6 دروس نتعلمها بعد فقدان أحد الوالدين في سن مبكرة

0

موت الأم أو الأب، من الصدمات العاطفية التي تضرب قلوبنا في الصميم. نحتاج فترة لا بأس بها لتقبل الفكرة، ونحتاج فترة أطول للتعايش معها. نبحث عنهم في الأماكن التي كانوا يملأونها ضحكاًوحباً، ولا نجدهم. لا شيء يوازي هذا الشعور ألماً.. لا شيء. لكن هذه الفترة بقدر ما هي صعبة تعلمنا الكثير، نكتشف فيها أموراً لم نكن نعرفها عن أشخاص ادعوا مودتنا واختفوا في الشدة، وغرباء كانوا أقرب إلينا من الغريب. سنعرفكم عبر هذا المقال على 6 دروس نتعلمها بعد فقدان أحد الوالدين في سن مبكرة.

1- ما يستطيع المرء تذكره بعد أن يفقد أحد والديه في سن مبكرة

سأحمل ثقل هذه المأساة معي لبقية حياتي، كما سأحمل الدروس التي سأتعلمها بفضل هذا الثقل.
مر عام على هذا الحدث، انهار عالمي كله حين علمتُ بموت والدتي. الأمر مؤلم لدرجة أنه يغيّر مَن أنتم عليه ونظرتكم للحياة بالكامل.
عمري لم يتعدَ حينها ال21 ومعي شقيقتين أصغر مني، جميعنا أصبحنا بلا أم، أُجبرتُ على استكمال تجربة العيش بدون أحد الوالدين الذي كان يعيش معنا دائماً. لقد كانت سنة من الألم والحزن. لكن بفضل هذه التجربة تعلمت الكثير من الدروس التي سأحتفظ بها طيلة حياتي.

2- سيخبرك العديد من الراشدين الذين فقدوا والديهم أنهم يعرفون ما تعيشونه وما تمرون به، لكنها ليست الحقيقة.

لا شيء يثير غضبي وانزعاجي أكثر من شخص راشد يحاول إخباري بأنه يفهم تماماً ما أشعر به وأعانيه، وأنه هنا لأجلي.
والداك تمكنا من رؤيتكَ بالغاً، رؤيتكَ تتزوج، ومن مقابلة أطفالك. والدتي لم تحظ بفرصة حضور حفل زفاف أختي، أمي لن تراني أتخرج من الجامعة، ولن تتمكن من مساعدة أختي الصغيرة في دراستها في المدرسة الثانوية، ناهيك عن عدم تمكنها من رؤيتها تتخرج. إذن من فضلك لا تقارن الموقف بما تمر به أنت، فأنتَ حتماً لا تعرف ما الذي أمر به الآن. سمعتُ أنهم يقولون هذا لمواساتي وإظهار التعاطف، لكنهم يجهلون وقع هذا الكلام علينا في ظروف كهذه. ما يقودني إلى الفكرة التالية.

3- الأشخاص الذين لم يختبروا هذه التجربة من قبل لن يفهموك، وهذا ليس خطأهم

في البداية كنتُ أشعر بالاستياء لمدة شهور لأن الناس لا يفهمون ما أمر به؛ لا يمكن إثبات تعاطفهم أو فهم ما كنتُ أعيشه، وما كنتُ أشعر به، وما كنتُ أحتاج إليه، بغض النظر عن محاولاتهم الكثيرة للتوصل إلى ذلك. لكنني استنتجتُ لاحقاً أن هذا ليس ذنبهم، وأنني يجب أن أكون سعيدة لأنهم لا يفهمون، بغض النظر عن مدى قدرتي على تقبل ذلك. فأنا لا أتمنى لأحد أن يمر بنفس تجربتي، وأشعر بالامتنان لأن الأشخاص الذين في سني وسن أخواتي لم يعانوا من هذا النوع من الألم.

