اوقظوا قدرتكم الداخلية على قراءة وجوه الأشخاص بتمرين بسيط

قراءة وجوه الأشخاص بتمرين بسيط

في الواقع، لا يرى نظركم جزءاً معزولاً عن الكل، والوجه لا يشكّل استثناءً لهذه القاعدة.
في كل نظرة، تجرون على الفور مسحاً للمجموع. وفي كل مرور خاطف، يجمع الدماغ ويسجّل كافة التفاصيل. بعد اجراء مسح للوجه، تعيدون تشكيله مع كافة عناصره لتتكوّن لديكم رؤية شاملة.
ويتم هذا العمل بشكل غير واعٍ أيّ بشكل خارج عن إرادتكم.
من حسن الحظ أن الطبيعة حسنة التكوين: فدماغنا يتمتع بقدرة رائعة.
إنه قادر على فهم الأشياء في مجملها، بفضل هذه الرؤية الشاملة.

منطق أم حدس

إن كانت الرؤية شاملة فهذا لا يمنع الذكاء التحليلي من أن يفضّل الدراسات بالتقسيم أو التجزئة. أنتم تشعرون براحة أكبر عندما تتعلمون جزءاً، ثم آخر وهكذا دواليك، أليس كذلك؟
في الواقع، نحن نبحث كلنا وبشكل لاواعٍ عن السهولة ويصبح التحليل أسهل إذا ما فككنا الوجه إلى أجزاء. عندما ندرس علم النفس انطلاقاً من الوجه، لاسيما في البداية، لا يمكننا أن نبتعد عن هذه المنهجية تماماً.
هذا ما يوصي به الدكتور كورمان: عند التطبيق، لا بد لنا من أن نتفق على أن الرؤية التركيبية الإجمالية ليست ممكنة دوماً بل إننا نضطر غالباً إلى اعتماد حلّ وسطي بين شرط الرؤية الإجمالية وميلنا الطبيعي إلى تحليل الوجه بعد تجزئته إلى أقسام.

لويس كورمان

تعرف العقول الفطريّة أو البديهية أن تجمع العناصر لتشكّل كلاً أو مجموعاً. يكفيها ادراكها الحسي ولا تحتاج إلى أدلة مادية، فهي تدرك الحقيقة وتلمسها عبر قناة الأحاسيس والحدس والمحسوسات.
إذن، يكون فهم الوجه في كليّته أسهل.
وينطبق العكس تماماً على العقول المنطقية، فهي تدرس الأشياء في تفاصيلها، على شكل لقطات متتالية وبالترتيب. إنّ تفكيرها تحليلي وهي تحصي وتنظّم وتخطط وتستند في قراراتها إلى المنطق والعقل والوقائع.

تنشيط الرؤية الشاملة؟

إذا انطلقت من فرضيّة أنّ كل واحد منا يمتلك أصلاً (في اللاوعي) نظرة أو رؤية شاملة، فمن الممكن إذاً أن ننشّطها. وعلى غرار أيّ نظام، يمكن تفعيل أيّ وظيفة عن طريق التحايل.

ما العمل؟

يمكنكم أن تتدربوا على النظر إلى وجه ما في الإجمال، وأن تحاولوا ألا تقفوا طويلاً عند التفاصيل وألا تتصوروا الأجزاء المختلفة كل على حدة وبشكل منعزل عن بعضها البعض.
ويمكن أيضاً أن تتدربوا على ممارسة حركة الذهاب والإياب المستمر للنظر. الانطلاق من الوجه كله، القاء نظرة على البنية العظمية، والعودة إلى الوجه ومن ثم القاء نظرة أخرى على موضع العينين والعودة بعدها إلى الوجه وهكذا دواليك.
ستلاحظون تدريجياً انّ الشخصية تظهر أمام أعينكم وتتشكّل. وبفعل الممارسة، توقظون هذه القدرة التي كانت نائمة أو مثبطة من قبل العقل المنطقي.

ويشرح الدكتور كورمان مرة أخرى الطريقة التي ينبغي اتباعها:

ينبغي مقاربة ما عرضناه للتو بالطريقة التي يعتمدها الرسامون لرسم الوجوه. بعد وضع الخطوط العريضة للوجه أولاً، يعمدون بعدئذ لرسم الأجزاء. لكن إياكم أن تعتقدوا أنهم يتابعون رسم كل جزء من هذه الأجزاء حتى الانتهاء منه بل على العكس من ذلك، فهم يعتمدون اللمسات المتتالية، فيرسمون الشكل العام لجزء ما ثم ينتقلون إلى آخر لأنهم يعلمون أنّ التقدّم الذي يحرزونه في نقطة معيّنة يغير حكماً النقاط الأخرى، بحيث لا نستطيع أن نقدّر معنى جزء محدد إلا عندما يصبح الكل على طريق الإنجاز.”
لويس كورمان

كونوا فضوليين، افتحوا عيونكم وتدربوا على أن تروا بطريقة مختلفة.
أرجو أن تثير قدرات العقل شغفكم بقدر ما تثير شغفي.
يسعدني أن أقرأ تعليقاتكم التي أنتظرها.

التعليقات مغلقة.