كيف يمكن التعرف على الموظف الفاسد؟

0

تحدثنا في المقال السابق حول نظرية “التفاحة الفاسدة”، أي الموظف  الفاسد الذي يضر بالشركة ويقوم بنشر العدوى التخريبية بين زملائه. سنتعرف عبر هذا المقال على طريقة التعرف عليه وكيفية التعامل معه.

لماذا لا تتوفّر لدى الشركات وسائل التعرف على “التفاحة الفاسدة”؟

تكشف لنا نظرية “التفاحة الفاسدة” ما يلي: كقاعدةٍ عامة، تقوم الشركات بالتعيين بسرعة ولكنّها تأخذ وقتاً طويلاً لتتوصل إلى قرار تسريح أو صرف موظف لديها. ماذا يعني هذا الكلام؟ في العديد من الشركات، قد تتطلّب الحاجة الملحّة إلى تغطية وظيفةٍ شاغرة، اللجوء إلى آليّة اختيارٍ سريعة و غير فعّالة.

في كثيرٍ من الأحيان، تؤدّي هذه الحاجة الملحّة إلى عدم الأخذ بالمبادىء كمعايير أساسيّة ومهمة. هذا بالإضافة إلى حقيقةٍ أخرى مهمة جداً. غالباّ ما لا تُمكّننا الإختبارات التي نستخدمها في تقييم المرشحين، من اكتشاف عوامل الشخصية الخفيّة أو التنبّؤ بسلوكها المستقبلي في مضمار العمل.

هكذا، وفي العديد من الحالات، نعتمد على المهارات الجيدة، على السيرة الذاتية الواسعة، على التدريب، الخبرة، طريقة العمل وثقة المرشح بنفسه.

و مع ذلك، غالباً ما لا نُخصّص الوقت الكافي لنقضيه في التحقّق من المهارات الناعمة، كالقدرة على العمل في فريق، السلوك الإيجابي، المراعاة في العلاقات بين الأشخاص، القدرة على ضبط النفس أو الذكاء العاطفي.

ما العمل، عندما تفشل جميع الوسائل في اكتشاف “التفاحة الفاسدة” خلال عملية الاختيار؟

لقد ذكرنا ذلك في بداية المقال: : كقاعدةٍ عامة، كلّ شركة توظّف “تفاحة فاسدة” واحدة على الأقل في السنة. فتفشل آليّة الاختيار و سرعان ما تبدأ العواقب بالظهور. نشاهد حينها، بداية، نشأة جوّ عملٍ ملوّث. ويسيطر الإحباط على الموظفين الذين يعيشون في موقفٍ دفاعي. يتبلوَر التوتر أكثر فأكثر، وتتعدّد مشاكل الإنتاج و تكرار توقّفه.

ما العمل في هذه الحالة؟ على عكس ما يمكننا أن نتصوّر، فإن هذه المواقف لا تحلّ بسرعة. تُظهر لنا نظرية “التفاحة الفاسدة” أنّنا، بشكل عام، نتأخّر في التدخل، بالرغم من أنّ أوّل من يُعاني من وجود هذا التفاح السامّ و السلبي هم الموظّفون. كما يمكننا أن نتخيّل، ليس من السهل دائماً، الإفصاح عن سلوك موظف سيء لمن هم أعلى منا سلطة أو إقناعهم بالتدخّل.

حتى يومنا هذا، ما زالت الكثير من الشركات تعمل عاموديّاً و ليس أفقيّاً. و بالتالي، فإن هذه الليونة ليست موجودةً دائماً، و كذلك هذا النوع من الاتصال المباشر بين الموظّفين و الإدارة. يساهم ما يسمّى بالتسلسل الهرمي، ببقاء وجود “التفاحة الفاسدة” مع مرور الوقت. و هكذا، تنشر هذه الأخيرة العدوى، أكثر فأكثر في مكان العمل فيتفاقم الشعور بعدم الاستقرار.

هذا ليس وضعاً مثاليّاً. يجب أن يتمّ الكشف عن “التفاحة الفاسدة” في أسرع وقتٍ ممكن، لمصلحة الشركة.

بعد التعرّف على “التفاحة الفاسدة” وتحديدها أي على الموظف الفاسد، يمكننا تقديم المعلومات لتحسين قدرات الموظف على العمل ضمن فريق. كما يمكننا نقله إلى وظيفةٍ يكون موقعها أكثر عزلة، كحلٍّ أخير، قبل اللجوء إلى صرفه من العمل.
تؤدّي السلبية إلى حالات استنزافٍ، لا يمكن أن تكون نتائجها إيجابية.
قد يثير ذلك اهتمامكم….

لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا

أو صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.