هل دماغك من النوع الثاني: الدماغ التلقائي؟ (2)
هل تساءلت يوماً لما أنت حذر إلى هذا الحدّ؟ أو لما أنت عاطفيّ؟ هل قال لك أحدهم يوماً إنّ المسألة كلها في عقلك؟ حسن، إنه محق نوعاً ما. كل شيء يتبلور في دماغك. هل دماغك من النوع الثاني: الدماغ التلقائي؟
ما هو نوع دماغك؟
بعد دراسة أكثر من 150000 صورة مقطعيّة حسب طريقة التصوير الطبي بأشعة غاما) في عيادات أمين Amen Clinics، تبيّن بشكل جليّ أنّ الأدمغة ليست متشابهة كلها.
خلال عملهم في التصوير، بدأ العلماء البحث عن نماذج من شأنها أن تساعدهم على تشخيص ومعالجة مشاكل الصحة العقليّة كاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، الاكتئاب، الاضطراب ثنائي القطب والقلق. لكن ومع التقدّم في دراسة الصور، لاحظوا أيضاً أنّ بعض أنماط الدماغ ترتبط بأنواع الشخصيّة.
يمكن اختصار الخلاصة الرئيسيّة لدراسات الدكتور أمين كالتالي:
إنّ الطريقة التي يجري بها الدم في الدماغ تؤثر في شخصيتك وسلوكك وتصرفاتك.
وقد حددوا استناداً إلى أبحاثهم خمسة أنواع رئيسيّة من الأدمغة، وهي تؤثر في شخصيتك وسلوكك وعلاقتك بالآخرين. وهذا ما يجعل العلاج الموحّد الذي يُعطى لكل من يعاني من القلق أو الاكتئاب أو أيّ اضطراب مرتبط بالصحة العقليّة، لا ينجح حكماً.
كما أنّ تحديد النظام الغذائي، والمكمّلات الغذائية والرياضة الأكثر فاعلية لتلبية حاجاتك يعتمد أيضاً على نوع دماغك.
نقدم لكم في الجزء الثاني من هذا المقال شرحاً عن كيفية عمل النوع الثاني من الأدمغة:
النوع 2: الدماغ التلقائي
إنّ النشاط في الجزء الأمامي من الدماغ أضعف لدى هذا النوع أيّ في المنطقة المسماة قشرة فصّ الجبهة.
- نوع الشخصيّة: تحب مع هذا النوع من الدماغ أن تجرّب أشياء جديدة، وتتمتع بمروحة واسعة من الاهتمامات وتفضّل أن تتصرّف وفقاً لمقتضيات اللحظة الراهنة بدلاً من أن تتبع مساراً ثابتاً في العمل. تخرج عن المألوف والدروب المرسومة، لا تعتقد أنّ القواعد تنطبق عليك وتصل بشكل عام متأخراً إلى المواعيد. التنظيم ليس نقطة القوة لديك وتجازف كثيراً بحيث أنّ سلوكك يمكن أن يجلب لك المتاعب.
- المسيرة المهنيّة: يرى الدكتور أمين أنّ نوع الدماغ التلقائي شائع جداً لدى أصحاب المشاريع، ورواد الأعمال والفنانين ورجال السياسة ووكلاء أو سماسرة العقارات.
- أسلوب التعلّم: يتشتت انتباه هذا النوع من الأدمغة بسهولة كما يجد صعوبة في تنظيم أموره. بالتالي، قد تجد صعوبة في أن تكون على مستوى إمكاناتك وقدراتك حتى وإن كنت ذكياً فعلاً.
- العلاقات: قد تميل إلى التسبب بالدراما في علاقاتك لأنك تحب الإثارة في الحياة.
- المشاكل المحتملة: يمكن أن تنطوي تصرفاتك على المخاطرة، كالإكثار من شرب الكحول أو تعاطي المخدرات أو إقامة علاقات خارج الزواج. هذا النوع عرضة لاضطراب فرط النشاط مع نقص الانتباه، والاكتئاب والإدمان.
باختصار إن كان دماغك من هذا النوع فأنت:
- تحب المفاجآت وتكره الروتين
- أنت مبدع للغاية وتعشق التجديد والابتكار
- تحب أن تتضمن الحياة جانباً غير متوقّع قليلاً
- تحب أفلام الرعب واعتماد التصرفات التي تنطوي على مخاطرة
- يتشتت فكرك بسهولة ولست الشخص الذي يوصف بالمنظّم جداً
- تفضّل القرارات العفويّة والتلقائية على اتباع خطة دقيقة ومفصّلة.
اعتمد استراتيجيات في الحياة تحفّز نشاط قشرة فصّ الجبهة، لاسيما عبر اتباع نظام غذائيّ غنيّ بالبروتينات؛ تناول أغذية مثل الشاي الأخضر، الروديولا الورديّة والجنسنغ؛ ومارس تمارين القلب (استشر طبيبك قبل الشروع بممارسة هذه التمارين).
في الختام
تجدر الإشارة إلى أنّ ما تقدّم كله لا يهدف إلى تقديم نصائح صحيّة أو تشخيص اضطرابات على مستوى الصحة العقليّة.
لا أعتقد أنّ هدف أبحاث الدكتور أمين هو تحديد أيّ نوع من الأدمغة أفضل من الآخر بل تشجيع الصحة العامة للدماغ كي تتمكّن من الاستفادة إلى أقصى حد من نوع دماغك.
فالحياة ستكون مملة لو أنّ شخصيّة الناس كلهم أو سلوكياتهم وتصرفاتهم متشابهة، أليس كذلك؟
إذن، وفي هذا السياق، إليك بعض أفضل الطرق لتستفيد إلى أقصى حدّ من وظيفة الدماغ (علاوة عن النوم جيداً، واتباع نظام غذائي صحيّ وممارسة الرياضة):
- أكثر من شرب الماء
- حدّ من استهلاكك للكافيين بحيث لا يتعدى كوباً أو اثنين في اليوم (يكبح الكافيين دفق الدم نحو الدماغ)
- لتكن أفكارك حسنة فالأفكار السلبيّة تهيّج المناطق الدماغيّة المعنية بالاكتئاب والقلق
- تعلّم شيئاً جديداً كل يوم، ولو لخمس عشرة دقيقة فقط\تعلّم أن تتنفس بشكل أفضل كي تقلل القلق وتزيد اليقظة والاسترخاء.
التعليقات مغلقة.