هل عشنا حقاً حيوات سابقة قبل أن نولد؟
هل عشنا حقاً حيوات سابقة قبل أن نولد؟
” النفس أو الذات الداخليّة لا تولد ولا تموت. وهي لا تأتي من أيّ مكان ولا تصبح أحداً. غير مولودة، دائمة، ثابتة، حيويّة، لا تفنى عندما يفنى الجسد.” – كاثا اوبنشاد
” أنا مقتنع تماماً بأنّ… الحياة تأتي من الموت وأنّ أرواح الأموات تستمر في العيش” – سقراط
” وكما تنتقل الروح المتقمصّة من الطفولة إلى الشباب فإلى الكهولة، تبدّل الروح بالمعنى القياسيّ، الجسد وتنتقل إلى آخر.”- البهاغافاد غيتا II، 13.
نشاهد مبادئ التقمّص أينما كان في الحياة:
دورات الحياة، تعاقب الليل والنهار، حركة الشمس والأرض والقمر الدوريّة ضمن النظام الشمسيّ.
تنعكس مبادئ التقمّص من حولنا كل يوم: نبتة تنمو وتموت وتحرر بذورها. تنزل هذه البذور وتنغرس في الأرض وتنبت وتولد حياة جديدة مرة أخرى.
يتجلّى التقمّص أو ولادة الطاقة من جديد أو الحياة بكل بساطة، من حولنا بأشكال مختلفة كل يوم. وربما لهذا السبب، يعتبر الكثيرون منا التقمّص مسألة بديهيّة، شيء يتردد صداه في الطبيعة، وهو جوهر الحياة نفسها.
ونلحظ أيضاً أنّ حياتنا وكل ما هو محيط بنا، يتبع نمطاً بسيطاً أساسياً: وهو نمط التغيير، النمو، التبدّل والتطوّر. نرى أن مجموع الحياة يمرّ بعملية نضج مع اختلاف في السرعة والوتيرة. بالتالي، تبدو عملية نضج النفس بالنسبة إلى الكثيرين منا طبيعيّة بقدر أيّ عملية نضوج أخرى في الحياة.
عاش البعض منا مشاعر استثنائية، وذكريات وأحاسيس تشير إلى مشروعية مثل هذه التجربة الغامضة.
الحيوات السابقة و”روحكم”
“إنّ مبدأ التقمّص ليس سخيفاً ولا عبثياً ولا دون جدوى… ليس مدهشاً أن نولد مرتين بدلاً من مرة واحدة؛ فكل ما في الطبيعة هو بعث وقيامة”- فولتير
يُعرف التقمّص ومفهوم الحيوات السابقة أيضاً تحت اسم “انتقال النفس” و”التناسخ”، وهو موجود منذ آلاف السنوات. ونجد هذا المفهوم في الحضارة السلتية، والاغريقية والأسيوية والهنديّة. في الوقت الراهن، يؤمن حوالى 51% من سكان العالم بنوع من الحياة بعد الموت، من ضمنهم 7% يؤمنون أننا نتقمّص.
ومن ضمن المعتقدات الجوهرية والمتجذّرة في التقمّص اعتقاد بأنّ معظمنا عاش حيوات عدة من قبل وأننا نتمكّن أحياناً من أن نتذكّر فعلاً هذه الحيوات السابقة. ونميل إلى اعتبار هذه الحيوات و”الوجود” السابقة كامتداد لأنفسنا.
لكن
تقمّص “النفس الفرديّة” ممكن فقط في حال كنا نؤمن بأن معنى “النفس” حقيقي. إنّ هويتين تعيشان في جسدين ماديين مختلفين في الحاضر أو في الماضي ستكونان شخصيتين مختلفتين تماماً. في الواقع، “النفس” هي ظاهرة في تطوّر مستمر وفي تغيّر وانتقال.
إنّ هويتنا في تطوّر مستمر ودائم، إنها الوعي الخالص. وهذا الوعي أو الإدراك الخالص يسمح باختبار الحياة ومراقبتها، وهذا الوعي الخالص يمكن أن نسميه “نفسنا”…
هذه النظرة إلى التقمّص تشبه إلى حدّ بعيد الفكرة البوذيّة التي تقول بأن الإستمرارية تتواصل لكن الفرد يختفي.
بالتالي، حتى إن لم نعرف “أنا” أو “أنتم” التقمّص والحيوات السابقات، فإنّ الجوهر العميق الموجود فينا اختبرها من قبل.
التعليقات مغلقة.