لماذا تجاهل صديقكم رسائلكم؟ 5 أسباب دفعته للقيام بذلك فجأة
لماذا تجاهل صديقكم رسائلكم؟ 5 أسباب دفعته للقيام بذلك فجأة
استيقظتم يوماً ما وتحققتم من هاتفكم، فلاحظتم أن صديقكم المفضل لم يجب على رسائل قمتم بإرسالها منذ بضعة أيام. بدأ القلق ينهش كل جزء منكم ورحتم تتساءلون:” هل هو بخير؟”، “هل حدث له مكروه؟”. بعد ذلك، اتصلتم به مرة، ومرتين. ولكنه لم يجب على هاتفه. هل تجاهلكم صديقكم وتخلى عنكم بدون أي سبب وجيه؟ هل عشتم موقفاً مشابهاً من قبل؟
التجاهل هو ممارسة موجودة منذ سنوات عديدة، حتى وإن كان المصطلح جديداً. نحن نعيش في مجتمع تزداد فيه الضعوط والتوقعات الاجتماعية، وتسيطر فيه وسائل التواصل الإجتماعي على معظم العلاقات الحقيقية.
ما هي عملية التجاهل ولمَ هي مؤلمة؟
خلافاً للاعتقاد الشائع، لا يقتصر التجاهل على العلاقات الرومانسية وحسب. هو ممارسة شائعة جداً في أيامنا هذه، حيث أثبتت دراسة شملت 1300 شخص أن حوالى 39% منهم تعرضوا للتجاهل من قبل صديق و31% منهم قاموا بتجاهل شخص ما. توصلت دراسة أخرى إلى أرقام أعلى بعد، مشيرة إلى أن 65% من المشاركين تجاهلوا أحداً ما، و72% منهم تعرضوا للتجاهل.
وفقاً لعالم النفس وخبير العلاقات Kelifern Pomeranz، التجاهل هو عملية إنهاء علاقة من خلال قطع التواصل فجأة مع الشخص الآخر دون تقديم أي تعليل أو تفسير له، ومن خلال تجاهله تماماً.
التجاهل عملية تحدث بكثرة. يتجاهلكم صديقكم ولا يرد على رسائلكم. وفقاً لـKaren Ruskin، خبيرة العلاقات والسلوك، إن التعرض للتجاهل يجعلكم تشعرون كما لو أنكم قد هُجرتم. هو يؤدي إلى انخفاض في تقدير الذات، وإلى شعور بالقلق والذنب.
إن التعرض للتجاهل دون سبب يعيق عملية الشفاء ويتسبب بالتعاسة على المدى الطويل. يمكن أن يؤدي عدم وجود تفسيرات إلى شعور كبير بعدم الثقة في العلاقات المستقبلية وأن يزيد من المخاوف بشأن إمكانية التعرض للهجر.
ما الذي كان يفكر به صديقكم المفضل عندما قرر تجاهلكم؟ إليكم 5 أسباب ممكنة:
1. هو تجاهلكم لكي يتجنب مواجهتكم
توضح Vinita Mehta، أخصائية علم النفس السريري وخبيرة العلاقات، أن الأشخاص يتجاهلون الآخرين كي يتجنبوا مواجهتهم ولأنهم لا يرغبون بإيذائهم.
ثمة العديد من الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى تجنب مواجهة الآخرين. يكون البعض معتاداً على تجنب الصراعات. أو ربما، هم عاشوا صراعات في حياتهم مع عائلتهم أو أصدقاء آخرين وأصبحوا يخافون مواجهة نفس النوع من الألم. بالنسبة للبعض الآخر، ربما هم يخافون ألا يتلقوا الحب. يخاف البعض المواجهة لأنهم يخافون الفشل.
ومع ذلك، بالنسبة للأغلبية العظمى، هم ببساطة لا يفهمون أن الحوار هو الطريقة الأفضل لإيجاد حل يناسب الطرفين.
2. لقد تجاهلكم بين عشية وضحاها لأنه يفتقر إلى التعاطف
أحياناً، حتى أولئك الذين نثق بهم كثيراً قد يفتقرون إلى التعاطف. قد تكتشفون أنهم لم يكونوا أصدقاءكم سوى لمصلحتهم الشخصية.
