أنت تواجه مشكلة لا تستطيع التعامل معها ! إذن ابتسم !

أنت تواجه مشكلة لا تستطيع التعامل معها ! إذن ابتسم !

“إبتسم، بما أن الأمر خطير”.

الإكتئاب المؤقت يشكل جزءاً لا يتجزأ من حياتنا. من الطبيعي أن نشعر بالحزن حين نتعرّض لحدثٍ محزن. لكن الأهم هو ألا ندع الكآبة تسيطر علينا… لأن الحزن سيتمركز تلقائياً لفترة أطول.

حين تتعرضون لضربة قاسية، تشعرون بحزن عاطفي عميق. هناك خطر من أن يؤدي هذا الشعور إلى تغيير طريقة حكمكم على وجودكم بالكامل… وستُصبحون مهددين بالإكتئاب.

للتخلص من هذه النظارات السوداء، يمكنكم بالتأكيد استخدام الجزء المعرفي في دماغكم: فحص أفكاركم السلبية و”كشف القناع” عن تلك التي تؤدي إلى تشويه الواقع.

لكن من المهم أيضاً تحفيز عقلكم العاطفي.إلا أنكم لا تحتاجون إلى معدات كهربائية لتنفيذ هذه المهمة: يكفي فقط أن تبدأوا ب… الإبتسام!
لأن هذه الحقيقة المؤكدة بشكلٍ واضح تشير إلى أن : مجرّد الإبتسام يقود عقلك إلى إنتاج جزيئات المزاج الجيد (الدوبامين).
إنها عملية ميكانيكية. الإبتسامة تنشط بعض عضلات الوجه، التي بدورها تقوم بتشغيل مضادات الاكتئاب الطبيعية.

من بين هذه العضلات الصغيرة ذات التأثيرات المدهشة، هناك “العضلات المموجة” التي يتم تشغيلها عندما يتحرك حاجباكم.

قوموا بهذه التجربة:

قطّبوا حاجبيكم (اعبسوا) لفترة طويلة، وستشعرون بأن الحزن يختلجكم. وعلى العكس، إرفعوا حاجبيكم، كما تفعلون حين تضحكون، وسيسيطر عليكم المزاج الجيد.
هل تشكون في الأمر؟ حسناً أنظروا جيداً إلى ما يحدث حين يتم إجبار مرضى الإكتئاب على القيام بهذا التمرين.

البوتوكس، علاج سحري للإكتئاب!

كان البروفيسور فينزي، وهو طبيب أمريكي، أول مَن لاحظ هذا: عندما يقوم بحقن البوتوكس لمرضاه، يلاحظ أحياناً أن مزاجهم يتحسن.
الأمر لا يتعلق باختفاء التجاعيد من وجههم. لأن التأثير الإيجابي الذي تمت ملاحظته لم يكن يتم إلا في حالة واحدة: حين كان يقوم بالحقن بين العينين – بعبارة أخرى، عندما يجمد العضلات المموجة الشهيرة.

كان البروفيسور فينزي مقتنعاً بأن هناك في هذا المكان سلاح مذهل ضد الإكتئاب. وانتهى به الأمر إلى إثبات ذلك عام 2014 بفضل دراسة جميلة تم نشرها في مجلة Pyschiatry Research.

لقد اختار مجموعة من مرضى الاكتئاب، وقام بحقنهم بين العينين، إما بالبوتوكس أو ب(محلول مالح). خلال 6 أسابيع، أكثر من 50% من المرضى الذين تم حقنهم بالبوتوكس تمكنوا من الخروج من اكتئابهم، مقابل 15% من المجموعة التي تمت مراقبتها!
كل هذا تم ببساطة عبر منعهم من تقطيب حواجبهم.
حان الوقت لإدراك أن وجهكم هو بوابة لتحفيز عقلكم العاطفي… ولجعله يعمل لصالحكم!

ابتسموا، عززوا قدرتكم على السعادة…
Freepik License

بالتأكيد، لا أنصحكم باستخدام البوتوكس – هو مادة سامة لا ندرك شيئاً عن مفعولها على المدى البعيد، سوى أننا ننتهي عبر استخدامها بالحصول على تأثيرات في دماغنا.
للحصول على نفس التأثيرات، كل ما عليكم فعله هو إجبار أنفسكم على الإبتسام… إلى أن يصبح هذا طبيعة ثانية (تلقائياً).
يمكن البدء بذلك عبر القيام ببعض حركات الوجه. كل يوم، خصصوا بضع دقائق لتنشيط عضلات وجنتيكم والعضلات المموجة: قطبوا ثم ارفعوا حاجبيكم، شدوا زوايا فمكم. ابتسموا أثناء إغلاق فمكم. ثم ابتسموا مع فتح فمكم. وبالتالي ستنشطون جزيئات السعادة.

إذا كانت “حركات الوجه” لا تعني لكم شيئاً، انظروا إلى أنفسكم في المرآة وابتسموا. ابتسموا لأنفسكم بصدق. استمروا في الابتسام وراقبوا تغير حالتكم الداخلية. اعتادوا على القيام بذلك في كل صباح وكل مساء، على سبيل المثال بعد تنظيف اسنانكم. تأثير ذلك على مزاجكم سيمتد لفترة أطول مما تتخيلون.

ولا تكتفوا بالابتسام حين تكونون لوحدكم. حاولوا أيضاً الاستفادة من ابتسامتكم مع الآخرين. اسعوا إلى تحفيز زملائكم أو أحباءكم على الابتسام، وردوا على ابتسامتهم بابتسامة. وإذا كانوا بخلاء لا تترددوا باستلام زمام المبادرة، سترون أن الإبتسامة وسيلة تواصل!

لا يمكن أن تتخيلوا الخير الذي تؤدونه عبر الابتسام كثيراً… ومدى السنوات التي تكتسبونها في حياة صحية!

لأن إجبار أنفسكم على الابتسام ليس مجرد مجرد سلاح مضاد للاكتئاب. هو أيضاً طريقة فعالة جداً لتحسين صحتكم.
الابتسام يريح الجسم ويخفض من نسبة هرمونات التوتر، كما يخفض ضغط الدم ويقي من أمراض القلب.
الأفضل من ذلك هو أن: الابتسام يقوي جهاز المناعة. حتى أنه يساعد جسمكم على تكوين الخلايا الليمفاوية التائية الشهيرة التي تهاجم الخلايا السرطانية. لدرجة أن المستشفى الصيني في غوازهو قد أدرج علاج الابتسامة في بروتوكول مكافحة السرطان!

إبتسموا، لأنكم بهذه الطريقة ستكتسبون حرفياً سنوات من الحياة الصحية.
نعم حرفياً: فقد راقب بعض الباحثين صور لاعبي البيسبول المحترفين خلال سنوات ال1950. واكتشفوا أن أولئكَ الذين كانوا يبتسمون بشكل كبير عاشوا كمعدل متوسط 79.9 عاماً، في المقابل لم يعش أولئك الذين لا يبتسمون سوى 72.9 عاماً كمعدل وسطي.

لذلك لا تترددوا بعد الآن. قوموا بتنشيط هذا المضاد الطبيعي للاكتئاب… ولا تخافوا أبداً من الجرعة الزائدة!

ترقبوا الجزء التالي من المقال بعنوان: دراسة علمية : دقيقة من الضحك تغنيكم عن الدواء

لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا
كما بإمكانكم متابعة صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك

التعليقات مغلقة.