4- يستخدم الناس حقاً هذه العبارات المبتذلة

يقول الجميع دائماً أموراً كالتالي “إنهم يعيشون الآن في مكان أفضل”، “إنهم يرونك ويشعرون بك ويحرسونك”، وما إلى ذلك…. وهذا أمرٌ مزعج. إنها آخر الأمور التي تودون سماعها. لا تقولوا لي إنهم الآن في مكان أفضل، لأن المكان الأفضل الذي من الممكن أن يكونوا فيه هو هنا معي ومع عائلتي. لا أريد أن تقولوا لي إنهم يرونني، لأن الأمر لا يشبه إطلاقاً كونهم أمامي وسماعي لصوتهم وضحكاتهم. أعرف أن نية الناس تكون جيدة حين يقولون هذه الأمور، لكنها تزيد من حدة ألمنا.

5- ستكرهون عندما يشتكي لي الناس من أهلهم، لأنهم على الأقل لديهم أهل…

لا أستطيع أن أشرح بما فيه الكفاية كم أكره هذا، وإلى أي درجة يصيبني الأمر بألم ويحطم قلبي. أمنح أي شيء مقابل أن تعود أمي وتصرخ في وجهي، أو تطلب مني اقتراض بعض المال. أقدم أي شيء لأجعل أمي تجعلني أمر بوقتٍ سيءٍ وعصيب، أو مقابل أن ترغب في قضاء الوقت معي بدلاً من السماح لي بالخروج. حين يشتكي لي الناس من والديهم، يثير هذا جنوني لأنهم لا يقدّرون الحب والرعاية اللذان يقدمهما لهم والديهم. إنهم لا يقدرون نعمة أن والديهم ما زالا على قيد الحياة، وما زالوا يتمتعون بهذا الرابط معهم. سأفعل أي شيء مقابل تبادل الأدوار معهم، ومن هذا المنطلق لا يمكنني أبداً التعاطف معهم.

6- تكتشفون مَن هم الأشخاص الذين بإمكانكم الاعتماد عليهم

على الرغم من أن الناس يقولون أشياء سيئة ويفعلون أمور سيئة، تتعرفون على مَن يهتم بأمركم حقاً، ومَن هو فعلاً هنا لأجلكم. يقولون إن المأساة تجعلكم تكتشفون دائماً مَن هم أصدقاؤكم الحقيقيون، وأفضل موقف ينطبق عليه هذا القول هو هذا الموقف.

كثير من الناس لا يستطيعون مواجهة هذه المأساة الصعبة، وينتهون بالابتعاد عنكم.

اتركوهم يرحلون، إن لم يتمكنوا من إيجاد القوة للبقاء من اجلكم ومساندتكم فهم ليسوا جيدين بما يكفي كي يكونوا بالقرب منكم. من الصعب أن تتقبلوا الأمر، لأنها مرحلة تحتاجون فيها إلى كل الحب والدعم اللذين بإمكانكم الحصول عليه، لكن مع الوقت نتعلم كيف نتخلى وندرك ان هذه الأمور تحصل لصالحنا.

الإجازات والأحداث المهمة في حياتنا لن تعود أبداً إلى ما كانت عليه

يمكن للإجازات أن تكون وقتاً عصيباً لأي شخصٍ كان، لكن هذه التجربة غيرت معناها إلى الأبد. لن تختفي فقط العادات والتقاليد التي كنتم تقومون بها مع والديكم، إلا أنكم تجدون أنفسكم وحيدين مع الفراغ الذي خلفه غيابهما. أنتم تتساءلون الآن بشكلٍ دائم كيف كانت ستبدو الأمور لو كانا هنا، وتتمنون لو يكونان هنا. يوجد الآن فراغ لن يتم ملؤه أبداً. كما تطفو ذكريات الأعياد والتقاليد الماضية إلى سطح ذاكرتكم، مما يزيد من حدة الألم. سيذكركم هذا أنكم كنتم لتفعلون أي شيء لإعادتهم. الناس المحيطون بكم تملؤهم الفرحة في الأعياد، دون أن يعلموا ما تسببه هذه الأيام لكم ولعائلتكم من ألمٍ عميق.

لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا

أو صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.