الوسواس القهري والأفكار الهوسية: كيف تتخلصون منها بحسب تقنية شوارتز (2)
الوسواس القهري /الأفكار الهوسيّة هي نوع من الأفكار الذهنية التي تتبع على ما يبدو دربها الخاص. في معظم الحالات، نحاول أن نبطئها أو أن نتحكّم فيها إلا أنها تتكاثر وتتضاعف بشكل مطرد في نهاية الأمر. اكتشفوا تقنية شوارتز. عندما ننكر شيئاً ما أو نحاول ألا نصبح مهووسين به، نحفظ هذا الهوس في عقلنا لفترة.
وضع الدكتور شوارتز تقنية من أربع مراحل تسمح للأشخاص الموسوسين أو المهووسين بأن يتخلصوا من وسواسهم. إنّ الممارسة اليومية والواعية هي مفتاح النجاح.
في المقالة السابقة تحدثنا عن مرحلة هامة من تقنية شوارتز والآن في هذه المقالة نكمل المراحل الأخرى
تقنية شوارتز: إعادة التخصيص
تهدف هذه المرحلة إلى أن نعزو الأعراض الهوسيّة إلى مسببها أو مصدرها. أيّ إلى اضطراب الوسواس القهري نفسه وأن نحمّله مسؤوليتها. الفكرة هي أنّ يقول الشخص لنفسه: “هذا ليس أنا، إنه اضطراب الوسواس القهري.” تعود جذور اضطراب الوسواس القهري إلى خلل في توازن الكيمياويات الحيوية في الدماغ و/أو إلى أخطاء في التعليم في الطفولة.
من الضروري جداً أن نفهم الدور الذي يلعبه الدماغ في الأفكار والدوافع الناجمة عن اضطراب الوسواس القهري. إذا أدركنا أنها حالة نفسيّة أو طبيّة ولم نعمد إلى دمجها مع ذاتنا، يمكننا أن نجد حججاً كي نتجنّب سلوك التهرّب. وستصبح التصرّفات الأكثر إحباطاً وتدميراً التي تميّز الأشخاص المصابين اضطراب الوسواس القهري، أقل تكرراً. وستنتفي عملية محاولات التخلّص من الأفكار والدوافع المحبطة.
وكما هو الحال مع أيّ مرض آخر يترافق مع أعراض، يجب أن نعرف مصدر كل ما نعيشه كيلا نحمّل أنفسنا مسؤولية ما لا علاقة لنا به.
إعادة التوجيه أو التركيز
تهدف إعادة التركيز إلى تحويل انتباهنا، ولو لبضع دقائق، نحو مشكلة أخرى لا علاقة لها أبداً بأفكارنا. يطوّر الأشخاص الذين يعانون من هوس أو وسواس عادة آلية وسريعة بحسب الأفكار التي تراودهم وتتشكّل لديهم أفكار. بالتالي، بعد ان أدركتم من خلال المراحل السابقة ما يحصل معكم، ستجرون “تعديلاً في السرعة” وتوقفون التشغيل الآلي للدماغ بطريقة واعية ومدركة.
تقضي مهمتكم بأن تركّزوا انتباهكم على شيء آخر وأن تضعوا لائحة بتصرفات بديلة يمكنكم اتباعها أو اعتمادها لتجنّب القهر أو الإكراه.
لهذه الغاية، تعتبر وسائل الترفيه خياراً ممتازاً. يمكنكم أن تخرجوا لممارسة رياضة الركض مصطحبين كلبكم معكم، ان تزرعوا بذوراً في حوض وتروونها، أن ترسموا لوحة، أن تستمعوا إلى الموسيقى أو أيّ نشاط آخر يمكن أن يخطر لكم ومن شأنه أن يلجم نزواتكم. إليكم هذا الحوار الداخلي الذي يمكن ان يساعدكم: “تراودني هذه الفكرة بسبب اضطراب الوسواس القهري الذي أعاني منه، وهذا ليس حقيقياً، إنه الوقت المناسب لأفعل شيئاً آخر.”
تقنية شوارتز: إعادة التقويم
إعادة التقويم هي اعتماد مبدأ: أتقبّل واستبق. في ما يتعلّق بالتقبّل، إذا نفّذتم المراحل السابقة بشكل صحيح، فسيصبح من السهل عليكم أن تبدأوا عملية إعادة تقويم المشكلة على حقيقتها وتقبّلها. لن تستسلموا ولن تستمروا في بذل الجهد كي تتحسنوا. لكنكم لن تقاوموا أيضاً اضطراب الوسواس القهري الذي تعانون منه لأنكم تعلمون أنّ الصراع والتركيز على الموضوع مع محاولات السيطرة عليه تغذي هذا الإضطراب وحسب.
من ناحية أخرى، الإستباق يعني أن نقول لأنفسنا: “يبدو أن اضطراب الوسواس القهري بدأ يفعل فعله، تعلمون أنه ينبغي عدم الإصغاء إليه بل التركيز على أمر آخر، على أمر منتج ومفرح.”
لا بد من استباق اضطراب الوسواس القهري قبل أن يبدأ بإزعاجكم، ولا بد من العمل كيلا تؤخذوا على حين غرة.
تبين أن تقنية المراحل الأربع لشوارتز فاعلة جداً في مكافحة أعراض اضطراب الوسواس القهري إلا انه ليس من السهل تطبيقها دوماً. يجب على المريض أن يتمرّن بالتزام وحماس حتى تصبح هذه التقنية عادة لديه.
من المهم أن تعملوا على المراحل الثلاث الأولى كما أشرنا سابقاً. فهي التي ستقودكم في الواقع إلى تخفيف اضطراب الوسواس القهري لديكم. وهي ستساعدكم أيضاً على رؤيته “ككيان” مستقل ومنفصل عنكم، كشيء ليس أنتم. انظروا إليه على أنه حالة مرضية عانيتم منهم واضطررتم لمواجهتها، لكن من الممكن التغلّب عليها.
اقرأ أيضاً: المقال الأول: تقنية شوارتز لطرد الأفكار الهوسية أو الوسواس القهري (1)
التعليقات مغلقة.