق هذا أيضاً على ما تبقى من كائنات حيّة.
فطبيعتنا الأساسية لا تشجّع على اكتساب الوزن بشكل خاص، لكننا سنسلط الضوء على التغييرات والتعديلات التي أوصلتنا إلى اكتساب الوزن الزائد. إنّ تغيّر أنماط التعلّم في حياتنا الشخصيّة والعائلية والاجتماعية أوجد تكيّفاً عملياً يمكن للوزن الزائد أن يكون مفيداً له: وهذا ما نسميه المنافع الثانوية لوضع ما.
سأكشف لكم عن فكرتين خاطئتين تمنعكم من الحفاظ على رشاقتكم، وهي نتيجة التطوّر في علم الأعصاب وعلم السلوك الذي شهدته السنوات الأخيرة:
1. فصل المأكولات بين جيّد وسيء
إنّ تقسيم المأكولات بين جيد لأنه لا يحتوي على الكثير من السعرات الحرارية وبين سيء لأنه غنيّ بالسعرات الحرارية، كما هو الحال في معظم الحميات، يجعل مما هو مصنّف على أنه الأخطر مرغوباً أكثر من سواه. إنها عمليّة نفسيّة تماماً قادرة على أن تثير ردود أفعال تصبح عملياً جسديّة، مثل الشعور بالجوع وبالإثارة لمجرد التفكير في المأكولات المحظورة.
كلما تشددت أكثر في نظامي الغذائي، كلما ازدادت رغبتي في تناول الممنوع أو كلما حرمت نفسي من مأكولات معيّنة كلما رغبت أكثر في أكلها. إذن، إذا سمحت لنفسي بأن أتناول ما أرغب فيه، فسأتمكّن من ان أتخلى عن هذه الأصناف بسهولة أكبر.
2. الاعتقاد بأن الحمية الناجحة يمكن أن تستمر على المدى الطويل
تتطلّب الحمية الغذائية التي تفرض الكثير من القيود بهدف خسارة الوزن جهوداً ضخمة، لا بل تضحيات لا يمكن الاستمرار بها على المدى الطويل (95% من الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية يستعيدون وزنهم الذي خسروه و80% منهم يكسبون وزناً إضافياً بعد عام وذلك بحسب الوكالة الفرنسيّة لصحة وسلامة الغذاء).
إنّه فخّ مخادع وغدّار لأن التناوب بين النجاح القصير الأمد والفشل يجعلنا نتوهّم أننا سنتمكّن يوماً ما من الحفاظ على النتيجة، عاجلاً أم آجلاً.
ولهذا السبب، نصادف باستمرار أشخاصاً علقوا طيلة حياتهم في فخّ هذا الكفاح المستمر الذي لا ينتهي، هذه الحلقة المفرغة التي تحافظ على استمراريتها وتتغذى من تحكّم الحمية وما يليها من فشل ناجم عن استعادة الوزن، وهذا ما يُعرف بمفعول اليويو أو إعادة تدوير الوزن أيّ لعبة خسارة الوزن واكتسابه مجدداً المستمرة.
والتحكّم يستدعي فقدان التحكّم في حين أني لو وثقت في نفسي لما احتجت لأن أتحكّم بنفسي.
اقرؤوا الجزء الثاني من المقالة: 3 أفكار تمنعكم من فقدان الوزن مهما بذلتم من جهد (2)
انتظروا الجزء الثالث
التعليقات مغلقة.