ما هي العادة الثامنة التي يتكلم عنها ستيفن كوفي (صاحب كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية)؟-الجزء الثالث والأخير

ما هي العادة الثامنة التي يتكلم عنها ستيفن كوفي (صاحب كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية)؟-الجزء الثالث والأخير

يجب أن تكون منفتحاً فعلياً وبشكل صادق وأن تصغي إلى الآخر كي تتمكّن من فهم ما يراه ولما يرى العالم كما يفعل.

تؤثّر الأمور التي تحصل لك، قبل أن تُعرض عليك معلومات جديدة، في طريقة تعاملك مع هذه المعلومات. كيف تفسّر الأمور؟ يمكن للناس أن يروا الأحداث نفسها إلا أنّ كل واحد منهم يفسرها ويعطيها معنى بحسب تجاربه. يضفي الناس المعنى ويتصرّفون انطلاقاً من الطريقة التي يدركون بها العالم. نحن نرى الكون كما نحن وليس كما هو. ولهذا، فالعمل الأهم هو التواصل الذي يفضي إلى فهم متبادل.

ما من طريقة واحدة فقط لتفسير أمر ما. وتكمن الصعوبة في ايجاد رؤية مشتركة تأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر المختلفة كلها، من دون أن تشكك بالرؤيّة الأساسيّة والأوليّة. من هو المحقّ عندما يتم تفسير الصعوبات بشكل مختلف من قبل أشخاص عديدين؟ من هو المحق عندما لا تتفق مع زوجتك على رأي واحد؟ إن كنت في موقع القوة، فستحرص على ألا يكون هناك سوى جواب واحد صحيح. كلما تدخّل كبرياؤك في إدراكك، كلما أصبح ذهنك أكثر صلابة وردود أفعالك أكثر جموداً.

تنتج معظم الأعطال في التواصل عن الاختلاف على تفسير الدلالات اللفظيّة، إنه اختلاف في تحديد الأشخاص لمعنى الكلمات. يزيل التعاطف على الفور المشاكل الناجمة عن تفسير المفردات. لماذا؟ لأنك عندما تصغي جيداً لكي تفهم، ستعتبر الكلمات رموزاً للمعنى. وما يهم هو فهم المعنى وليس التشاجر بشأن رمز.

تجدر الإشارة هنا إلى أنّ فهم الآخر لا يعني أن نتفق معه بل يعني بكل بساطة أن نتمكّن من أن نرى بعينيّ الآخر وقلبه وعقله وروحه. إنّ الحاجة الأكثر إلحاحاً للنفس هي أن تُفهم. وعند تلبيّة هذه الحاجة، يصبح من الممكن تركيز الانتباه على حلّ المشاكل بالتكافل والتضامن.

أن تشعر بأنّ الآخر يفهمك يعادل نفسياً التنفّس.

إليك الضوابط المختلفة التي ينبغي اعتمادها:

1: التركيز على ما هو بالغ الأهميّة

إنّ الناس مخلوقون بشكل طبيعيّ كي يركّزوا بشكل ممتاز على أمر واحد (أو على أشياء قليلة جداً) في وقت واحد. لنفترض أنّ حظوظك للوصول إلى هدف معيّن بشكل ممتاز هي 80%. أضف هدفاً ثانياً إلى الأول وتتراجع حظوظك إلى 64%. استمر في إضافة الأهداف فتتراجع إمكانية بلوغها بشكل كبير. بالتالي، من الضروري جداً أن تركّز على بعض الأهداف الجوهريّة المحددة.

للقيام بهذا، عليك أن تحدد بشكل واضح الهدفين أو الأهداف الثلاثة “البالغة الأهميّة”.

2: ترجمة الأهداف الهامة بأفعال محددة

إنّ وضع استراتيجة أو هدف جديد شيء وتحويل هذا الهدف إلى أفعال وتفكيكه ليصبح سلوكيات ونشاطات جديدة على كافة المستويات، شيء آخر. لا يمكن بلوغ الأهداف أبداً طالما أنّ كل فرد من الفريق أو العائلة أو الثنائي لا يعرف ما عليه أن يفعل بالتحديد.

3: مساءلة بعضكم البعض وباستمرار

يجتمع الناس في الفرق الأكثر فاعليّة بشكل منتظم ليقدموا تقارير بشأن التزاماتهم: حلّ المشاكل واتخاذ القرارات بشأن كيفية مساعدة بعضهم البعض. التحدّث، التواصل، الإصغاء وتجاوز الشكوك.

في الختام

أخيراً، نتعلّم أننا كلما عرفنا أكثر، كلما أدركنا أننا لا نعرف. عندما تزداد معرفتك، ما الذي يحصل لجهلك؟ يصبح بالطبع أكبر.

هل لدينا فعلاً القدرة على الاختيار مهما كانت الظروف؟ إذا استطعت أن تجيب صادقاً بنعم على هذا السؤال فستصل إلى استنتاج مفاده أنّ المثاليّة هي واقعيّة. لم تكن تستطيع أن “ترى” الابتكارات الالكترونية المذهلة الحالية إلا أنك تثق بها وتعتمد عليها وأنت تعلم أنها حقيقيّة. قبل أن تُكتشف أو تُخترع، لم تكن واقعيّة بل “مثاليّة”.

إذن، ثق بذاتك وآمن بنفسك على الدوام، ولا تشكّ وتابع الطريق الذي يقودك إلى السعادة وإلى تحقيق ذاتك النهائيّ.

التعليقات مغلقة.