لماذا تجد النساء الذكيّات أنفسهن عالقات في علاقات غير صحية؟

علاقات غير صحية: تخيلوا امرأة تمتلك كافة المقوّمات، من الجمال إلى النجاح. تبذل قصارى جهدها في كل ما تفعله، بما في ذلك في علاقة لا تستحق جهودها. لا بد أنك شهدت من قبل نوعاً مماثلاً من العلاقات، أو وقعت ضحيته. والأشخاص الذين يستمرون في علاقة غير صحية لا يفعلون ذلك لأنهم يفتقرون إلى الذكاء.
تدرك المرأة في سرّها أن العلاقة منطقياً ليست كما يجب أن تكون. مع ذلك، وبالرغم من أنها امرأة ذكية، حكيمة، وواثقة بنفسها، ثمة 4 عوامل نفسية عميقة تبقيها (وتبقي بعض الرجال أحياناً) عالقة في علاقة غير صحية.
مشاكل من الطفولة لم يتم حلها
كلما كانت علاقتنا بأهلنا في الطفولة آمنة ومستقرة وصحيّة، كلما أصبحت علاقاتنا العاطفيّة أفضل ونحن بالغون. نحن نشكّل أول انطباع عن الحب، والتواصل والثقة من خلال علاقتنا مع والدينا. أما الفتاة الصغيرة، فيمكن للرابط الذي تبنيه مع والدها أن يتنبأ بنوع العلاقات التي ستقيمها مع الرجال لاحقاً.
يمكن للأب غير الحاضر من أجل أولاده أن يخلق شعوراً بالتخلي لدى ابنته، فتعوّض عنه لاحقاً في علاقة تعتمد خلالها تماماً على شريكها من دون أن تدرك ذلك. تتعلم الفتاة أيضاً أن تتعامل مع السلوك السيء على أنه طبيعيّ وتقيسه على مقياس أنّ حب والدها لها لا ينقص أو يتغيّر حتى لو غضب، وينبغي أن تسمح بحصول الأمر ذاته مع شريكها.
وثمة اعتقاد في علم النفس أيضاً بأننا نميل أحياناً إلى تكرار الأنماط السامة نفسها في العلاقات بحثاً عن إجابات. قد تجد المرأة نفسها على سبيل المثال، في علاقة مع رجل يشبه والدها تماماً، وهي تأمل في لاوعيها أن تتمكّن من إصلاح الأجزاء التي تكرهها في نفسها أو في هذه العلاقة.
الملل من الإستقرار الخالي من التحديات
في عالم مثالي، نحن نرغب بأن نشعر بالحب والأمان. لكن للأسف، ما من شيء مثالي في عالمنا. نحن معتادون على الشعور بالإندفاع والعجلة لإنجاز الأمور خطوة تلو الأخرى. نحن مبرمجون للعمل بأقصى قدرة ممكنة لنبلغ مستوى حياة أفضل ونجاحاً أكبر.
تدرك المرأة الذكية أنّ عليها كي تنجح، أن تحدد لنفسها أهدافاً وأن تعمل من دون توقف لتحقيقها. من الصعب أن تفصل هذه العقلية عن علاقاتها.
عندما يجد هذا النوع من النساء نفسه في علاقة مستقرة ومريحة، قد يشعر بالملل أو الإرهاق بسبب غياب التحديات. قد تشعر المرأة أحياناً أنها لا تستحق هذا النوع من العلاقات أو أنها غير واقعيّة أو حقيقيّة أو أنها لن تدوم طويلاً. يلزمها الكثير من الوقت لتتخلّص من هذه العقلية وتثق بعلاقتها الصحية.
نقص حب الذات
من المؤسف أنّ معظم النساء اللواتي ينجذبن إلى العلاقات غير الصحية، هن نساء لا يحببن أنفسهن. نحن نميل إلى إسقاط مخاوفنا على الآخرين.
هذا لا يعني أنهن يقمن علاقات مع رجال يعكسون كل العيوب التي يخشونها في أنفسهن بل يعني أنهن يقبلن الحب الذي يظنن أنهن يستحقنّه.
يمكن حتى للمرأة الذكية أن تقنع نفسها ظلماً وزوراً أنها ليست لطيفة وودودة في أيامها السيئة، وأنّ الوزن الذي اكتسبته يجعلها غير جذابة ومرغوبة، وأن نجاحها يجعلها مُهابة ويُرهب من حولها. وهذا كله من شأنه أن يجعلها تعتقد أنّه لا يمكن لشخص آخر أن يحبها بشكل أفضل.
الخوف الوجوديّ من الوحدة
تعيش الكثير من النساء في سجن الخوف من عدم إيجاد شريك حياة. في علم النفس، ثمة اعتقاد وجودي يقول إنّ الناس يأتون إلى هذا العالم وحيدين لكنهم يخافون مغادرته بالطريقة نفسها فيقضون حياتهم في محاولة خداع الموت عبر ملء هذا الفراغ بشريك.
حتى النساء الذكيات يشعرن بالوحدة. من الطبيعي أن تُحِب المرأة وأن ترغب في أن تُحَب. لكن هذه الرغبة أو الحاجة قد تكون طاغيّة إلى حدّ يجعلها ترمي بنفسها في علاقة غير صحية أو أن تستمر في علاقة تؤذيها، ظناً منها أنها أفضل من لا شيء.
المواقف السامة التي نراها طبيعية
كلما تكرر سلوك ما أمامنا، كلما أصبح هذا الأخير طبيعياً في نظرنا إلى حدّ يمنع حتى النساء الذكيات من أن يرين الخطب فيه. فالعلاقات غير الصحية لا تبدأ دائماً بدلائل واضحة بل تبدأ عموماً بأمور صغيرة، انتقاد من هنا، وعدم توافق من هناك، حتى تصبح في النهاية علاقة سامة، أنانية، غير متوازنة وغير عادلة.
مع مرور الوقت، تتمسّك المرأة الذكية بأمل الوصول إلى مستقبل أفضل، بالإمكانات التي تراها في شريكها، أو بذكريات الأوقات الماضيّة الأفضل. إنها وسيلة بقاء أو نجاة يستخدمها الانسان عموماً في الأوقات العصيبة لئلا يفقد الأمل إلى حين توصّله لحلول أفضل.
الضغط
تتعرّض النساء للكثير من الضغوط. يتم تعويدهنَّ منذ الصغر على قناعة مفادها أن أحد أهدافهن في الحياة، إن لم يكن هدفهن الأساسي، هو الزواج وإنجاب الأطفال. علاوة على ذلك، يُقال لهن إنّ عليهن أن يتزوجّنَ قبل عمر معيّن فيما هن لا يزلن شابات ومرغوبات وخصبات.
تشعر النساء عندئذ وكأنهن يركضن خلف الوقت ليحققن توقعات المجتمع. وحتى النساء الذكيات لا يرغبن بأن يشذذن عن القاعدة، ويخضعن للضغوط نفسها.
معرفة متى يجب الإبتعاد
في علاقاتك كلها، التفتي دائماً إلى ما تشعرين به واطرحي على نفسك السؤالين التاليين: هل يجعلك هذا الشخص تحبين نفسك أكثر؟ هل ترغبين بأن تكبري برفقة هذا الشخص؟ قد يساعدك ذلك في معرفة ما إذا حان موعد رحيلك.
لا يقتصر الحب على القبل وذاك الشعور اللذيذ في الأحشاء بل هو أكثر من ذلك بكثير.

التعليقات مغلقة.