لماذا يكرّر بعض الأشخاص الأخطاء نفسها مراراً وتكراراً؟

تكرار الخطأ : لماذا يكرّر بعض الأشخاص الأخطاء نفسها؟ يحصلون دائماً على أسوأ النتائج، ويتهمون الآخرين أو القدر ولكنهم لا يلومون أنفسهم أبداً؟ ويستوقفهم التفكير بأمورٍ لا علاقة لها بالموضوع، حدثت بالصدفة أو بسبب سوء الحظ؟
والسؤال الأهم، لماذا ينسون أن الأحداث تعتمد على الخيارات حتى لو كنا لا نسيطر بشكلٍ مطلق على كل شيء؟ولماذا بتخلون عن الأمور ولا يتفاعلون ثم يستسلمون لمجريات الأحداث؟
إنهم يعيشون العلاقات العاطفية المتكرّرة، التي لا تختلف سوى بالأدوار، ولكنها تنتهي بنفس الطريقة. يوافقون على وظائف تسوء في نهاية المطاف، يصبح لديهم رؤساء جُدد، زملاء جدد، ولكن المواقف المحبطة تبقى متشابهة. يقعون من جديد ضحية المغريات نفسها لفقدان الوزن، التوقف عن التدخين، والتقليل من شرب الكحول، يبدأون بالذهاب إلى صالة النادي الرياضي ولكنهم لا يعودون إليه أبداً بعد التسجيل. ينفقون أموالهم على أشياء ليسوا بحاجة إليها أو لا يمكنهم تحمّل تكاليفها. ويستمر السيناريو بتكرار نفسه، وكأنه فيلم رديء يُعاد بثّه.

ولكن، ما الذي يفسّر هذه الحلقة من التجارب المحبِطة التي يبدو وكأنّ لا حلّ لها؟
تكرار الخطأ
pixabay

الابتعاد عن التخطيط والاضطرار إلى مواجهة العواقب المؤلمة لاحقاً هو موقفٌ يعيشه العديد من الأشخاص بشكلٍ يومي. ولكن لِمَ تتكرّر هذه السيناريوهات مراراً وتكراراً، حتى عندما نُقسم بأننا لن نعيش الشيء نفسه مجدداً؟
لأن مشاعر كالحزن، الإحباط، الانزعاج، والغضب، هي التي تتحكم بكم وتدفعكم لاتخاذ أفضل القرارات، فتكررون الأخطاء نفسها، وهي مسؤولة عن أفكارٍ مثل: أنا أستحق قطعة أخرى من الحلوى، كأساً آخر من المشروب، حقيبة جديدة، حذاءً جديد، أو كلّ ما تقومون بشرائه للتخفيف من شعوركم بعدم الراحة أو القلق، معتقدين أن هذا لن يضرّكم بشيء. ولكن تعود الحلقة إلى بدايتها مجدداً: الترقّب، الراحة والشعور بالذنب. وصولاً إلى الشعور بالفشل، وانهيار احترام الذات شيئاً فشيئاً.
تعتمد القدرة على التنبّؤ بالمشاكل وحلّها، الوصول إلى أهدافكم، تنفيذ المشاريع وتحقيق السعادة الشخصية، على الطريقة التي تنظرون بها إلى العالم، إلى أنفسكم وإلى مستقبلكم، الذي يبدأ بالتطوّر منذ مرحلة الطفولة.

تظهر الأفكار التخريبية في المواقف التي تضع القرارات المتّخذة بشكلٍ عقلاني في خطر.
هذا يعني أنه بالرغم من إدراكنا أن هناك قرارات يجب أن يتم اتخاذها وهناك تغييراتٌ يجب أن تحدث، ينتهي بنا الأمر إلى تكرار الأفعال، الأقوال وردّات الفعل نفسها، ممّا يؤدي إلى الركود ويعيق التقدم وتحقيق الإنجازات. عندما تُدركون الأسباب التي تجعل من الصعب عليكم تخطّي المشاكل في أيّ مجالٍ من المجالات (العاطفي، المهني، الإجتماهي)، يمكنكم حينها أن تُعيدوا كتابة تاريخكم بناءً على أُسسٍ مختلفة لتصلوا إلى نتائج مغايرة.

كيف تفعلون ذلك؟

تعلّموا كيف تتعرّفون على مشاعر كالخوف (من المجهول، المعاناة، الخسارة)، وكيف تواجهون مقاومة التغيير، التي تُعيق تكوين عاداتٍ جديدة، كيف تتخلّصون من الشك فيما ستفعلونه، كيف ومتى. أخرجوا من منطقة الراحة التي تجعلكم تشعرون بالأمان.
لذا، إذا كنتم تجدون كلّ شيءٍ بائساً ومملاً، خذوا نفساً عميقاً، شمّروا عن سواعدكم، وقوموا باختيار حياة تستحق العيش، حياة لن تتمكّنوا من نسيانها أبداً. وغالباً ما لا يعتمد ذلك على أحدٍ سواكم.

تابعونا على صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك.

التعليقات مغلقة.