علاج الجراح النفسية في 5 مراحل (2)

هل من الممكن علاج الجراح النفسية والصدمات العاطفية، وإذا كان نعم، كيف؟ قدمنا لكم في الجزء الأول من هذه المقالة مرحلتين من مراحل علاج الجراح النفسية تابعا المراحل الأخرى في هذه المقالة.

المرحلة 3: التجربة، التعاطف

لتستطيعوا شفاء جراحكم الداخلية، يجب أن تكونوا متيقظين وأن تتعرفوا على خريطة السلوك المتجذر في الجرح الداخلي، ويجب أن تتحملوا مسؤولية هذا التصرف.

عندما يتكرر في حياتنا الحزن، التعاسة، الغيرة أو الغضب، يجب أن لا ندير انتباهنا نحو محيطنا، بحثاً عن سبب لتصرفنا الذي تمليه المشاعر السلبية.

لنركز بالأحرى على العاطفة الفعلية. مثلاً، إذا كنا نشعر بالغضب، لنترك أنفسنا نقوم بالتجربة بكاملها. لنر ونعِش هذا الإنفعال بكامله.

المرحلة 4: العودة

بعد أن شعرنا بانفعالات الحزن، التعاسة، الغيرة أو الغضب، لنحاول العودة إلى الماضي لنجد جذور هذه الانفعالات في الجرح الداخلي الأصلي الذي يغذي هذا الانفعال الخاص. نستطيع أن نجد عدداً من الجراح الصغيرة، لكن ليس علينا أن نتوقف عند الأول، لنجرب أن نحفر بعمق كي نكشف عن الجرح الأساسي. لننظر كيف وفي أي ظروف ولد هذا الجرح الداخلي الخاص. نحن نستطيع أن نفعل هذا، لأن ماضينا هنا معنا، موجود فينا، فقط في اللاوعي. دعونا نخرج الآن عمداً هذه الجراح إلى ضوء الوعي.

سينفتح الجرح النفسي لنا. لا شيء يمكن أن نفعله مع هذا الجرح الداخلي. يجب فقط أن نكون متيقظين، وأن نراقب بكل انتباهنا. يجب أن لا نترك الفكر يصدر أحكاماً على الموقف الذي تلقينا فيه الجرح. إذا بدأ الفكر يعمل، لن تتوقف عملية إلقاء المسؤولية على الآخرين، ولن يشفى الجرح النفسي أبداً في داخلنا. حتى أنه سيصبح أسوأ أيضاً.
كل مرة سنحت لنا الفرصة، في لحظات الحزن، التعاسة، الغيرة أو الغضب، يجب أن نعود إلى ماضينا. بهذه الطريقة، نختبر أكثر فأكثر كيف نكتشف الجراح النفسية في سياق انفعالاتنا السلبية وتصرفنا غير المقبول.

المرحلة 5: إعادة التأهيل

لنراقب بدون أن نحكم ما الذي خلق هذا الجرح النفسي في داخلنا. بهذه الطريقة، نتعرف على النماذج التي تقيّد الفكر، وهي الطريقة الوحيدة لتعطيلها. علينا أن نغلق الماضي، وعندها ستفتح الطريق إلى فرص حقيقية في الحياة.

عندما نعود إلى ماضينا بشكل واعٍ، ونراقب جرحاً نفسياً معيناً بيقظة متزايدة، فإن هذه اليقظة ووعينا يتحولان إلى قوة شفاء. لم يشف هذا الجرح الداخلي لأننا كنا في حالة جهل تجاهه وبقي هناك بسبب غياب تيقظنا. ضوء الوعي هو علاج، إنه يشفي جراحنا النفسية بدون أن نفعل شيئاً آخر للشفاء.

عندما يصل الوعي إلى الجرح النفسي، فهذا الجرح سيشفى، إنه سيختفي وسينمحي. مع اختفاء الجرح، سيختفي التصرف الذي يولده هذا الجرح خصوصاً أيضاً. إنها بداية التغييرات الحقيقية في حياتنا، لأنه ليس فقط تصرفنا هو الذي يتغير، لكننا نعود أيضاً إلى إحدى الصفات البدائية في حياتنا: الإنذار، الإنتباه الواعي. هذا الانتباه يمنعنا من المعاناة من جراح نفسية أخرى. بهذه الطريقة نصل ببطء إلى الجسر الذي يقودنا إلى حياة ذات نوعية مختلفة تماماً.

اقرؤوا الجزء الأول: علاج الجراح النفسية في 5 مراحل (1)

التعليقات مغلقة.