كيف تحولون انتقادات الآخرين إلى نقاط قوة لكم ؟

كيف تحولون انتقادات الآخرين إلى نقاط قوة لكم ؟

1. إذا كنتم تشعرون بالاستياء

إذا سمعتم أحداً ما يتفوّه بكلام يجرحكم، عليكم أن تحولّوا ذلك إلى نقطة قوة. وعلى كل حال، سيقودكم ذلك للقيام بالاستبطان. ستطرحون على نفسكم الأسئلة التالية:

  • أي جزء من ذاتي قد تأثر؟
  • ما الذي يحتاج هذا الجزء إليه؟
  • ما الذي يقوله هذا الجزء؟

اعتماداً على الإجابات التي حصلتم عليها، يمكنكم أن تفهموا ما خطبكم بشكل أكبر ويمكنكم أن تتحدثوا عن الموضوع خلال جلسات التنويم المغناطيسي أو العلاج النفسي أو… يمكنكم أن تختاروا ما ترغبون بالقيام به.
علاوة على ذلك، لا يتوجب عليكم إيجاد الإجابات فوراً بالضرورة. يكفي أن تطرحوا الأسئلة على نفسكم لكي تبدأ عملية البحث.
لا يمكن لهذا العيب، ولا يمكن لهذه الفجوة أن تمتلئ من الخارج ولا يجب عليكم أن تضمّدوها وحسب. هنا، لا يجب علينا تحويل الانتقادات بل علينا تغيير ذاتنا.
لقد تطرقنا إلى موضوع آخر هنا ولكن إذا كنتم تعانون من نقص الحب، لا يمكن للحب الذي تحصلون عليه من الخارج أن يحل المشكلة ويملأ الفراغ. يمكن أن تظّنوا أن الموضوع قد حُلّ بهذه الطريقة ولكن صدّقوني سيبقى ذلك العيب موجوداً داخلكم دائماً.

stock.adobe
2. إذا كنتم لا تكترثون (تقريباً)

إذا لم يشعركم ما قاله الآخرون بالأذى، ستصبحون قادرين على غض النظر عن عيوبهم ومسامحتهم بشكل أكبر. عندما يقول أحدهم “أنت نحيف” أو “أنت سمين”، ربما هو يعبر عن علاقته مع جسده. وعندما يقول أحدهم “أنت عديم الفائدة”، فهو يعبر عن علاقته بالنجاح والفشل.
في معظم الحالات، يعبر الشخص بكلامه عن أمر يعنيه شخصياً أي أنه غالباً ما يتحدث عن نفسه. لهذا السبب، تقول الاتفاقية الثانية من اتفاقيات تولتيك الأربع التي ألفها ميغيل رويز : “لا تأخذوا أي أمر بطريقة شخصية” لأن ما يقوله الآخرون غالباً ما يعنيهم وهم يتحدثون عن ذاتهم بطريقة ما.
لذا، يجب القيام بالاستبطان دائماً. سواء جرحكم ما قاله الآخرون أم لا، قد لا تكونون أنتم سبب المشكلة دائماً. ولكن بكلتا الحالتين، حاولوا دائماً مسامحة الآخرين.

بالطبع، هناك العديد من الأشخاص الفظّين ويمكنكم أن تخبروهم بذلك لاحقاً ولكن عليكم أن تحاولوا أن تضعوا ذلك في الاعتبار عندما يوجهون أي انتقادات لكم لكي تضبطوا رد فعلكم قليلاً.
إذا أزعجكم الأمر كثيراً، يمكنكم أن تغيروا طبيعة علاقتكم بالشخص لأنه لا يمكنكم أن تسامحوا على كل الأخطاء وينطبق ذلك بشكل خاص على العلاقات المسيئة والسامة التي يطغى الانتقاد عليها.
لذا، اسألوا ذاتكم بشكل موضوعي إذا ما كنتم تشعرون أن هذا الشخص يتحلى بالرحمة والعاطفة، هل هو شخص طيّب في أعماقه؟

إذا كان كذلك، تأكدوا من أن تختاروا رد الفعل المناسب وأن تتحدثوا بالموضوع معه. إذا لم يكن كذلك، احزموا أمتعتكم وغادروا فوراً!
الخطأ الذي يجب تجنب الوقوع به:

إذا جرحكم كلام شخص ما، لا تحاولوا قطّ رد الأذية له. لا تقوموا بذلك أبداً. إذا أردتم أن تشرحوا له الأمر، فافعلوا ذلك بطريقة التواصل اللاعنفي الذي يعتبر أداة تواصل مفيدة تحثكم على التكلم عن ذاتكم وعن مشاعركم لكي تتجنبوا إتهام الآخرين ومعاملتهم بالمثل، هناك العديد من الموارد المتوفرة على الإنترنت بكثرة.

تغيير وجهة النظر

لا بد أنكم قد لاحظتم بالفعل أنني تكلمت من وجهة نظر الشخص الذي يتعرض لهذه الانتقادات المزعجة. بإمكانكم أيضاً أن تنظروا إلى الأمور من وجهة النظر الأخرى أي أن تعتبروا أنفسكم الشخص الذي يوجه هذه الانتقادات. بما أن الجميع يمتلك عيوباً، يمكن لأي شخص أن يخطئ ويقوم بذلك لذا يجب الانتباه أيضاً.
لا ننتبه دائماً لما نقوله لغيرنا. أحياناً، قد لا نقول أموراً جارحة كثيراً لكن يمكن أن يكون الشخص حساساً جداً.
لذا، بالطبع يوجد الكثير من الأشخاص غير الدبلوماسيين والذين يتفوهون بالانتقادات طوال الوقت ولكن هناك أيضاً أشخاص يشعرون بالإهانة من كل شيء!

إذا واجهتم شخصاً يشعر بالإهانة من كل شيء، لا يجب عليكم أن تبرّئوا نفسكم من المحادثة قائلين: “كلا! أنت تأخذ كل الأمور على منحى سيئ وهذه ليست مشكلتي بل هو عيبك أنت”. هنا، لا يتعلق الأمر بنقص التعاطف أو ما شابه لذا يجب أن تستمعوا إلى ما يقوله الشخص وأن تتصرفوا بعد أن تمعنوا التفكير في وجهتي النظر.

التعليقات مغلقة.