هل نظرة الآخرين إلينا موجودة فعلاً؟

نظرة الآخرين: سأطلب منكم القيام بتجربة صغيرة تتمحور حول حكم الآخرين. فكروا بالمرة الأخيرة التي كنتم فيها في مكان عام. في الميترو، السوبرماركت، الشارع… هل تتذكرون شخصاً واحداً بكل تفاصيله؟ هل أنتم قادرون على إعادة التفكير بهذا الشخص المحدد الذي قد قابلتموه؟ اطرحوا هذا السؤال على نفسكم، ولكني مقتنع بأن الإجابة هي كلا. أنا لا أستطيع أن أصف الشخص الذي كان بجانبي وأنا أتسوق الأسبوع الماضي.
بفضل هذه التجربة، فهمت أن نظرات الآخرين، سواء كنتم تترددون في التقرب من امرأة أو رجل ما، أو تختارون ملابسكم، لا أساس لها على الإطلاق. نحن أكثر خفاء مما نظن، ولا سبب يمنعنا من التحدث إلى المرأة التي تعجبنا أو إلى الرجل الذي لفت انتباهنا.
في الحقيقة، أنتم من تتخيلون أن الجميع يراقبكم، فتخلقون نظرة الآخرين. ما لم ترتدوا سروالاً أصفر وقميصاً في منتصف الشتاء، لن يلاحظكم أحد. وحتى إن حدث ذلك، لن ينجم عن الأمر أي شيء سلبي. ولكن قبل كل شيء، ما الذي يهم حقاً؟ أنا لست هنا لأحكم على الأمر وأخبركم ما إذا كان حزيناً أم لا، ولكن في مجتمعاتنا، نحن لا نركز على الآخرين، لأننا نهتم بنفسنا وحسب.
إذن، ما السبيل إلى الشعور بالراحة مع ذاتكم؟
أنا أفكر على سبيل المثال بالشاب الذي كنت أدربه لفترة، والذي كان يخشى احتساء قهوته مع زميلته خوفاً من التعرض للسخرية. لو واجه هذا الموقف مع امرأة لا تجذبه، لما شعر بهذه الطريقة على الإطلاق! عليكم تجاوز هذه الحدود. الأمر عبارة عن بناء نفسي سلبي يمنعكم من اتخاذ أي إجراء. تحرير أنفسكم من نظرة الآخرين يعني عدم إجبارها على التفكير بشكل سلبي وعدم مجرد التكيف مع من حولكم.
لكي لا تدعوا رأي الآخرين يتحكم بكم، بإمكانكم الاستلهام من من لا يخافون نظرة الناس حولكم. يوجد دائماً شخص غير خجول في حياتنا، لا يبالي في العديد من المجالات. الأمر بسيط للغاية، امضوا بعض الوقت مع هذا الشخص وقلّدوا تصرفاته! أجل، استلهموا ممن حولكم، أي من أولئك الذي لا يشعرون بهذا الشعور السلبي الذي يبطئ من وتيرة حياتكم الاجتماعية.
لتجاهل نظرة الآخرين، عليكم الإستلهام من أولئك الذي ترغبون بالتصرف مثلهم. إجبار نفسكم في البداية هي الخطوة الأولى للتقدم وإيجاد سعادتكم!
أتمنى لكم حظاً موفقاً في التغلب على هذا الرهاب من نظرة الآخرين. لا تترددوا في التعليق على هذا المقال.

التعليقات مغلقة.