دليل الأشخاص الذين يمرون بتغيير كبير في حياتهم
دليل الأشخاص الذين يمرون بتغيير كبير في حياتهم
ماذا علمتني يرقة الفراشة عن مراحل التغيير في حياتي؟
قبل أن تنمو أجنحتها الزرقاء الجميلة، كان للفراشة اسمٌ آخر، لم تكن تطير، لم تكن تعرف شيئاً بعد عن حرية الريح وهي تضرب جسدها، وكان كل ما تستطيع فعله هو الزحف على الأرض. مما يعني، أنها قبل أن تتعرف على حرية الطيران، كانت هذه الفراشة مجرد يرقة (دودة) صغيرة تزحف.
لكن ذات يوم، حلمت الدودة أن باستطاعتها التحول إلى فراشة جميلة… فلتعلموا أن كل شيء بدأ بحلم!
حميعنا نعلم مراحل تحول الدودة إلى فراشة، وبرأيي، لا يوجد ما هو أكثر إلهاماً من ذلك للأشخاص الذين يمرون بمرحلة انتقالية.
غالباً ما تكون المراحل الإنتقالية صعبة، كما أنها تخدعنا في معظم الأحيان عبر جعلنا نظن أنها لحظات تدهور وتراجع!
إذا كنتم تمرون بمرحلة انتقالية، فبالتأكيد أنتم تمرون عبر “محيط من المشاعر الغامضة” مما يجعلكم تشعرون بأنكم تائهون بدون هدف. في كل مرة تجدون أنكم تمرون بهذا النوع من الإرتباك في المشاعر، تذكروا اليوم الذي حلمت فيه هذه الدودة أن باستطاعتها أن تصبح فراشة!
بعد أن أرهقها الزحف على الأرض، اكتشفت الدودة أن باستطاعتها الطيران. وأن بإمكانها الحصول على جناحين جميلين، والهبوط على أجمل الأزهار والعيش بحرية وبسعادة!
فقررت بالتالي أنها جاهزة لهذه المرحلة الإنتقالية الكبيرة!
لكن ما تجهله هذه الدودة، هو أنها ستصبح محاصرة داخل شرنقة وستشعر بأسوأ المخاوف. ما كان من الممكن أن يجعلها تتردد في امتلاك الجرأة والشجاعة لحبس نفسها في مكان مظلم لدرجة الشعور بالضياع. لهذا السبب، بدأت تتساءل وتشكك في مدى صحة المسار الذي اختارته، كما شككت أيضاً بالسعادة التي سيجلبها لها هذا المسار!
على الرغم من أن الدودة اجتازت بحراً من المشاعر المضطربة. إلا أنها كانت في أعماق قلبها وكيانها متأكدة أنها بعد هذه المرحلة الإنتقالية التي تمر بها ستتحول إلى فراشة جميلة وتحلق في أجمل الحدائق!
كان باستطاعة اليرقة أن تشعر بالرياح تضرب أجنحتها، ورائحة الزهور، ووميض عينيها أمام البساتين الملونة والحرية التي تعيشها بسحر وخفة أثناء السماح لنفسها بالمرور بمثل هذا التحول.
وهذا ما وهبها الشجاعة للإستمرار في خوض هذه المرحلة الانتقالية، إنه الشعور بالأمل واليقين في قلبها!
لذلك انتظرت اليرقة بصبر اللحظة المناسبة لتحوّلها!
هل شعرت بالخوف؟ نعم، فعلت. هل ترددت وندمت على قرارها؟ نعم، فعلت. هل شككت في صحة خيارها لهذا الطريق؟ نعم، فعلت.
إلا أن الأمل والمثابرة والإصرار والصورة التي كانت تتخيلها حول ما سيتغير في المستقبل كانت أكبر بكثير من كل مشاعر الشك التي تراودها.
فلتعلموا أن كل مَن يجرؤ على الإنغلاق داخل شرنقته لقطع العلاقات التي تربطه بواقعه، سيمر بنفس التوتر والمخاوف والشكوك التي مرت بها الدودة النبيلة!
لذا فإن سر نجاح تحولكم الحقيقي يكمن في الإيمان بأنفسكم. وفي الصورة المحفورة في ذهنكم بأن الطريق لمعرفة الذات وشجاعة التحول، هما اللذان سيجعلانكم تحلقون بحرية وخفة كفراشة جميلة!
إذا قرأتم هذا المقال، فأنتم تمرون بلحظات انتقالية ضمن مجالات معينة في حياتكم، اعلموا أننا نتمنى لكم بكل صدق اليقين بأيام أفضل، والفرحة في صدركم، والثبات في قلبكم، وكثير من الحب كي تقوموا بنشر نوركم في أجمل الحدائق، وأجنحة رائعة للطيران.
احملوا معك الخفة دائماً والحرية والفرحة بأنكم أصبحتم ما ولدتم كي تكونوا عليه!
التعليقات مغلقة.