هل تملكون قدرة خارقة على الإحساس بما يشعر به الآخرون؟ (2)

هل تملكون قدرة خارقة على الإحساس بما يشعر به الآخرون؟ شعرت بهذا طيلة حياتي. كنت اسفنجة المشاعر. لطالما شعرت بالإرهاق من مواقف اجتماعيّة حيث كنت أحسّ بأنّ الناس من حولي يستنفدون طاقتي كلها. أدركت لاحقاً أنّ الذنب ليس ذنبهم، فقد لعبت حتى الآن وبشكل لاواعٍ دور تلك الاسفنجة، ذاك القلب الكبير المفتوح، تلك التي ترغب في التواصل مع الجميع والتي تمتص مشاعر كل واحد منهم، سواء السلبيّة أو الايجابيّة منها، فضلاً عن أشياء أخرى أكثر إرباكاً.

وأخيراً، وجدت نوعاً من الراحة. بعد أول جلسة علاج بالريكي، شعرت بأني خفيفة وهادئة ومرتاحة كما لم أكن يوماً من قبل. اختفى الوزن الذي يثقل كاهلي وانمحت كافة العقبات والحواجز العديدة جداً والمترسخة في داخلي. أصبحت طاقتي عموماً أكثر توازناً. شعرت بأني أنا نفسي مجدداً. ويا لها من هدية رائعة!

في تلك اللحظة، علمت أنّ حياتي ستتغيّر إلى الأبد. وعلمت أيضاً أنّ عليّ أن أدرس جدياً كي أتعلّم كيف أحمي نفسي وأصبح مستقلة مع قدرتي على التعاطف التي اكتشفتها مؤخراً. بدا وكأن قدرة خارقة ومخفيّة في داخلي قد تكشّفت لي أخيراً في حين أني لطالما أسأت تفسيرها. اعتبرتها عبئاً لأنني لم أكن أعرف كيف أتعامل معها بثقة وبشكل متعمد. ومع هذه المعرفة القليلة، بدأت أبواب كثيرة تُفتح أمامي.

نصحني أحدهم بأن أقرأ كتاب The Aquarian Empath للكاتبة Irma Kaye Sawyer التي تُعتبر رائدة في مجال الفكر، ومعالجة، ومعلّمة ومصممة Cosmic Météo. الكتاب التالي على لائحة قراءاتي كان Your 30-Day Empath Empowerment Program للكاتبة Rose Rosetree. بعد أن قرأت هذين الكتابين، أدركت أني لست وحيدة. في الواقع، علمت أنّ ثمة الكثير من الأشخاص غيري في العالم الذين يتشاركون هذه التجربة. وهذه الفكرة المفصليّة منحتني الأمل وجعلتني أرى إمكانات واحتمالات أخرى. كنت على الطريق الصحيح من أجل انطلاقة جديدة، ومنفتحة على تجارب جديدة.

بعد أن نتعلّم كيف نعتني بأنفسنا، يصبح لدينا الكثير من الهدايا الرائعة لنقدّمها للعالم، لاسيّما في ما يتعلق بالدعم الذي يمكن أن نمنحه للآخرين.

تعلّمت أولاً كيف أعتني بنفسي وكيف أحمي طاقتي وكيف أميّز مشاعري الخاصة من مشاعر الآخرين. انفتح عالمي. ومع الدعم المناسب، حررت مساحة في حياتي وأفسحت المجال لاحتمالات جديدة وعلاقات جديدة ونشاطات إبداعيّة جديدة وللمزيد من الأمور الأخرى. أنا في تناغم معظم الوقت مع نظام القيّم الذي يُلهم الآن كل ما أقوم به وما أدافع عنه.

أنا سعيدة اليوم لأنني أتمكّن من تقديم المساعدة للآخرين بشكل كبير، والكل يقول لي إنّه متأثر بتعاطفي معه. أساعد الناس على أن يتعايشوا بسلام مع أنفسهم وأقودهم كي يتعلّموا أن يحبوا أنفسهم وأن يعتنوا بأنفسهم. كما أساعدهم لكي يظهروا أفضل ما فيهم.

تكشف لنا الحياة يوماً بعد يوم كم أنّ التعاطف هدية حقيقية. وبما أننا نحس بما يشعر به الآخرون، فإننا نتواصل معهم بطريقة تلمسهم وتؤثر فيهم بصدق. إنّ التواصل على هذا المستوى الأكثر عمقاً في العلاقات يفتح مساحة عظيمة للشفاء تسمح بتحقيق التغيير، وبوتيرة مسرّعة في أغلب الأحيان.

“بعد أن نتعلّم أن نعتني بأنفسنا، يصبح لدينا الكثير من الهدايا الرائعة لنقدّمها للعالم، والكثير من الدعم لنمنحه للأشخاص الذين يحتاجونه. ولعل الأهم، وأجمل الهدايا كلها، هو أن نتعلّم أن نثق بأنفسنا وأن نثق فعلياً بحدسنا. نحن نعلم في أعماقنا أنّ قلبنا يجد دوماً الدرب الصحيح.”

فابريس رينو

الإحساس المرهف أو التعاطف ليسا عيباً بل على العكس من ذلك، تتحوّل هاتان القدرتان إلى ميزة ونقطة قوة، إذا ما تمكنّا من فهمهما وتقبّلهما.

التعليقات مغلقة.