عادت من غيبوبة استمرت 6 أيام : رحلتي ما بعد الموت لا أتمناها لأحد (1)
قاموا برحلة طويلة في بلاد اللاوعي المجهولة ويودّون أن يحدّثونا عن هذه الرحلة كما لو أننا ندرس خارطة ما. لكن كيف يمكن أن نشارك تجربة بهذه الحميمية؟ تجربة نكون فيها غارقين في أعماق لحظة خارج الزمان.
إنها فكرة بسيطة: أن نجعل العائدين من الغيبوبة يروون إقامتهم “هناك”. ما عاشوه، ما عادوا به وكيف غيّرتهم هذه التجربة. وافق ثلاثة أشخاص على مشاركة تجربتهم: ايزابيل التي عانت من ورم حميد في الدماغ لكنه عاد للظهور ما جعلها تخضع لعملية جراحية. وقد أدى حادث وقع في مرحلة الاستيقاظ من التخدير بعد العملية إلى جعلها معلّقة بين الحياة والموت مدة أسبوع؛ لورانس التي “تغيّبت” مدة أربعة أشهر تقريباً بعد تعرّضها لحادث أثناء التزلّج وماثيو الذي تعرّض لسكتة دماغية جعلته في غيبوبة على مدى عشرة أيام.
عاد الثلاثة إلى الحياة “العادية” منذ سنوات عدة، ولم يبقَ من مغامرتهم أيّ ندبة ظاهرة للعيان تقريباً.
سنروي في هذه المقالة تجربة ايزابيل على أن نعرض تجارب الباقين في مقالات لاحقة.
كفجوة في حياتي
ايزابيل، 47 سنة، 6 أيام في غيبوبة في العام 2006
“لا أتذكّر شيئاً أو القليل القليل، ولا أعلم إن كانت الصور من ذاكرتي أو مما روي لي. أتذكّر أني شعرت بأنني أغرق من دون أن أعرف كيف أصل إلى الضفة. كنت أعلم أني متزوجة من رجل أحبه، لكنني لم أكن قادرة على تذكّر شكله. وعندما أردت التحقق، اكتشفت أنني لا أضع خاتم زواج. هذا الأمر أقلقني كثيراً. أخبرتني صديقتي أني رويت لها عند استيقاظي رحلة عودتي: كان لديّ الخيار بين أن أبقى هناك أو أن أعود، وهذا ما لم أكن أرغب فيه لأني أعرف أنّ الرحلة رهيبة. لكن كائناً ما، أشبه بملاك، راح يشجعني على العودة. وأقنعني في نهاية المطاف بعد أن وعدني بأن يرافقني ويبقى معي لمساعدتي. وكنت محقّة: الرحلة فظيعة. نسيت كافة التفاصيل لكنه أشبه بكابوس متعب جداً. وفي لحظة ما، انتهى الأمر وعدت.
عندما فتحت عينيّ، كان الملاك جالساً عند قدميّ. ما كنت لأعرف كيف أصفه لكنني عرفته على الفور. إنه زوجي. الغيبوبة أشبه بثقب في حياتي. لو لم يخبروني بما حصل لما عرفت شيئاً على ما أعتقد. فقدت إلى الأبد تلك الأيام التي لم أكن فيها ملك نفسي. وكان عليّ أن أعيد بناء كل شيء بطريقة مختلفة. اخترت على الفور أن أترك كل شيء ورائي، وأن أستلم زمام الأمور وأن أحارب واستثمر كافة الفرص المتاحة أمامي. لطالما سخرت من كل شيء لكنني ومنذ عودتي، أجد صعوبة بالغة في أن آخذ أيّ شيء على محمل الجدّ. أعتقد أنّ الحياة مزحة كبيرة وأنّ مفهوم المستقبل، حتى القريب منه، لا يدخل ضمن حساباتي وتفكيري. إنها رحلة لا أتمناها لأحد لكنها تشكّل جزءاً مني. ولن أغيّر ما أنا عليه.”
اقرؤوا القسم الثاني: عادت إلى الحياة بعد 125 يوم من الغيبوبة : تعلمت كثيراً عن الحياة بعد الموت (2)
اقرؤوا القسم الثالث: عاد من الغيبوبة بعد 10 أيام : تجولت في كافة أنحاء الأرض (3)
التعليقات مغلقة.