لماذا لم يعد أحد يكتفي بحياته العادية ؟

لماذا لم يعد أحد يكتفي الحياة العادية ؟

تنقسم رسائل العالم اليوم إلى قسمين:
  • كيف تجني الأموال سريعاً؟
  • وكيف تتعامل مع تدني احترامك لذاتك؟

والإثنان مرتبطان بشكلٍ مباشر، فإذا كنت تعيش في عالم يدفعك إلى جني الأموال بسرعة، لا بد من أن تعاني مع احترامك لذاتك. كيف لك أن ترفع من شأن نفسك وتحترمها إذا كنت تنتمي إلى ال 99% الذين لم يحققوا أحلامهم وليس إلى ال 1 % الذين تمكنوا من النجاح.

معظمنا سيعيش حياة عادية، فماذا فعلنا حين صنعنا عالماً، الحياة العادية فيه لا تكفي! وكأننا نقوم بتعذيب أنفسنا. في الحياة العادية، تقود سيارتك العادية، تذهب إلى منزلك العادي، تتناول طعامك العادي… ولكن في الواقع، الحياة العادية رائعة، فما حصلت عليه حتى الآن أكثر من جيد.

العالم هو الذي يقنعنا أن هذا لا يكفي! علينا أن نصبح مثل مارك زوكنبرغ، بيل غايتس…
هذا جنون، كيف صنعنا عالماً حيث أصبح أن نكون من ضمن ال 99% الذين يعيشون حياة عادية أمراً مهيناً، وكأنها ليست الحياة التي يجب أن نعيشها.

لقد هيأنا أنفسنا لكارثة.
في هذه الحالة كلنا فاشلون.
أستخدم كلمة فاشلون للتعبير عنا جميعاً، نحن ال 99% من المجتمع. فقدرنا جميعاً أن نفشل. قدرنا أن نكون عاديين.

ولكن الحياة العادية هي حياة جيدة، ودعونا لا نقم بتعذيب أنفسنا بفكرة أنه علينا أن نكون خارقين كي نكون جيدين بما فبه الكفاية.
لا بأس ببعض الطموح، لا يعني ذلك أبداً أن نتخلى عن طموحنا.
إنما علينا أن نتقبل أنفسنا كما نحن.

فالجدارة مبنية على فكرة أن كل شخص سيحصل على ما يستحقه. وإذا كنت حقاً تؤمن بعالم حيث من يصل إلى القمة يستحق ذلك، فأنت تؤمن بعالم حيث من بقي في القاع يستحق ذلك أيضاً.
وكأن فقرك أو حياتك العادية انتقل من كونه مشكلة وأصبح حكم المجتمع من حولك. وبدلاً من أن تكون سيء الحظ أصبح كونك فاشلاً، كما لو أنه عقاب!

لا نحتاج إلى محاضرات وخطابات كي نسعى لنكون من الناجحين فقد أصبح ذلك يجري في دمائنا الآن. لقد تغلغلت فينا هذه الرسالة وجعلتنا مرضى.

نحتاج الآن إلى رسالة أخرى، تقول لنا “أنتم بخير”، “لا بأس”، “لا بأس إن فشلتم”، “لا بأس أن تكونوا عاديين”، “لا بأس أن تكونوا غير مدركين لكل أخبار العالم”، لابأس.

ولن تكون السعادة بعد الآن هي الحصول على الملايين، بل ستكون عشاء مع صديق، وصفة حضرتموها بنحاح، ستكون يوماً عادياً، مرّ بدون أزمات.
ولن يكون الحب بعد الآن هو الكمال، بل هو يد شخص مهتم تمسك بيدك، وليس من الضروري أن يفهمك بكل تفاصيلك.

هذه هي الحياة التي يجب أن نعيشها،
ولا بأس في ذلك.

تابعونا أيضًا على صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك.

 

التعليقات مغلقة.