قصة مرآة أرانمولا كنادي التي تعكس صورتكم كما أنتم في الحقيقة

0

يملك سكان كيرلا في الهند تقليداً قديماً ومثيراً للإهتمام في مجال صهر المعادن. ومن ضمن العديد من الأدوات المذهلة التي يصتعوتها في هذه المنطقة من العالم، هناك مرآة أرانمولا كنادي، التي تتميز بانعكاسها من الجهة الأمامية. وكأن المرآة تريكم ما أنتم عليه حقاً.

تقنية صنع المرايا هي سر يحتفظون به ويتناقلونه من جيل إلى جيل.

عملية صنع مرآة أرانمولا كنادي هي فن قديم يشبه إلى حدٍ ما فن التحنيط في مصر القديمة.
تحتوي مدينة أرانمولا حيث تم صنع هذه المرآة الفريدة من نوعها على أشهر معبد في ترافنكور. يقول السكان هناك إن مياه نهر بامبا تحتوي على خصائص علاجية، لهذا السبب يأتي الكثير من الأشخاص لزيارة مدينة أرانمولا التي تتحول إلى منتجع صحي في الصيف.

قصة مرآة أرانمولا

لا يوجد الكثير من المعلومات حول هذا المكان القديم المقدس، لكن السكان احتفظوا ببعض المعلومات، ومن ضمن هذه المعلومات لغز مثير للاهتمام. فهم يرون أنه “منذ حوالي 300 إلى 400 عام، كان يحكم معبد أرانمولا لجنة القرية وإسمها “أورانماكار”، وقد كان على رأسها رئيس البلدة. وكان الرئيس هو نفسه راعي الفنون والحرف. لتحضير الأدوات المعدنية المستخدمة للاحتفال/ المصابيح المزخرفة، الأجراس، إلى آخره.. اللازمة للمعبد، أحضر بعض العائلات من الكنانز (الطبقة التي كانت مهنتها صهر وتصنيع البرونز)، وأسكنهم في أرضه ومنحهم أراضٍ وامتيازات خاصة.

فشل الكنانز عدة مرات في محاولاتهم لصهر هذه الأدوات. فغضب الرئيس وهددهم بسحب الامتيازات منهم وبنفيهم من أرضه. فقام رجال ونساء هذه الأسر بالدعاء للآلهة لحمايتهم وتكليل أعمالهم بالنجاح؛ وقد قدموا كأضاحي كل مجوهراتهم لصنع تاج ماكودام للآلهة. لصنع هذا التاج، استخدم العامل بالمعادن الكمية المعتادة من النحاس والقصدير والقصدير الخام. كانوا يجهلون نسبة المعادن، لكن المنتج كان أعجوبة بالنسبة لهم وللرئيس. كان لونه ناعماً جداً، وحين يتم صقله يظهر ميزة انعكاس المرآة.

المرآة المعبودة

اليوم أيضاً يتم الاحتفاظ بهذا الماكودام في المعبد ويعتبرونه أداة تتم عبادتها. وهو معروف بإسم “كنادي بيمبوم” (المرآة المعبودة).
لم يتردد الرئيس والعمال (مصنّعي المعادن) في الإستفادة من هذا الاختراع الذي حصلوا عليه بالصدفة. فوجد العمال النسب المناسبة لمختلف المعادن وصنعوا مرايا بنجاح، وساعدهم الرئيس لتطوير هذه الصناعة. وقد كانت الوسيلة التي اعتمدها الرئيس عبقرية ومناسبة تماماً لعقيدة القدماء غير المتطورة. فقد أعلن أن هذه المرايا هي هدايا من الآلهة وأن هذه المرآة المعدنية يجب أن تكون في كل الطقوس الهندية جزءاً من ال”أشلامانغاليوم” (الأدوات الثمانية التي يتم استخدامها لجلب الحظ في المناسبات الدينية).

كان يراقب بنفسه مدى تطبيق هذه القاعدة في المناسبات التي ينظمها، وقد حذا حذوه تابعيه والسكان الأثرياء. وبهذه الطريقة أصبحت الأرمونلا كاناندي (المرآة المصنوعة من معدن أرمونلا) أداة استخدام منزلية، مرتبطة بهالة تقديس.
في البورانا تم وصفها بأنها مرآة الإلهة بارفاتي. وهي أداة فاخرة يتم استخدامها لتزيين وتجميل الاحتفالات والمناسبات. فهي مشهورة بسبب طريقة تصنيعها السرية وشكلها الفريد، المغلفين ببراءة اختراع ومؤشر جغرافي.

يتابع الحرفيون في مدينة أرنامولا في كيرالا تصنيع هذه المرآة المذهلة ويقدّر السواح أسرار هذه التقنية. ومع ذلك، تبقى هذه الحرفة جميلة بقدر ما هي غامضة. ربما لا يجب الإفصاح أبداً عن بعض الأسرار، لكن ما هو مؤكد هو : أن مرآة أرنامولا لن تشوه انعكاس صورتكم.

لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا
كما بإمكانكم متابعة صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.