القلق، الكآبة، الإدمان : علاج “روحي” يشفي الكآبة، القلق، الإدمان…ولكنه ممنوع منذ أكثر من 50 سنة !
تأثير الأدوية المهلوسة: الروحانية ومعاداة المادية
في الخمسينيات والستينات من القرن الماضي، اهتم الكثير من الباحثين بالتأثيرات العلاجية للمواد المهلوسة. ما كانوا يريدونه هو شفاء الإدمان على الكحول، الكآبة وأمراض نفسية أخرى. ليس أكثر من هذا! لكن هناك علاج روحي. لكن من بين الرواد الكبار، هناك العديد ممن أرادوا أن يذهبوا بعيداً. كان همهم هو تغيير المجتمع في العمق. لأن هذه المواد لها تأثيرات نفسية عميقة على من يتناولونها! خذوا الممثل كاري غرانت، الذي تابع أكثر من 60 جلسة (علاج روحي) علاج نفسي “مع الإستعانة بال LSD” في أواخر الخمسينات. لقد أدلى بتصريح أنه أصبح “رجلاً سعيداً”، وأوقف بعدها مهنته كممثل في سنة 1962.
هل هذه المواد تدفع الشخص لإبطاء حياته، للاستفادة من كل لحظة ولإيقاف تجميع المال بأي ثمن؟
العالم الكيميائي السويسري الذي اكتشف ال LSD سنة 1938، ألبرت هوفمان، كان مقتنعاً بهذا. برأيه، أن هذه المادة تقدّم للبشرية “ليس فقط قدرات علاجية، ولكن أيضاً بلسماً روحياً تجاه مجتمع مادي صناعي يفتقر للروحانية، خسر تواصله مع الطبيعة”. هناك شيء أكيد : في سنوات ال 60، هذه المواد ارتبطت بقوة بالثقافة الهيبية : سلام، عداوة للمادة، روحانية. أحد “الغورو” في ذلك العصر كان تيموثي ليري، البروفسور في حامعة هارفارد. إنه هو الذي أدخل في هذه الجامعة الشهيرة مشروع “Harvard Psilocybin project”، وهو برنامج أبحاث علمية عن هذه المواد. وهو الذي تحول إلى بطل في أعين الشباب الذين شجعهم على تجربة هذه المواد الثورية ! النتيجة : صرّح الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون أن تيموثي ليري هو “أخطر رجل في أميركا” ! وهو نفسه، نيكسون الذي أوقف كل الأبحاث العلمية عن هذه المواد. لقد فهم أن تأثيراتها لا تتلاءم فعلياً مع مجتمع العصر الرأسمالي، في خضم الحرب الباردة. ما يجب أن نفهمه جيداً، أن هذه المواد تعطي غالباً الشعور (سواء كان عن خطأ أم عن صواب) بالتوصل إلى الحقيقة أو “الحقيقة المطلقة”. أنتم لا تعيشونها ك “حلم” أو “هلوسة” يمكنكم أن تنسوها بسرعة. الكثير من الناس يخرجون من هذه التجربة واثقين من أنهم اكتشفوا الحقيقة العميقة للعالم.
ما يتكرر غالباً هو الشعور بتحلل الأنا: لا تعود “الأنا” موجودة، إنها تذوب في الطبيعة وفي العالم، مع شعور بالخير والوحدة العميقة مع الكون.
اقرأوا قصة المعالج النفسي جون هايس، أحد المتطوعين في الدراسة الاولى من جامعة جون هوبكنز عن تأثيرات ال psilocybin : “شعرت بأن هناك ألغاز انكشف عنها النقاب، ومع هذا كان شعوري أن كل شيء مألوف، كما لو أنني أتذكر أشياء كنت أعرفها سابقاً. تملكني شعور بأنني مطّلع على أبعاد الوجود التي لا يتوصل إليها أغلب الناس أبداً، وخصوصاً الشعور الثمين بأن الموت وهم، بمعنى أن علينا أن ننتظر اكتشاف جانب آخر من وجودنا، وأننا قادمون من أبدية سنعود للانضمام لها”. حسبما تقول دراسة طبية حديثة، هذا هو بالتأكيد الشعور الذي يمتلك تأثيراً على المرضى في المرحلة الأخيرة من السرطان: فهم قد وجدوا المغزى والروحانية اللتان تجعلانهم يواجهون الموت بهدوء وطمأنينة.
من جهة أخرى، كلما كانت التجربة التي نعيشها “روحانية” أكثر، كان التأثير العلاجي لهذه المواد اقوى!
أولئك الذين يتوصلون إلى تغيير تعلقهم، إلى تجاوز قلقهم او كآبتهم هم الذين يشعرون أكثر بأنهم يعيشون تجربة روحانية عميقة. لننظر إلى تجربة الكاتب رافاييل بترسون، التي يرويها في مقال بعنوان :”تناول الفطر لمعالجة الكآبة شفاني من إلحادي”: “في ذروة تجربتي، تحلل شعوري ب “الأنا” وتوحدت مع قوة دائمة تتغلغل في كل الوجود – شيء ما كان يبدو لي واعياً، واسعاً، عطوفاً، خالداً، في حالة سلام وله أهمية بشكل لا يوصف. عندما كنت جالساً على الكنبة بعد ست ساعات، غارقاً في الدموع، وجدت صعوبة كبيرة في وصف لقاء بدا لي حقيقياً أكثر من أي حقيقة في كل يوم من الأيام”.
أكبر أخصائي عالمي في الفطر، بول ستامتس، مقتنع أن هذا الفطر “السحري” لديه ذكاءه الخاص به. إنه موجود لكي يمرر رسالة للبشر، لكي يجعلهم يتمسكون بعقيدة التوحيد بين كل المواد وكل أنواع الحياة وبالتواصل بينها.
قد تظنون ربما أن هؤلاء الباحثين قد ضلوا الطريق. ولكننا لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من اعتبار هذه الفرضية مدهشة جداً. وأنتم ما رأيكم؟ شاركونا إياه في التعليقات!
قدمنا لكم من حياتنا علاج روحي للإدمان, الكآبة, القلق,…
التعليقات مغلقة.