أشعر بالنقص حيال الآخرين! علم النفس يعطيك الحلول (2)

نقدم بكم في هذه المقالة من موقع حياتنا الحلول التي يعطيها علم النفس ببشعور بالنقص حيال الآخرين.

الحرية، المساواة، الإخاء”: شعار جميل لكن هل هو واقعيّ؟ على أيّ حال، إنه هدف وشرط للسلام بين الشعوب! إنه برنامج عريض يبدأ مني أنا. تبدأ “منطقة تأثيري” من شخصي أنا أولاً. وغالباً ما يعكس وضع حياتي الإجتماعية وضع حياتي الوجودي، أيّ القيمة التي أوليها لنفسي، التقدير الذي أشعر به حيال نفسي. الشعور بأني”شخص جيّد” أو بأني لست كذلك، وهي قيم شكّلت شخصيتي عندما كنت طفلاً صغيراً. كيف اعتدت أن أصنّف نفسي؟ أقل من الآخرين، متساوياً معهم، أفضل منهم… لامبالٍ؟

التصرّف كشخص راشد هو هدف!

تقضي المرحلة الأولى باتخاذ موقف كشخص راشد. يمكنني أن أتصرف طبعاً كطفل (خانع أو متمرد) أو أن اُعامل الآخرين كأطفال أو أن أتمتع بنضج الشخص الراشد… في التحليل التفاعلي:

  •  “البقاء في موقف الطفل”، هو التصرّف كما اعتدنا أن نفعل في الماضي أمام شخص بالغ: إنه ذاك الجزء من الخيال، من الحلم، واللاواقعية أيضاً (الطفل المبدع) أو من التلقائية والطبيعية التي تكون أحياناً في غير مكانها (“طفل حر” أو “تلقائي”). وهو في احيان أخرى ذاك الجزء الذي يكبّلنا ويشلّنا، ويدفعنا لاحترام معايير صارمة أو للاستمرار في التعلّم (“متكيّف خاضع”) أو ما يدفعنا بشكل غريزي إلى التمرّد (“متكيّف متمرد”). ونتخذ أحياناً موقف الضحيّة.
  •  “البقاء في الوالديّة”، هو التعامل مع الآخرين كأطفال، وضع حدود لهم، اعتماد موقف انتقاديّ أو سلطويّ (“أهل يضعون القوانين”)، احترام القواعد والقيام بالواجبات، القيام بردّ فعل آليّ وفاعل في موقف معيّن، رؤية الأحداث بشكل ثنائي؛ وعلى العكس، يمكن أن نُظهر مبالغة في الحماية (“الأهل الحاضنون”): مساعدة الآخرين، معاونتهم من دون التحقق من حاجتهم لذلك، مراعاتهم، التضحية بالذات من أجل الآخرين.
  •  “البقاء في الراشد”، هو اجراء تحليل عقلاني ومنطقي لما تعلمناه خلال الطفولة، وهو تحديد موقعنا: احترام آراء الآخرين والقواعد عندما تكون صحيحة، تأكيد قناعاتنا والدفاع عنها، التعاون، عدم تجاهل الخلافات أو التهرّب منها، تحمّل المسؤولية بموضوعية قادرة على أن تأخذ بعين الاعتبار تعقّد الحالات والأوضاع. كما يمكن أن تكون شخصاً بطيئاً نسبياً في اتخاذ القرارات!

إنّ وضع أنا على ما يرام/أنتم على ما يرام، يعزز النمو الإيجابي الحقيقي. يعني أن نكون غالباً في وضع الأنا “الراشد”: في وضع الأنا الراشد، نتحاور، نتفاوض، ونبحث فعلياً عن حلول تسمح بأن نتقدّم معاً (رابح-رابح)
نصائح لايجاد الوضع المناسب

سنختم المقال ببعض المواقف الايجابية التي ينبغي أن نحافظ عليها في الحوارات:
  •  الإصغاء فعلياً. إنّ الاهتمام الذي نوليه للآخر هو طريقة كي نجعله يشعر بأنه “على ما يرام”. بأننا نتقبّله على حاله، بأننا نولي أهمية لأفكاره ورغباته. من ناحية أخرى، نتعلم كيف نطالب أيضاً بأن يستمع الآخرون إلينا بعناية: اختيار اللحظة المناسبة للحوار لئلا يتم ازعاجنا، ورفض جو معيّن حيث تكون حاجتنا للتعبير غير معترف بها.
  •  طرح الأسئلة، المفتوحة أو المقتضبة (نعم/لا)، إنما المحايدة التي لا تفضي إلى اجابات قسريّة أو التي لا تؤثر في الاجابات. “ما رأيك يا ماكسيم في هذا الاقتراح؟” بدلاً من “هذا الاقتراح رائع أليس كذلك يا ماكسيم، هل توافقني الرأي؟”
  •  توضيح إجابة غير مكتملة أو ملتويّة، تجنّب ما لم يُقال عبر إعادة إطلاق الحوار بشكل ذكي ولبق (التواصل غير العنيف يمكن أن يكون مفيداً هنا!)
    نعود ونكرر أنّ المسألة تقوم على أن نعرف أنفسنا بشكل أفضل، وأن نكون مدركين لكرامتنا الأساسية ولكرامة الآخرين، كي نعقد صداقات حقيقية ومثمرة… بدلاً من أن نتعب من تقمّص شخصيّة ما. يجب أن نتعلّم أن نحب أنفسنا كي نصبح قادرين بدورنا على أن نحب.

اقرؤوا الجزء الأول من المقالة: أشعر بالنقص حيال الآخرين! علم النفس يشرح لك الأسباب (1)

التعليقات مغلقة.