3 مراحل للتغيير بجب أن تبدأ منها : في أي مرحلة علقت ؟ (1)

مراحل للتغيير: تم تحديد هذه المراحل انطلاقاً من دراسات أجراها واضعي كتاب”Changing for Good” الذين يتحدثون بشكل أساسيّ عن إشكاليات الإدمان، لكن لاحظ على أيّ حال كيف يتوجّه إليك أنت حتى لو لم تكن معنياً!

سأقدّم لك خيوطاً لتنتقل من مرحلة إلى أخرى لكن لا تتردد في اللجوء إلى معالج لتحشد كافة الحظوظ في صفّك وتأخذ كافة الأمور بعين الاعتبار ما سيسهّل عليك حياتك فعلاً!

يمكنك أن تقرأ المراحل الثلاث الأولى من التغيير التي تتعلق بتحديد أهدافك ولتفهم أيضاً أوضاع المقرّبين منك.
لقراءة المراحل الثلاث الأخيرة راجع مقالتنا: 3 مراحل للتغيير يجب أن تمر بها حتماً : أين أنت عالق ؟ (2)

1- عدم وجود استعداد أو قابليّة للتغيير أم خمول وسلبيّة

في هذه المرحلة الأولى، أنت لا ترى أيّ مشكلة. أنت في حالة إنكار. تجد أن محيطك مزعج بالعظات التي يلقيها عليك، وبكلامه المتكرر عن ضرورة أن تتحرّك وتنتفض قليلاً فيما أنت تجد أنّ الأمور على ما يرام ولا تفكّر في إجراء أيّ تغيير. المشكلة تكمن في الآخرين.
الأمثلة: أدخّن في مكان مخصص لغير المدخنين، سنموت من سبب أو آخر، أنت تبالغ، حسن شربت كأسين من الكحول لا بأس…
كيف نكسر الجمود: إن كنا نستطيع أن نفهم أنّ من واجب الأهل ومسؤوليتهم أن ينبّهوا الولد إلى مضار ونتائج التدخين أو غيره، فكم من مرة استمع أيّ مراهق لنصائح أهله وتوقّف عن التدخين بناءً عليها؟ كم من خلافات تحصل لهذا السبب؟
يحصل كسر الجمود من تلقاء نفسه أو لا يحصل في الواقع. لا يمكننا أن نجبر أيّ شخص على أن يتغيّر. لا بأس وهنيئاً له بحسب وجهة النظر.

في هذه المرحلة، نادراً ما نرى الناس يخضعون للعلاج أو قد يفعلون ذلك إرضاءً للمقرّبين منهم؛ لكنه لا ينفع. أنا أطلب من الأشخاص الذين يقصدونني أن يعودوا لرؤيتي عندما يملكون الحافز.

2- تأمّل أم إدراك

هنا أنت تدرك المشكلة لكنك لا تقوم بأيّ خطوة، تزن الايجابيات والسلبيات وتؤجّل فكرة أخذ موعد.
أمثلة: أعلم أنّ التدخين يضرّ بصحتي… حسن. أودّ أن أمارس مهنة أخرى إنما حسن… إنّ حبيبي يتصرّف بطريقة سخيفة أحياناً إنما على الأقل لديّ حبيب، وهو ظريف أيضاً.
إنها مرحلة السلبية. أنت لست جاهزاً كي تحوّل الأفكار إلى أفعال، تود لو أنّ التغيير يحصل من تلقاء نفسه؛ بالتالي، تقصد المنوّم المغنطيسي لإجراء جلسة واحدة. أو قد تحاول لكنك تفتقر إلى الاستراتيجيّة، وتريد أن تنتقل من كل شيء إلى لا شيء. وبما أنّ الأمور نادراً ما تنجح بهذه الطريقة، فتستنتج أنك لا تستطيع أن تتغيّر على أيّ حال.

3- تحضير أو قرار

أنت مصمم هنا على تحريك الأمور وتبدأ بأخذ زمام المبادرة. ليس كثيراً إلا أنها خطوة البداية.
لديك تصوّر جيّد للنتيجة، وتعلم لما من المهم أن تتغيّر، فالوضع الحالي استمرّ بما يكفي وأنت تلتزم بالتغيير عبر التحدّث عنه لمن حولك. بالتالي، تبدأ بوضع بعض الخطط وبتحديد ما يمكن تصويبه.
أمثلة: قررت أن أتوقّف عن الشرب وحدي، اشتريت حصيرة يوغا، أسعى لأن أتخلى عن بعض السجائر خلال يومي.

كيف نكسر الجمود: أعود إلى المقال حول تحديد الهدف الذي أشرت إليه سابقاً، هنا ستضع خطة عمل كي تحدد اتجاهك ومسارك الذي ستتبعه مرحلة تلو الأخرى، ومن دون أن تحرق المراحل.
لا حاجة للتصلّب وانعدام المرونة بل يمكنك أن تتحرّك على وتيرتك الخاصة فسيجنبك هذا التوقّف والتشكيك في العمليّة مع مرور الوقت.

إنه الوقت المناسب لكي تقلب الصفحة وتبدأ من جديد، لتقول وداعاً لبعض الأمور ومرحباً لأمور أخرى، كالأفكار والسلوكيات، بهدف الانطلاق من قاعدة جديدة جيّدة.

اطلع محيطك كي يشجّعك وليس ليلومك ما إن تفعل شيئاً لا يتناسب مع قرارك. “قلت إنك ستتوقّف عن شرب الكحول وها أنت تحتسي كأساً”، نعم، شكراً، لكنك اتخذت قرارك للتو والتغيير يمكن أن يتطلّب بعض الوقت؛ الضغط الاجتماعي سلاح ذو حدّين، بالتالي كن واضحاً مع المحيطين بك وأخبرهم ما السلوك الذي تتوقّعه منهم كي تشعر بأنهم يدعمونك بدلاً من أن يذكّروك بكل فشل حتى وإن كان ضئيلاً. ويصحّ هذا للمرحلة التالية.

 

التعليقات مغلقة.