عندي انسداد عاطفي. كيف أستطيع التعبير عن مشاعري ؟
يتولد لدينا نتيجة الانسداد العاطفي مشاعر وأحاسيس سلبية تعيقنا وتمنعنا من المضي قدمًا. إلا أن كل هذه المشاعر والأحاسيس يمكن أن تتأثر بمحيطنا، الذي قد يكون إما عاملًا حقيقيًا يدفعنا إلى التركيز وإما عنصرًا محفزًا. ماذا نعني بذلك؟
نحن أشخاص نملك مشاعر وأحاسيس قادرة على ان تعيق تقدمنا وتمنعنا من الخروج من منطقة الأمان الخاصة بنا.
تخيلوا: على الصعيد المهني، أن تكونوا قليلي الثقة بأنفسكم. يمنعكم الانسداد العاطفي من تحقيق اهدافكم. من ناحية أخرى، من الممكن أيضًا ان يتفاقم لديكم عدم القدرة على التعبير عن مشاعركم نتيجة تعرّضكم للتقييم بإستمرار، أو لأن الأنظار موجهة اليكم.
امضوا قدمًا لكي تتحرّروا
ربما قلتم أن ذلك صعب جدًا، بل من المستحيل ان تخرجوا من ذلك الانسداد العاطفي. ولكن انتم مخطئون تمامًا؛ لتحققوا ذلك عليكم أن تتحركوا، وأن تعملوا. أن جميع الأفكار المتعلقة بعدم الثقة بالنفس التي تشغل تفكيركم من شأنها أن تمنعكم من التقدم. ولكن بإمكانكم مواجهتها والمضي قدمًا.
فكروا في كل تلك الأسئلة التي تتبادر إلى ذهنكم كل يوم: “لماذا ذهبت إلى تلك المقابلة طالما أنه من المستبعد أن يتم توظيفي؟”، “أنا فاشل(ة)، ولن أتمكن أبدًا من تحقيق أهدافي وأن أفعل ما أريد في حياتي”، “أنا متأكد(ة) أنني لا أستطيع أن أُرضيها/أُرضيه”، “إذا ما ظهرت على حقيقتي، سيعتقدون أنني غبي”، “سأكون مخطئًا وسيسخر مني الجميع”، “الآخرون أفضل مني بكثير”…
لقد راودكم هذا النوع من الأفكار، أليس كذلك؟ إن الشيء الوحيد الذي تقومون به في هذه الحالة هو أن تتصرفوا كما لو كنتم خائفين من أن يتم الإجابة على أسئلتكم بـ “لا”؛ يجب ان تتقبلوا هذا الرفض، ولكن يجب أن تبذلوا ما بوسعكم لمعرفة ما إذا كان حقًّا من غير الممكن العمل على تحويل “لا” إلى “نعم”. ماذا لديكم لتخسروه؟
واجهوا هذا الجمود الذي هو سبب كل تلك المشاعر السلبية. هل أنتم خائفون من أن تبدوا سخيفين أثناء تلك المواجهة؟ إذا لم تقوموا بذلك، لن تتمكنوا أبدًا من أن تثبتوا لأنفسكم أنكم كنتم مخطئين. أحيانًا، من الجيد أن نقنع أنفسنا أننا سنصبح ما نودّ أن نكون. قولوا لأنفسكم مثلًا: “أحب التحدث في العلن”، أو “أنا لا أخاف من السخرية”.
قد يساعدنا الانسداد العاطفي على التفكير بالأمور بشكل أفضل، وأن نأخذ وقتنا. ولكن إذا استمر لفترة طويلة، يجب معالجته.
ماذا يحدث إذا ما تعرضتم لانسداد عاطفي في علاقاتكم؟
فكروا إذا ما قام احدهم برفضكم، أنه قد لا يكون الشخص المناسب لكم، وأن تجرؤكم على التعبير عما تشعرون به كان بمثابة تجربة رائعة مكّنتكم من التخلص من مخاوفكم… حاولوا دائمًا أن تروا الجانب الإيجابي لما يحدث لكم. كل شيء ممكن، يجب أن تعرفوا ذلك.
أن نمرّ بحالة انسداد عاطفي هو أمر طبيعي، لأنها تخضعنا لإختبار. ولكن اذا ما تبعنا احساسنا، لعرفنا انها تطلب منا أن نتغلب على الشعور بعدم الثقة بالنفس وعلى مخاوفنا.
يجب أن نصغي إلى مشاعرنا، ونتبع حدسنا وكذلك دوافعنا. احيانًا، ليس بالأمر الإيجابي أن نشعر بالآمان والإرتياح. وفي بعض الحالات، يجب أن نخرج من منطقة الأمان الخاصة بنا، وان نجازف حتى لو شعرنا بالخوف وانتابتنا القشعريرة.
التعليقات مغلقة.