قوة خارقة تنتج عن اتحاد الذكورة والأنوثة داخلنا. كيف نوحدهما؟ (4)
قوة خارقة: قوة خارقةهل من الممكن أن نشجّع ونعزز التحالف بين الذكورة والأنوثة في داخل كل منا؟
كيف يمكن لعلم الفراسة أو المورفولوجي أن يساعد في الجمع بين الجانبين الجنسيين (الذكورة والأنوثة) علماً أنّ الأمر يجري كله في اللاوعي؟
على غرار أيّ أداة أخرى من أدوات التطوير الذاتي، يتسبب علم المورفولوجي برفع مستوى الوعي وإذكائه.
أن يُقال لك إنّ الأنوثة أو الرجولة تنبعث منك ليس بالكلام الذي يسهل تقبّله دوماً. ويمكن لهذا أن يتطلّب بعض الوقت للتفكير. وبعد انتهاء نزعة الاعتراض الأولى، ستعترف بأنّ بعض صفات شخصيّتك تذهب في هذا الاتجاه.
وفي هذه اللحظة، ستعمد أنت نفسك إلى إماطة اللثام عما تخفيه. وهذا أمر رائع إذ ستصبح قادراً على أن تحدد في أيّ مجال يمارس الجانب الجنسي الآخر تأثيره ويفرض نفوذه. (عقلي، عاطفي، جسدي).
كما يمكنك أن تكتشف أيضاً إشارات الثنائيّة أو الازدواجيّة الجنسيّة على وجهك وأن تستنتج الوظائف المرتبطة بذلك.
أن يفهم المرء ذاته ويتقبّلها
تساهم هذه المعلومات في معرفة الذات بشكل أفضل فضلاً عن معرفة الآليات اللاواعية التي تتحكّم في سلوكياتك ومواقفك النفسيّة.
وعلى ضوء هذه المعطيات الجديدة، ستتمكن من فهم أفعالك الماضيّة ومن أن تستبق اللاحقة منها.
وبفضل معارفك، ستتمكن من التدخّل “بوعيّ تام” لتجعل حياتك تتجه نحو الاكتمال والتناغم. وعلى الرغم من أنك لم تختر شكلك أو جيناتك الوراثيّة أو محيطك التربويّ إلا أنك تستطيع أن تتصرف.
يبيّن القسّ بيار (Abbé Pierre) في تعريفه للحريّة معنى كلامي هذا بشكل دقيق:
:افترضوا وجود رجل على متن مركب؛ هو لم يختر المركب ولا ارتفاع السارية ولا حجم الشراع؛ وهو لا يتحكّم باتجاه الريح ولا بالتيارات التي تسحبه. أما الأمر الوحيد المتاح أمامه ويتمتع بحرية اختياره فهو إما أن يرفع شراعه في الاتجاه الصحيح وإما أن يتركه مرخياً”.
التناسب
عندما يعمل الجانبان بشكل متوازن، لا تتعرّض الشخصيّة لصراعات ونزاعات بل يمكنها أن تتفتّح وأن تبدع.
في الختام، سأقترح عليكم تشبيهاً مجازياً بسيطاً. إنّ الجانب الجنسيّ الآخر أشبه بملح الطعام. إن لم نضع منه كميّة كافية فلن تظهر نكهة الطعام كلها وإذا أكثرنا من الملح قضينا على الطعم.
إنّ الملح قادر على إبراز النكهات وتعزيزها بشكل رائع إذا ما وضعنا كمية كافية منه.
التعليقات مغلقة.