ليس كافياً أن تكون مشغولاً.. السؤال هو: ما الذي يشغلك؟
أسباب الإنشغال الدائم: هل أنت دائم الإنشغال؟ ما الذي يشغلك؟ هل تجد وقتاً لتفعل ما تحبّه؟ هل تتساءل أحياناً كيف مرّ الوقت بهذه السرعة؟ لعلّك كثير الإنشغال ولكنك غير راضٍ عن النتيجة. أو ربما أنت تلهث وراء الأشياء الخطأ؟!
الواقع هو أن معظم الأشياء في هذا العالم ليست بذات أهمية فعلاً. وإنه لخطأ جسيم أن نلهث وراء أمور غير مهمة على حساب أمور مهمة. الطريق إلى التعاسة مرصوف بالسعي وراء أشياء ذات أهمية قليلة ـ والحقيقة أن معظم ما نسعى وراءه هو غير ضروري أبداً وعديم الجدوى البتة. أما الأهداف التي نسعى وراءها فهي الحصول على ألقاب أهم في العمل وامتلاك منازل أكبر وسيارات أفخم والقيام بأنشطة متوافقة مع آخر صيحات الموضة… ولكن في نهاية المطاف أشياء قليلة تساهم في تحقيق الإنجازات وبعث السعادة إلى النفوس.
ما الذي يشغلك؟
إن أحد أسباب سعي الناس إلى أشياء أقلّ أهمية هو أن كل فرد في المجتمع تقريباً يلهث وراء هذه الأشياء التي هي رمز المنزلة الاجتماعية الرفيعة فحسب. ولكن اتبّاع هذا العرف السائد بين الناس أقلّ قيمة ممّا يعتقد الجميع. إن معظم الأنشطة التي يسترسل فيها الناس ما هي إلا محض انشغال فارغ، نتائجه هزيلة وغير مرضية. والأسوأ من ذلك أن العديد منها ليس فقط تافهاً بل قد يكون له تأثير سلبي على النتائج المنشودة.
إذا كنت كمعظم الناس فهذا يعني أنك تبذل وقتاً طويلاً على الأعمال الخاطئة ولا تبذل إلا وقتاً قصيراً على الأعمال الصحيحة.. فالعمل الطويل المجهد من أجل أعمال خاطئة لن يجعلك تحقق أشياء كثيرة في هذه الحياة.. أما العمل وقتاً قصيراً من أجل أعمال صحيحة فسيجلب إليك النجاح والسعادة اللذين لا يشعر بهما 95 بالمئة من البشر.
قد يكون من الصعب عليك أن تصدق ما سأقول ولكنك قادر على العمل مدة أقل وجني مال أكثر والإستمتاع بالحياة أكثر وأكثر أيضاً. إنها مسألة اتباع القول المأثور الذي يشير إلى العمل بذكاء وليس بجهد. فالوقت الذي تكرّسه للعمل الشاق هو وقت مستغل بشكل سيء أما الوقت الذي يخصص للإبداع والمخيلة فهو الأكثر فعالية وجدوى.
بعد التفكير ملياً نجد أن ما يعتقده الناس هاماً للإبداع هو ليس على تلك الدرجة من الأهمية. وما يعتقده معظم الناس تافهاً هو أكثر أهمية مما قد يظنه الناس يوماً. لتكون أكثر نجاحاً تعلّم كيف تميّز ما بين الأمور غير الهامة حقاً وبين تلك الهامة بالفعل. في النهاية لن يعتبرك الناس عبقرياً فحسب بل معلّماً حكيماً أيضاً.
صادر عن دار الفراشة
التعليقات مغلقة.