التجاهل علامة واضحة على عدم النضح العاطفي. يدل ذلك على أن الشخص الذي يتجاهلكم يتمتع بنسبة ذكاء عاطفي منخفض. التجاهل يسمح له بألا يضطر إلى مواجهة رد فعل الشخص الذي يقطع علاقته معه.
إن الأشخاص الذي يفتقرون إلى التعاطف تجاه الآخرين أو الذين يضعون مشاعرهم في المقدمة ويتجاهلون مشاعر الآخرين لدرجة تؤذيهم، لا يكوّنون فعلاً أي صداقات حقيقية.
3. لقد تجاهلكم لأنه لا يستطيع متابعة جميع علاقاته الإجتماعية
مرّ وقت كنتم لا تفترقون فيه عن صديقكم المفضل. كنتم ترونه على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، تخبرونه بكل شيء، وتتحدثون إليه دائماً. ولكن الآن، تكادون لا تتذكرون المرة الأخيرة التي تناولتم القهوة معه، ولا المرة الأخيرة التي تحدثتم بها.
بما أن الأشخاص يتقدمون في العمر، من الطبيعي أن يفترقوا. هذا لا يبرر سبب تجاهلهم لكم، ولكن هذا يفسر سبب اختفائهم دون أي سبب.
مكان العمل، الهواية، شريك الحياة… هي أمور تؤثر جميعها على حياة الشخص الإجتماعية. قد يظن أن قضاء الوقت مع زملاء عمله مفيد أكثر لحياته المهنية. قد يضحي بعلاقته معكم من أجل أن يكرس وقتاً لهذه النشاطات الإجتماعية التي تساعده في مجالات أخرى من حياته.
4. لقد تجاهلكم لأنه مشغول للغاية
مع مرور الوقت، تتراكم المسؤوليات. قد تكون هذه الأخيرة عبارة عن عمل شاق، هواية جديدة، أو تعلق بالعائلة التي ينبغي عليكم تكريس المزيد من الوقت لها. تشغل أمور كثيرة الأشخاص لدرجة تمنعهم من النوم جيداً أثناء الليل.
مرة أخرى، هم يرتكبون خطأ كبيراً عند تجاهلكم دون شرح الموقف، ولكن عليكم أن تتعاطفوا معهم وتعتبروا ما سبق احتمالاً ممكناً. تذكروا أنه حتى وإن تجاهلكم صديقكم لفترات معينة، عليكم أن تمنحوه القليل من الوقت وتتوقفوا عن القلق. عندما يحظى بالوقت الكافي، بإمكانكم أن تلتقوا به من جديد.
5. هو يواجه صدمة ما ويتجاهلكم دون أي نية سيئة
يواجه الكثيرون مواقف لا تعرفون عنها شيئاً. حتى وإن كنتم قريبون منهم، قد يخافون أن يشاركوا ما يعيشونه معكم.
عند مواجهة هذه المواقف المعقدة والمؤلمة، قد يشعرون بالحاجة إلى أن يعزلوا أنفسهم. وفقاً للدكتورة Holly Schiff، أخصائية علم النفس السريري، فإن جزءاً من الاستجابة للصدمة هو عدم القدرة على تجربة مجموعة كاملة من المشاعر والشعور المتضائل بالذات. يجعلهم ذلك عاجزين عن التواصل بالطريقة الصحيحة. عندها، يصبح خيارهم الوحيد هو الإختفاء ليحموا أنفسهم من حوار غير مريح.
يمكن أن تؤدي المشكلات الأخرى، مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب، إلى انعزال الأشخاص عن الآخرين وتجاهلهم عندما يمرون بأوقات عصيبة. إن دماغهم ببساطة غير قادر على التعامل مع المشكلة بأي طريقة أخرى.
إذا شعرتم أن الصدمة أو المشاكل النفسية هي التي سببت اختفائهم، فلا تأخذوا الأمر على محمل شخصي. بدلاً من ذلك، حاولوا فقط أن تظهروا لهم أنكم موجودون من أجلهم، أرسلوا لهم رسائل نصية حتى لو لم يردوا، فقط لإخبارهم أنه يمكنهم الاعتماد عليكم دائماً.
التعليقات مغلقة.