لمَ يثير زوجي أعصابي إلى هذا الحد؟ هل يفعل ذلك عن عمد؟

ثمة أسباب تتكرر وتظهر بشكل منتظم، حتى وإن كانت قصص الحب مختلفة، وحتى إن لم يكن الرجال كلهم متشابهين (خلافاً لما تروّج له الصور النمطيّة عنهم وعما يحبونه في الحياة!). كيف لي أن أعرف هذا؟ لأن مئات النساء يروينَ لي وبكل بساطة قصصهن كل شهر، ولأنني أجد أوجه تشابه تتكرر لكثرة ما أصغيت إليهن. والآن، جاء دورك لكي تتجنبيها!
حلّ الروتين بينكما
هذه هي مشكلة ملايين الأزواج… الروتين!
في الواقع، إن كان هناك من سبب يجعل قصص الحب تتحطم أو يدفع الأزواج إلى البحث عن الإثارة في مكان آخر، فهو على الأرجح الملل الذي يحل في حياة يوميّة لا تشهد أيّ تغيير والذي يطغى على المشاعر التي كانت متقدة.
لعلك أدركت المشكلة وتودّين أن تتخذي خطوات مناسبة إلا أنّ أولويات زوجك ليست مطابقة لأولوياتك على ما يبدو. أدرك تماماً أنّ الأمر يثير الجنون! إذن، هذا النوع من السلوك هو ما يغضبك، وتودّين أن يدرك المشكلة في حين أنّ العكس تماماً هو المطلوب. ويعود هذا بكل بساطة إلى أنّ الوضع ليس مأساوياً بهذا القدر بالنسبة إليه وإلى أنه يعتبرك من المسلّمات في حياته. مما لا شك فيه أنّ الشعور بالضغينة حيال زوجك أمر طبيعي تماماً حين لا يشارك في بناء سعادتكما والدفاع عنها أو لا يظهر أيّ اهتمام بالأمر.
لكن عليك ألا توجّهي إليه انذاراً أو تهدديه بالانفصال! فثمة طرق أفضل ومقاربات أكثر فاعلية.
إحدى عاداته لا تعجبك
تتمكّن بعض النساء من التغاضي عن إحدى عادات أزواجهن السيئة إلا أنّ هذه القدرة لا تتمتع بها النساء كلهن. لا يتصرّف زوجك كما ترغبين منذ سنوات، وقد أصبح تحمّل بعض كلماته أو حركاته صعباً جداً؛ وتشعرين في هذه اللحظات أنّ كل ما يمكن أن يفعله سلبيّ!
نعم، عندما تشعرين بالضغينة حيال شخص ما، فإن أقل خطأ يرتكبه يثير جنونك ويغيظك. وما لم تكوني لتلاحظيه قبل سنوات يصبح سبباً لخلاف مستمر لأنّ تغيير أيّ عادة سيئة ليس سهلاً، وهذا ما ينبغي الاعتراف به. لقد تحمّلت هذا لسنوات لكنك لم تعودي قادرة على ذلك ما يعرّض علاقتكما للخطر. وهنا أيضاً يمكن تحسين الأمور ويبقى الحوار هو الحل.
توتّر أقل في الحياة الزوجيّة، هذا ممكن!
وضعت للتو إصبعي على عنصر هام، وهو التنازلات التي يجب تقديمها في الزواج. لا بد من أنك تركت بعض الأخطاء تمرّ في الماضي ولم تقفي عندها، لأنك لم تشائي أن تثيري أيّ خلاف مع زوجك إنما ثمة حدود لذلك. لا يمكنك أن تحتملي طيلة حياتك من دون أن تنطقي بكلمة واحدة، بل يجب في الحياة الزوجيّة أن تكوني قادرة على التحاور مع الشريك بغية حلّ المشاكل المختلفة. إنّ التزام الصمت إلى ما لا نهاية أمر شبه مستحيل وأنت تعلمين من قبل أنه سيغيظك ويثير جنونك عاجلاً أم آجلاً. لذلك، وبدلاً من أن تلتزمي الصمت، لا بد من أن تجريا حواراً وأن تكوني حازمة في ذلك.
وإن كان الأوان قد فات لأنك سكتت لفترة طويلة جداً، فلا داعي للهلع. يمكن لكل شيء أن يتحسّن وهذا ينطبق على زوجك أيضاً. لكن ثمة طريقة معيّنة في مقاربة الأمر ينبغي عليك اتباعها لئلا تجرحي مشاعره من ناحية ولكي تعطيه الرغبة في أن يتغيّر من ناحية أخرى.
لذا، فإن أول حيلة كي تحسّني علاقتك الزوجيّة هي ألا تنظري بعد الآن إلى زوجك على أنه مشكلة. ويشكّل الحوار السبيل الأمثل كي تتفاهمي معه، فالتواصل هو المفتاح لكي تكون علاقتكما الزوجيّة متينة.
لا بد من وضع أسس التواصل والتحاور منذ بداية العلاقة أيّ منذ محاولة كل طرف أن يجذب الآخر إليه ويسحره. ستتمكّنين من التقرّب من زوجك بالحوار وستنجحين في أن تحولي دون استمرار ما يزعجك طويلاً. ثمة سرّ وحيد يتشاركه كافة الأزواج الذين تجمعهم علاقة متينة وهو الحوار الصادق والمستمر بين الشريكين!

 

التعليقات مغلقة.