كيف نتقبّل أنّ الشخص الذي نحب ليس كما اعتقدناه في البداية؟
نحن نرفض أن نرى الآخر كما هو فعلاً
حقيقة الآخرين: كيف نتقبّل أنّ الشخص الذي نحب ليس كما اعتقدناه في البداية؟ اعلموا أنّ هذا النوع من الأوضاع يتكرر كثيراً ولا يقتصر فقط على العلاقات بين الرجل والمرأة إذ يمكن أن يحصل بين الأصدقاء لا بل ضمن العائلة.
إذن، ما الذي جرى؟ كيف يمكن له أن يصبح مختلفاً إلى هذا الحد فجأة؟ لمَ لم يعد يشبه الشخص الذي عرفناه في البداية؟
لا يتغيّر الناس بين ليلة وضحاها، ولا يتغيّرون أيضاً مع مرور الوقت. في الواقع، هو الوقت ما يسمح لنا بأن نواجه الحقيقة في لحظة معيّنة.
ما من تعويذة سحرية تسمح لنا برؤية الآخر على حقيقته الفعليّة
ففي أغلب الأحيان، نجد أنه هو نفسه لا يعرف نفسه بما يكفي ليعلم هذه الحقيقة. يجب أن نتشارك لحظات معيّنة مع الآخر، أن نعيش تجارب إلى جانبه بحيث أنّ الحياة نفسها تنير تلك الأجزاء الخفيّة فيه وتبرز كل ما في داخله من جمال.
ثمة سلسلة كاملة من النقاط التي ينبغي أن نأخذها بعين الاعتبار إذا ما وجدنا أنفسنا في هذا الوضع، حتى وإن لم يكن الأمر سهلاً:
تجنبوا إبقاء الغشاوة على عينيكم
صحيح أنّ الكثير من الأشخاص يضعون أقنعة تضفي عليهم سحراً طيلة حياتهم، ومع ذلك لا تستحق المسألة عناء أن نفعل مثلهم وأن نبقي الغشاوة على أعيننا.
تجنّبوا تعظيم الآخر وإضفاء المثالية عليه. توصّلوا إلى استنتاجات من أقواله وأفعاله وحركاته وحتى من لحظات صمته.
لا نعرف الشخص بفضل صفات شخصيته التي يرغب في إظهارها بل بفضل تلك التفاصيل الصغيرة التي نلاحظها بأنفسنا.
لا تتوقّعوا من الناس أن يتغيّروا من أجلكم
هذا خطأ يرتكبه الكثيرون. في بعض الأحيان، نحن نعرف مسبقاً حقيقة الشخص، ونعرف عيوبه، ونعلم أنه قد يسبب لنا الألم… إلا أننا نقول في سرّنا “إنه سيصبح شخصاً مختلفاً معنا وإنه سيتغيّر”.
لكن هذا لا يحدث. نادراً ما يتمكّن الناس من أن يغيّروا سلوكهم وعاداتهم وحاجاتهم وفروقاتهم.
نحن بهذه الطريقة نغذّي أملاً غير مجدٍ يُضعف تقديرنا لأنفسنا. ويمكن لهذا النوع من السلوك أن يكون خطراً.
تكمن مشكلة الأشخاص الصادقين في أنهم يعتقدون أنّ الآخرين صادقون مثلهم ومن الصعب جداً عليهم أن يروا ما يخفيه الآخرون فعلاً خلف أقنعتهم المختلفة.
يمكنكم أيضًا متابعتنا على صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك.
التعليقات مغلقة.