باميلا رينولدز : المرأة التي عادت لتروي ما حدث لها بعد الموت
هل تعرفون تجارب الاقتراب من الموت (near death experience) “تجارب الموت الوشيك” المذهلة؟ هل سبق أن سمعتم عن تجارب “الخروج من الجسد” (out of body experience)؟ ما هي نظرتكم إلى الظواهر التي تعد “خارقة للطبيعة” مثل التخاطر والتنبؤ أو الوسطاء الروحيين أو التواصل مع الأرواح؟ تعرفوا على قصة باميلا رينولدز الواقعية: المرأة التي عادت لتروي ما حدث لها بعد الموت التي ستهزكم وتغير نظرتكم إلى هذه الظواهر.
إذا كان ذلك كله بنظركم من نسج الخيال، أنا أتفهم رأيكم: فقد كنتُ أفكر بنفس الطريقة، أنا “عقلاني” جداً ولا أصدق أموراً كهذه.
ومع ذلك… تمسكوا جيداً بمقاعدكم، لأن رسالة اليوم ستهزكم بلا شك.
تسمع وترى كل شيء في وضعية “الموت السريري”!
باميلا رينولدز هي أم لعائلة أميركية. كانت تعيش بسلام، حتى عام 1991، التاريخ الذي اكتشفت فيه أنها تعاني من تمدد الأوعية الدموية aneurysm في منتصف دماغها.
مرض تمدد الأوعية الدموية هو الوريد الذي يتمدد ليكوّن شكل بالون صغير منتفخ بالدم.
الأمر ليس خطيراً بحد ذاته، لكن إذا انفجر البالون، فإن نزيف دمٍ سيغمر دماغكم، وقد تموتون في غضون دقائق.
وهذا هو حال تمدد الأوعية الدموية لدى باميلا بالضبط، هي على وشك التمزق والانفجار. هي معرضة لخطر الموت.
والأسوا، هو أن معالجتها تبدو أمراً مستحيلاً.
لذلك، قرر جراح الأعصاب الذي يعالجها، الدكتور روبرت سبيتلزير، أن يخوض في المستحيل.
للوصول إلى هذه الأوعية الدموية، قرر إفراغ جسد باميلا تماماً من الدم.
عادةً، يموت الدماغ الذي لا يصل إليه الدم في غضون دقائق… إلا في حالة واحدة: إذا انخفضت درجة حرارة الجسم إلى 15.5 درجة مئوية.
بالتالي وضعت باميلا في حالة تجميد، وتوقف قلبها لمدة 45 دقيقة.
ومن الواضح في هذه الحالة أن دماغها لم يعد يصدر أي إشارة كهربائية (تخطيط كهرباء الدماغ مسطح).
باختصار، لقد كانت في حالة موت سريري.
علمياً، من المستحيل أن ترى أو تسمع شيئاً.
ومع ذلك…
ما قالته باميلا بعد استيقاظها أذهل الكون بأسره.
في لحظة توقف دماغها، شعرب بأنها “تخرج من جسدها”:
“فجأة خرجتُ من أعلى رأسي، رأيتُ جسدي في الأسفل وكنتُ أعلم أنه جسدي. نظرتُ حولي. كنتُ حينها سعيدةً جداً. فقد توقفتُ عن الشعور بالألم”.
طافت روحها فوق طاولة العمليات، قادرةً على مشاهدة العالم الصغير الذي يدور حول جسدها “الميت”:
“لاحظتُ أن طبيبي يمسك بأداة في يده أشبه بفرشاة أسنان كهربائية. كان هناك موضع في أعلاها أشبه بمكان لوضع القطعة المكملة للأداة. لكن حين رأيتها لم يكن هناك قطعة في أعلاها. نظرتُ إلى الأسفل ورأيتُ علبة؛ ذكرتني بصندوق أدوات والدي حين كنتُ طفلةً.
في اللحظة التي رأيتُ فيها الأداة تقريباً، سمعتُ صوتاُ أنثوياً. أعتقد أنه كان صوت طبيبة القلب التي تعالجني. كانت تقول إن عروقي وشراييني كانت ضيقة جداً لتصريف الدم وطلب منها الجراح استخدام كلا الجانبين”.
وبالفعل، هذا تحديداً ما حصل.
أثبت تحقيقٌ دقيق، قام به طبيب القلب الأمريكي الدكتور مايكل سابوم، أن كل ما قالته باميلا رينولدز كان صحيحاً.
لقد أعطت تفاصيل دقيقة… بينما كان دماغها لا يعمل!
وهذا ليس كل شيء!
مرت بعد ذلك باميلا بتجربة خارقة غير عادية:
“شعرتُ فجأةً بوجود أحدهم،وعندما استدرت، رأيتُ نقطة صغيرة مضيئة. كانت تبدو بعيدةً جداً، وحين اقتربتُ منها، سمعتُ صوت جدتي تناديني. توجهتُ إليها على الفور وأبقتني بالقرب منها.
كلما اقتربتُ من النور، رأيتُ أشخاصاً أعرفهم. لقد تأثرتُ بأنهم كانوا يبدون رائعين. لم يكن شكل جدتي كعجوزٍ كبيرة في السن؛ كانت متألقة. كان الجميع يبدون في سن الشباب أصحاء وأقوياء. لقد فكرتُ حينها من تلقاء نفسي بأنهم كانوا نوراً، كأنهم يرتدون ملابس من النور. لقد تواصلوا معي. ليس لدي أي كلمات أخرى لتفسير هذا لأنهم لم يكونوا يتكلمون مثلي ومثلكم؛ كانوا يفكرون وكنتُ أسمع. لم يريدوا مني أن أخطو في النور. وأخبروني أنني إن ابتعدتُ كثيراً لن يتمكنوا من إعادتي إلى نفسي الجسدية”.
بقدر ما يبدو ذلك خارقاً للطبيعة (غير طبيعي)، إلا أنه سرد كلاسيكي متداول لدى كل مَن يتحدثون عن تجربة الاقتراب من الموت.
تابعوا الجزء الثاني من المقال قريباً: “النفق الغامض : هل هو الحد الفاصل بين الحياة والموت؟”
لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا
أو صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك