سيداتي، سادتي، إذا كنتم ترتدون نظارات، إليكم خبراً سيعجبكم : ربما أنتم أذكى من الأشخاص العاديين… من هؤلاء الذين لا يرتدونها ! أظهرت دراسة نشرتها الصحيفة البريطانية The Guardian أن ارتداء نظارات طبية يعني ذكاءً أعلى. لكن ربما كنتم تعرفون هذا من قبل.
في إطار هذه الدراسة، المهمة جداً من نوعها، حلل باحثون من جامعة ادنبورغ في اسكتلندا المعطيات العقلية والوراثية لأكثر من 300000 شخص تتراوح أعمارهم بين 16و102 سنة. النتائج أظهرت “ترابطاً وراثياً مهماً بين الوظائف العقلية عموماً، ووقت ردة الفعل ومتغيرات عديدة متعلقة بالصحة، وخصوصاً النظر، ارتفاع الضغط وطول العمر”. بدقة أكبر، الأشخاص الأذكى كانوا أكثر قابلية بنسبة %30 لامتلاك جينات تشير إلى أنهم بحاجة لارتداء نظارات.
مع أن الذكاء قد يرتبط بمشاكل النظر، فهو قد يرتبط أيضاً بالعديد من الفوائد الصحية. كشفت الدراسة أيضاً أن الأشخاص الذين لديهم قدرات عقلية مرتفعة يعيشون عمراً أطول، ويواجهون خطراً أقل في الإصابة ببعض أنواع السرطان ويكون قلبهم حتى بصحة أفضل.
لننسَ علم الوراثة، هناك العديد من الأبحاث العلمية التي تثبت أن مجرد ارتداء نظارات، سواء كنتم بحاجة لها أم لا، يحث الناس على الاعتقاد بأنكم أذكى. برهنت بعض الدراسات أن الناس ينظرون إلى الأشخاص الذين يرتدون نظارات على أنهم أذكى وأكثر ثقة ومصداقية. لهذا يجبر العديد من محامي الدفاع زبائنهم على ارتداء نظارات خلال جلسات المحاكمة. يشرح المحامي الجنائي الأميركي هارفي سلوفيس في صحيفة نيويورك، قائلاً :” تلطّف النظارات مظهر المتهمين، بشكل يجعلهم يبدون غير قادرين على ارتكاب جريمة. لقد عرفت قضايا كان هناك الكثير من الإثباتات فيها ضد موكليّ، وخلال الجلسات، كانوا يرتدون نظارات، وفي النهاية أُخلي سبيلهم…هذا التفصيل الصغير ساهم كثيراً في الدفاع عنهم”.
ixabay
النظارات الطبية، صرعة جديدة على الموضة
مع أنه لا يمكننا أبداً أن نقيس الذكاء بطريقة مجردة ودقيقة، فرمزية النظارات بدأت تتغير بالتدريج. أصبحت النظارات غير الطبية أكسسواراً على الموضة، يرتديها أشخاص يبحثون عن مظهر أنيق أو “كول”.
هل هذا يعني أن عليكم أن تخرجوا حالاً وتشتروا نظارات، حتى لو لم تكونوا بحاجة لها ؟ بالتأكيد لا. أظهرت دراسة جرت سنة 2010 أن النظارات الطبية المزيفة يمكن أن تجعل الشخص يبدو “مخادعاً”. ليس فقط هذا، لكنها يمكن أن تغيّر نظرتكم إلى أنفسكم… حتى أن المجلة الأميركية GQ تقول إن هذه العادة هي “عار بكل معنى الكلمة”. الحل الوسط قد يكون ببساطة أن تقتنوا نظارات تخفف من تأثير الضوء الأزرق (وهذا يعني الضوء الذي ينطلق من شاشة الكمبيوتر أو الآي باد ويتزامن مع الإيقاع اليومي الخاص بكم).
هذه المعلومات المهمة تقودنا نحو استنتاجين. الاول أن هذه النتائج ليست بالضرورة روابط ملموسة. والثاني أن عملية قياس الذكاء هي عملية ذاتية وليست بالضرورة عملية نوعية.
بما أن الدراسة التي تهدف لإثبات وجود رابط مباشر بين اضطرابات النظر والذكاء المرتفع فضفاضة جداً، فقد سجّل الباحثون أنه يجب القيام بالكثير من الدراسات حول هذا الموضوع.
.
التعليقات مغلقة.