اهتموا بعلاقتكم مع إخوانكم وأخواتكم، لأنهم أهم الأشخاص في حياتكم
الاخوة هي أبعد ما يكون عن أن نكبر في نفس البطن أو أن نتشارك نفس الأهل، هي أكثر بكثير من هذا. مع أن العلاقات بين الأخوة قد تتسم بالشجارات، فهي تنتج صداقات صلبة جداً وغير قابلة للكسر، وتؤثر بطريقة أو بأخرى على نمو شخصية الولد في عائلته. إذا كان لديكم أخوة وأخوات، فهذا المقال لكم.
أهمية إخوانكم وأخواتكم
اهتموا بعلاقتكم مع إخوانكم وأخواتكم
في الصغر، أخوتنا وأخواتنا هم أفضل أصدقائنا. قد نغضب منهم كثيراً أو نتشاجر معهم، لكننا نعرف أنه في حال حدوث أقل مشكلة، سنكون حاضرين دائماً لمساعدتهم.
لسوء الحظ، عديدة هي الحالات التي يكبر فيها الأخوة والأخوات، وينتهي بهم الأمر إلى أن يتباعدوا كل منهم عن الآخر.
قد يبدو لكم هذا أمراً لا يمكن تجنبه، لكن حسبما تقول الإختصاصية الدانمركية بعلم نفس الأطفال مارغريت برون هانسن، فهذا غير صحيح. وهي تؤكد حتى أننا قادرون كلنا على تجنب هذا. بالنسبة لها، فهم قد يكونون ربما أهم الأشخاص في حياتنا.
تأثيرهم على النمو الشخصي
يلعب الأخوة والأخوات دوراً رئيسياً في نمو شخصية الولد وتطوره الإجتماعي وكذلك نظرته لنفسه. لأنه في الحقيقة، ودائماً بحسب عالمة النفس الدانمركية، تؤثر العلاقات الأخوية بشكل كبير على الروابط الإجتماعية التي ينسجها الشخص فيما بعد. وهي تضيف قائلة :”العلاقة الأخوية السليمة ستكون بدون شك أهم علاقة في حياتكم”.
الدور الأساسي للأهل
إذا كنتم قد ترعرعتم مع أخوة وأخوات، فأنتم بالتأكيد وغالباً قد شعرتم بالغيرة وببعض الحساسية تجاههم، لسبب بسيط وأساسي هو أن كلاً منكم يبذل جهده ليحتل مكاناً داخل المؤسسة العائلية. لكن في نفس الوقت، الرابط الذي كان يجمعكم معهم كان صلباً بشكل خاص ويدفعكم رغم كل شيء لتساعدوا بعضكم ويحمي كل واحد الآخر من أقل خطر يتهددكم. باستثناء أنه، بالنسبة للكثير من الناس، تضعف هذه العلاقة بشكل ملموس مع مرورالسنين. لهذا السبب تدعونا دكتورة هانسن لنتعرف أفضل على قيمة هؤلاء الأشخاص الأعزاء حتى نستعيد النظرة التي كنا نمتلكها عما كان يربطنا بهم. لكنها لا تتردد مع هذا في الإشارة إلى الدور الحاسم الذي يلعبه الأهل في هذه العملية:
“من المهم جداً أن يعلّم الأهل أولادهم احترام الإختلافات، وأن يكونوا منفتحين أيضاً تجاه الأشخاص المنطوين كما تجاه الأشخاص المنفتحين، تجاه الذين يحبون الرياضة كما تجاه أولئك الشغوفين بجمع الطوابع، وليس فقط أن يكونوا متسامحين تجاههم، لكن أيضاً أن ينظروا إلى الإختلافات على أنها نقاط قوة”.
تقول مارغريت أيضاً إن الأخوة والأخوات هم انعكاس عن أنفسنا، وبخلاف كل شخص آخر، فقد كانوا معنا منذ الولادة. وهي لا تتردد في مقارنة العائلة بمجتمع مصغر نتلقى فيه الأفكار التي نصنعها عن الحب والنزاعات وكذلك السلوك الإجتماعي. ولهذا يجب أن لا نأخذها بخفة أو كشيء مكتسب معنا.
لا يستطيع أي شخص أن ينكر إلى أي درجة الأخوة والأخوات مقربون جداً من بعضهم، وهذا بصرف النظر عن طبيعة الخلافات في العلاقات التي توجد بينكم في اللحظة الراهنة، لأنه بعد كل شيء، إنهم الأشخاص الذين يبقون دائماً معنا والذين ليس فقط شاركوا وساهموا في نمونا لكنهم عاشوه أيضاً إلى جانبنا.
التعليقات مغلقة.