هل تملكون قدرة خارقة على الإحساس بما يشعر به الآخرون؟ (1)

هل تملكون قدرة خارقة على الإحساس بما يشعر به الآخرون؟ (1)

هذه القدرة على التعاطف هي إحدى ملكات الكائنات الشديدة الحساسيّة. لقد وجدت شهادة مثيرة للاهتمام، شهادة امرأة قادرة على أن تعبّر بالكلمات عن وضع وجدت صعوبة في أن تعيشه، ما سمح لها بأن تفهمه ومن ثم أن تعكس الأمور بعد لقائها الشخص المناسب. وبعد أن عاشت الأمر كبلاء أو عيب، تقول إنها تستفيد اليوم مما تعتبره ميزة رائعة: التعاطف.

هل تملكون هذه القدرة الفطريّة على الإحساس بما يشعر به الآخرون؟

هل سبق لك أن شعرت بصعوبة في التنفّس فيما الكل ينظر إليك؟ عندما يتأملك الآخرون بشكل مفصّل؟ أو هل سبق لك أن شعرت بأنك منهك أكثر مما توقّعت، بعد يوم عمل مع الكثير من الأشخاص أو بعد حدث صاخب جداً؟ لربما ثمة شخص معيّن في محيطك يتعبك جداً عندما تلتقينه بحيث تشعر وكأنه يمتصّ طاقتك كلها ويتركك ضعيفاً؟ كيف تفسّر هذا كله؟

لقد عشت هذه التجارب في حياتي اليومية، طيلة حياتي. أتذكر أنني، ومنذ الطفولة، كنت أجد صعوبة في السير إلى المدرسة، وتشغلني نظرة الآخرين إليّ وأحكامهم وانطباعاتهم وانتقاداتهم. بدا الأمر وكأنني قادرة على أن أشعر بهذه الأمور كلها من دون أن ينطق أحد بأيّ حرف.

لديّ القدرة على الشعور بما يحسّ به الآخرون

ومع مرور السنين، بقي ثقل الأمور والحزن والتوتر والقلق… وترافقت هذه الأحاسيس مع شعور عام بعدم الارتياح في الخلفيّة. بدا الأمر حرفياً وكأنني أحمل عبئاً على كتفيّ، عبء ماديّ يصعب عليّ تحديده يُثقل كاهلي طيلة الوقت. ولم يكن لهذا أيّ معنى.

مثقلة رغم كل شيء

كان عمري 25 سنة وأعيش حياة رائعة. حظيت للتو بوظيفة الأحلام في وكالة تُعنى بتصاميم المتاجر. وكان بإمكاني أن أعتمد على دعم أصدقائي وعائلتي. كما كنت أعيش في شقة جميلة ذات موقع جيد. ما كان بإمكان أيّ شخص ينظر إلى حياتي من الخارج أن يحلم بشيء أفضل.

لكن الضيق لم يتبدد، ولا يعود هذا إلى أنني لم أحاول أن أبعده عني. بدا وكأنني أحسّ بمشاعر الآخرين كلها. وبدأت أتساءل عما إذا كنت على وشك أن أفقد صوابي… كنت أشعر بأني مثقلة باستمرار، سواء في المنزل أو في المكتب أو في القطار أو حتى على الشاطئ في يوم جميل مشمس. ما الخطب؟

تعلّمت مصطلحاً لم أسمع به من قبل: التعاطف. في تلك اللحظة، أدركت أنّ حياتي ستتغيّر إلى الأبد.

كنت أحتاج إلى المساعدة لكني لم أعرف من أين أبدأ. بالتالي، فعلت ما أجيد فعله: شاركت ما أشعر به مع أكبر قدر ممكن من الأصدقاء. انتظرت لأرى إن كان أحدهم قادراً على أن يوجّهني في الاتجاه الصحيح. وفي النهاية، اقترح عليّ صديقان أن أجرّب الريكي، وهي علاجات بالطاقة، فقد رأيا أنني أواجه حاجز طاقة أو أكثر.

نصحاني بمعالجة يمكن لها أن تساعدني في نقاط عدة، بدءاً بتعريفي على الريكي. في لقائي الأول مع ريبيكا، فاجأني سلوكها الهادئ، فهي تجسّد السكينة والسلام، وهما ما كنت أتطلّع إليه منذ البداية. شعرت بأني وصلت إلى المكان المناسب.

تحدثنا عما أعيشه، ولعل الأهم هو أننا تحدثنا عن الثقل الذي أشعر به منذ بعض الوقت. وقد فهمت كل ما أشعر به ثم ذكرت مصطلحاً لم أسمع به قط من قبل، مصطلح سيحفّز شفائي ويغيّر حياتي عبر مساعدتي في العثور على دربي الخاص: التعاطف.

والشخص المتعاطف كما فهمت هو الشخص القادر على أن يحسّ بما يشعر به الآخرون. ويصل به الأمر أحياناً إلى حدّ يصبح من الصعب عليه فعلياً أن يميّز ما بين مشاعر الآخرين ومشاعره الخاصة. ويمكن للمتعاطف أيضاً أن يمتصّ انفعالات الآخرين وطاقتهم، وإن بشكل غير واعٍ. بالتالي، يمكن أن يشعر بأن قلبه مفتوح باستمرار وكأنه اسفنجة تمتص كافة الانفعالات والطاقات الموجودة فيمنح الراحة والطمأنينة للآخرين حتى من دون أن يكون لديه النيّة ليفعل ذلك.

تابعوا الجزء الثاني من المقالة: هل تملكون قدرة خارقة على الإحساس بما يشعر به الآخرون؟ (2)

التعليقات مغلقة.