لكل مزاج علاج : كيف حال “مزاجك”؟ (1)
كيف هو مزاجك؟
قبل 2500 عام في اليونان، حين كان أبقراط يسأل مرضاه: “كيف هو مزاجك يا سيدي؟” لم يكن يرغب في أن يعرف ما إذا استيقظت بمزاج حسن أو عكر!
لا، فالسؤال يشير في الواقع إلى ما وضعه أب الطب: “نظريّة الأخلاط أو المزاجات.”
نحن نعرفها اليوم على أنها أساس طب أبقراط، الذي عُرف أيضاً بالطب اليوناني. وقد شكّلت هذه النظريّة نموذجاً أساسياً في ممارسة الطب على مدى 2000 عام.
يقول ابقراط إنّ عناصر الكون الأربعة (الهواء، النار، الماء والأرض) موجودة في أجسادنا على شكل 4 سوائل أسماها أخلاط أو مزاجات:
- عنصر الهواء يقابل خلط الدم
- عنصر النار يقابل خلط الصفراء
- عنصر الماء يقابل خلط البلغم
- عنصر التراب يقابل الخلط السوداوي
يرى أبقراط أنك تتمتع بصحة جيدة عندما تكون الأخلاط متوازنة بالنسبة إلى بعضها البعض في الجسم.
في المقابل، يظهر المرض عندما يكون أحد “الأخلاط أو المزاجات” مسيطراً مقارنة مع المزاجات الأخرى.
لكن العناصر هذه تبقى في حركة دائمة في الطبيعة ما يؤدّي حتماً إلى اختلال في توازن الأخلاط في الجسم.
ولهذا السبب، لدينا كلنا خلط أو مزاج مسيّطر… إلا أنه يمكن أن يتغيّر بحسب الظروف. هذه الطاقة المسيطرة تحدد طبعنا: دمويّ، غضوب، لمفاوي أو سوداوي كئيب.
هل يذكّركم هذا الكلام بشيء ما؟
مزاجات أبقراط تشبه “الدوشا” (أيّ ما يمكن أن يسبب المشاكل) في طب الأيروفيدا!
إذن، لم يخترع أبقراط أيّ شيء؟!
قبل أبقراط ب3000 عام، اكتشف طب الأيروفيدا كيف تؤثّر العناصر في مزاجاتنا! في الأيروفيدا، يجري الكلام عن دوشا (فاتا، بيتا، كافا)! بالتالي، يمكننا أن نقول التالي:
- •فاتا (عنصرا الهواء والإيثر) = طبع دمويّ
- بيتا (نار وماء)= طبعان غضوب ولمفاوي
- كافا (ماء وتراب)= طبعان لمفاوي وسوداوي.
ولمساعدتكم على فهم هذا الكلام بشكل أفضل، جمعت المعلومات في هذا الجدول:
إنّ الهدف في الطب اليوناني هو إعادة التوازن بين المزاجات أو الأخلاط (الخط البرتقالي في الجدول) بغية مساندة آليات الشفاء الذاتي.
في الأيروفيدا، يتم العمل على إعادة التوازن إلى الدوشا (الخط الأخضر في الجدول) للوقاية من الأمراض، وحتى شفاء أيّ عدم توازن موجود.
كيف؟ هناك طريقتان سنتحدث عنهما في مقالة قادمة.
التعليقات مغلقة.