كيف نتعايش مع الخوف من الموت؟
كيف نتعايش مع الخوف من الموت؟
قد لا يشكل الخوف من الموت جزءاً من أنواع الرهاب الأكثر شيوعاً إلا أنّ المسألة تبقى معقّدة ويصعب التعامل معها بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من هذا الخوف. نتحدّث في بعض الحالات عن “اضطراب قلق الموت”. يظهر هذا الخوف غالباً بسبب الغموض وعدم اليقين. ما هو الموت بعيداً عن الوقائع العلمية التي تصفه؟ هل ثمة شيء ما بعده؟ أم أنه نهاية دورة وحسب؟ إن كانت هذه التساؤلات طبيعيّة ومشروعة إلا أنها قد تكون إشارة إلى وجود رهاب حقيقي. وفي مواجهة مثل هذه المخاوف وهذا القلق، ماذا يمكن أن نفعل لنتغلّب على هذا الخوف؟
لمَ نخاف الموت؟
عندما نفقد شخصاً عزيزاً، ندرك في أغلب الأحيان أنّ موتنا وموت أحبائنا أمر لا مفرّ منه. وفي مواجهة هذه المرحلة الغامضة للغاية من الحياة، يمكن أن يولد خوف أو رهاب في داخلنا.
هذا الغموض وعدم اليقين هما عموماً مصدر هذا الخوف من الموت الذي يرمز إلى نهاية لا نتحكّم فيها. نحن نعرف فقط أننا سنموت يوماً ما لكننا لا نعرف متى وكيف ولماذا.
وفي حين أنّ البعض يفكّر في المسألة بشكل عابر ولا يوليها الكثير من الاهتمام، يشعر البعض الآخر على عكسهم بقلق دائم ويوميّ من هذه الفكرة. ويمكن لهذا الاضطراب أن يصبح معقداً بحيث يصعب التعامل معه فيفسد حياة من يعانون منه.
كيف نعيش بشكل أفضل مع الخوف من الموت؟
إضفاء المشروعيّة على الرهاب
من المهم أن نعي أننا نعاني من الرهاب، لنعيش بشكل أفضل رغم الخوف من الموت. عندما نخاف من أمر ما، نميل بشكل عام إلى إبعاده عن أذهاننا قدر الإمكان، لا بل إلى نكرانه تماماً. لكن تقبّل رهابنا ضروري كي نتعلّم كيف نتغلّب عليه. بعدئذ، يمكنك أن تبدأ البحث عن حلول لتهدئة مخاوفك وقلقك.
التحدّث عن الموت بصراحة مع المقرّبين
إنّ الخوف من الموت شاغل مشترك في أغلب الأحيان. ستكتشف عند مناقشة الأمر مع أحبائك أنّ الموت قد يكون مصدر قلق لهم أيضاً. في ما عدا ذلك، يمكن لتبادل الحديث مع أشخاص آخرين حول الموضوع أن يسمح لك باكتشاف وجهات نظر أخرى أو آراء من شأنها أن تطمئنك وأن تساعدك على تهدئة خوفك.
إنّ اختيار التحدّث بشكل صريح عن الموت مع المقرّبين منك سيسمح لك بأن تتناول الموضوع وأن تكسر طوق المحظورات. إذا عرفت الوصايا الأخيرة للمحيطين بك فستتجنّب القلق من الخطوات التي يجب اتخاذها في ما يتعلّق بتنظيم الجنازة والدفن. ويمكن للحديث عن موت شخص عزيز أن يساعدك أيضاً في معالجة حزنك وحدادك.
التعليقات مغلقة.