لماذا لا أحد يحبني حقاً؟ (3)
لا أحد يحبني : أنا أيضاً… تماماً مثلكم… أعشق التذمر وتقديم الشكوى…
لهذا، أنا لست هنا لأحكم عليكم أو أحمّلكم أي ذنب. أنا أرغب بمساعدتكم كي تدركوا أن مفاتيح التغيير موجودة بين يديكم.
أجل، تساعدكم الشكوى على كسب تعاطف الآخرين، وهي تجعلهم بستمعون إليكم… من الممتع أن نعيش ونشعر بلحظات كتلك. ومع ذلك، قد نقع في دوامة من الإعتماد على هذه “اللعبة” التي نتمتع بلعبها بشكل منهجي.
لكي أكون شفافاً تماماً، لقد لعبت هذه اللعبة لعشرات السنين أو أكثر. لقد أصبحت واحدة من علاماتي التجارية، وطريقة توليد للتعاطف، ومظهراً للحب.
على المستوى العاطفي، لطالما كنت أجذب علاقات غير مناسبة منحتني شعوراً بالسوء في داخلي. لم أشعر بالتواصل، الإزدهار، ولا بذلك الشعور اللذيذ في أحشائي. قررت عندها أن أشتكي دائماً من الحياة التي لم تؤمن لي الحب الذي أرغب به.
- “لماذا لا أحد يحبني حقاً؟”
- “لماذا لا تسير علاقاتي على ما يرام؟”
- “لماذا أنا محبوس في علاقة علاجية بعيدة كل البعد عن ما أرغب به؟”
إنه أمر مضحك، ولكن هذا السؤال الأخير جعلني أفهم أنني اضطلعت بدور المنقذ الذي يساعد الضحية. الأسوأ من ذلك، هو أنني تلقيت الكثير من الإنتقادات تجاه سلوك “الضحية”.
لماذا؟ لأنه يرسل بإستمرار صورة لم أكن أرغب برؤيتها. لقد كان صعباً عليّ أن أعترف أنه من وقت لآخر، قد اعتمدت سلوك الضحية هذا. كان الأمر قوياً ومزعزعاً للغاية.
في البداية، لم أفهم الهدية المخفية وراءه. لذا، رحت أشكو من كل ما لم أحظ به. وكلما اشتكيت أكثر، عادت هذه الأنماط إلى حياتي.
حتى جاء اليوم الذي ألقيت فيه نظرة على حياتي، مما دفعني إلى تكييف سلوكي وعملي الداخلي. خرجت تدريجياً من مثلث كاربمان (المنقذ والضحية) ووجدت أصالتي الكاملة.
توقفت عن التغذي على التعاطف والمودة والرحمة التي كنت أحصل عليها من خلال هذا الموقف العام الماضي. أدركت قيمتي واتخذت إجراءات بتصميم “لجذب” شخص يتوافق مع معاييري.
على الرغم من أن الأمر لم يكن سهلاً في البداية، إلا أنني ثابرت وحافظت على هدفي. رحت أزيل، طبقة بعد طبقة، هذه الصورة الخاطئة التي بنيتها لأحصل على أفق جديد، وتكييف داخلي جديد، أكثر امتناناً وفائدة.
يقول ألبرت آينشتاين: ” الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرةً بعد أخرى وتتوقع نتيجةً مختلفةً”.
لسنوات عديدة،كنت أرغب بأمر مختلف، ولكنه بقي في طور التفكير. كنت أخاف الذهاب إلى منطقة مجهولة… وربما كنت أخاف اكتشاف أمر قد يكون ممتعاً. أدركت أن التفكير دون تنفيذ لن يسمح لي بالحصول على النتائج المرجوة.
بدأت عندها في العمل على نفسي، بدءًا من تطوير الجرأة على القيام بالأشياء بشكل مختلف على أمل خلق، خطوة بخطوة، نظام جديد للأفكار. عرفت كيف أتولى مسؤولية حياتي عندما أتتني الفرصة. والله أعلم أن المسار كان طويلاً ومحفوفاً بالمخاطر! ومع ذلك، فإن المثابرة تؤتي ثمارها.
بعد عدة أشهر، قابلت المرأة التي ستصبح زوجتي والتي سأنشئ عائلة أحلامي معها.
هل هي صدفة؟
لا تنتظروا كي تكونوا عطوفين بنسبة 100%، سعداء بنسبة 100%، أو صادقين تجاه ذاتكم بنسبة 100% كي تنتقلوا إلى التنفيذ. امنحوا ذاتكم الوسائل المناسبة للإستفادة من هذه العلاقات السامة الماضية وتحويلها إلى قوة تساعدكم على بناء علاقات تحرّك مستقبلكم.
التعليقات مغلقة.