هل دخلت مرحلة السنوات السبع ونصف من الحزن والهمّ؟
تجد صعوبة في الخروج من المستنقع الذي غرقت فيه من الحزن والهمّ. كل ما حولك يبدو لك قاتماً، حزيناً وخالياً من الأمل. في الواقع، تشعر أنّ كل ما يحصل لك سلبي، لا بل يدعو للاكتئاب والحزن. لعلك خسرت عملك أو صديقاً مقرّباً أو حبيباً.
مهما كان وضعك، يتملكك ببساطة شعور بأنك عاجز عن الخروج من هذا الاحباط والانزعاج الدائمين. في الواقع، لم تنجح في هذه الآونة الأخيرة في القيام بأيّ عمل منتج.
والمهام التي كنت تعتبرها بسيطة وتافهة أصبح من المستحيل انجازها. يعجز الناس عن فهمك وتواجه صعوبات في كل مرحلة، وهكذا دواليك…
فترة فلكيّة (سادي ساتي أو شاني)
لعلك في فترة فلكيّة تُعرف باسم سادي ساتي أو شاني. وهذا الاسم الغريب يثير الخوف لدى الكثيرين. على الرغم من أنّ هذه العبارة تعني 7 سنوات ونصف، إلا أنه غالباً ما تُضاف إليها كلمة أخرى، فنحصل على العبارة التالية: سبع سنوات ونصف من الحزن.
المرحلة المسماة بسادي ساتي أو شاني أو “السبع سنوات ونصف من الحزن” هي دوماً إحدى المراحل الأكثر صعوبة التي يمرّ فيها الشخص في حياته.
عندما يدخل كوكب زحل في المنزل الثاني عشر للقمر، يدخل الشخص في مرحلة الشاني التي تدوم حتى يغادر زحل المنزل الثاني للقمر.
يمضي كوكب زحل حوالى سنتين ونصف في أحد الأبراج وتشهد هذه المرحلة مرور كوكب زحل عبر ثلاثة أبراج (المنزل الثاني عشر والأول والثاني للقمر). أيّ ما يعادل فترة سبع سنوات ونصف.
يُمثّل كوكب زحل الناحية المظلمة من روحنا ويعمل خلال هذه الفترة على تدمير وتحطيم وايقاف شيء ما بغية ايجاد الظروف الملائمة لولادة ونمو شيء جديد.
وهذا يجعلنا ندرك أننا محدودون وأنّ لكل الأشياء الماديّة بداية ونهاية. وما اتحد سينفصل من جديد وكل شيء يعود إلى أصله.
كوكب زحل هو ابن الشمس. والشمس هي كوكب الدارما (أو الطريقة الصحيحة في العيش)؛ وبصفته ابنها، يساعد كوكب زحل الأرواح العالقة في أفخاخ العالم المادي كي تجد طريق الدارما وتسير فيه.
وهو لا يحتمل الحماقات فيأتي كل 30 عاماً كي يختبر الروح ويكتشف ما تعلّمته. وتحمل مرحلة الاختبار هذه اسم سادي ساتي أو شاني. عندما تظهر هذه المرحلة في حياة شخص ما فعليه أن يفرح ويبتهج لأنه سيلتقي الآن شخصاً آخر مثيراً جداً للاهتمام: وهذا الشخص هو نفسه كما أصبحت عليه.
وكوكب زحل معلّم متصلّب ومتشدد لا يحتمل أيّ اهمال أو فجور أو فساد من قبل تلامذته. وعندما تصل مرحلة شاني، يُسقط كوكب زحل الأقنعة ويضع حداً للسيرك الذي يختبئ خلفه كل واحد منا.
ويضع بدلاً من ذلك بين أيدينا “أداة” لنعمل بشكل جاد على أنفسنا
إنه صارم، علماً أنه يساء فهمه أحياناً. في الواقع، يعتبر كوكب زحل غالباً قاسياً وشريراً. دروسه مؤلمة في معظم الأحيان لكنها ضروريّة أيضاً كي نجد دربنا الذي يقودنا إلى التعالي على المادة.
يفتح زحل الباب الذي يفضي إلى الأبدية علماً أنّ الدرب الذي يقود نحو هذا الباب ضيّق ومستقيم جداً وهو اشبه بنصل الشفرة.
عندما يجد شخص ما نفسه في مرحلة الشاني، تتغيّر ظروفه وتصبح الحياة مليئة بالمصاعب؛ تزداد عصبيّة هذا الشخص وتعصّبه. ولا يكفيه المال أبداً على الرغم من أنه يعمل بجدّ كما أنّ صحته تتأثر سلباً ويفقد أولاده اهتمامهم بالدراسة وتحفل حياته الزوجية بالشجارات وسوء الفهم.
لكن ثمة سبب يختبئ خلف هذا كله
فكوكب زحل هو من يحاكم ويعاقب أولئك الذين يفتقرون إلى النزاهة والأخلاق ويتصرفون بقساوة ولؤم. بالتالي، يضع كوكب زحل عقبات أمام شخص ما كل 30 سنة، وهي امتحانات للنضج المادي والعاطفي والروحاني.
بعد اختبار زحل، يلمع الشخص الذي نجح في الامتحانات كالذهب
ساعده زحل كي يصبح شخصاً أفضل عبر مروره بظروف صعبة. فمدرسة زحل تعلّم الناس وتنقّي طباعهم. وعلى الرغم من أنّ مرحلة شاني تبدو معاكسة وغير مؤاتية إلاّ أنها مؤاتية جداً. فواضع القانون ليس عاطفياً وزحل يشبهه. خلال مرحلة شاني، يساعد زحل الشخص كي يتذكّر كم من مرة جرح أحدهم بأفعاله وكلامه وأفكاره، وكم من مرة افتقر للصدق والنزاهة.
كم من مرة وقع ضحية الرغبات والمفاتن اللاخلاقية والتحدّيات. سيتكفّل زحل بكل شيء بشكل صحيح ويحمّلنا مسؤولية أفعالنا ويجعلنا نندم ونتوب ونكفّر عنها.
ما إن نبدأ التغيير الشخصيّ الداخلي حتى يساعدنا زحل ويقودنا إلى أهداف أسمى في الحياة. ويعلّمنا أن نتجاوز حدودنا الشخصيّة، ان نصل إلى الانفصال والاستقلال والتركيز والإحساس بالتفاصيل والانضباط والجديّة اللازمة كي نتمكّن من مواجهة تحديات الحياة.
هذه هي الطريقة الوحيدة لننعم بحياة جميلة.
التعليقات مغلقة.