عودة الروح إلى الحياة : دراسة د. ايان ستيفنسون تثبت 2500 حالة
الاعتقاد بالتقمّص ” عودة الروح إلى الحياة ” موجود منذ القدم وفي كافة قارات العالم.
وتختلف التسميّات باختلاف الحضارات: تقمّص، بعث، هجرة أرواح، عودة أبديّة… إلا أنّ الفكرة تبقى هي نفسها: فكرة وجود حياة سابقة.
ليس لدى البوذيين وسكان أميركا الأصليين وغيرهم من الشعوب الأصلية أدنى شك في هذه الظاهرة.
أما العقل المنطقي فيرى أنّ هذه المسألة تندرج ضمن المعتقدات والخرافات، علماً أنّ شهادة جايمس ليس بفريدة من نوعها ووحيدة.
طبيب نفسي يستقصي حول ظواهر التقمّص
ايان ستيفنسون هو مدير قسم الطب النفسي في جامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة. وقد كرّس 40 سنة من حياته ليدرس موضوعاً يثير شغفه: التقمّص.
أمضى 40 عاماً في البحث في الملفات الادراية ومراجعة الملفات الطبيّة والقضائية وفي تحليل تقارير الطبّ الشرعي.
ومن بين آلاف الشهادات التي جمعها من الهند والبرازيل ولبنان والاسكا. تحقق عبر أبحاث دقيقة من تصريحات تلقائية وعفويّة لأولاد تشير ذكرياتهم إلى حياة أشخاص متوفين.
وفي كتابه “الحيوات السابقة”، يشير دومينيك لورميه، وهو مؤرّخ بوذيّ، إلى دقّة ايان ستيفنسون وفريقه في إجراء تحرياتهم وأبحاثهم، ويقول فيها إنّ “عمله جدير بقاضي تحقيق”.
اكتشف الدكتور ستيفنسون أنّ معظم حالات التقمّص تتبع نمطاً متكرراً:
- البعث يحصل 16 شهراً بعد الوفاة
- ظهور الشهادات الأولى اعتباراً من الشهر الخامس والعشرين
- نسيان الذكريات ما بين 5 و7 سنوات
وثمة خصائص عديدة أخرى لكنني لا أستطيع أن أوردها كلها هنا.
ما ينبغي أن نعرفه هو أنّ نتيجة هذه الأبحاث تتضمن ما من شأنه أن يزعزع كل ما اعتقدنا أننا نعرفه عن وعي الانسان ودماغه.
تم التحقق من صحة 2500 شهادة من أصل عشرات الآلاف وذلك وفقاً لمعايير صارمة.
مما لا شك فيه أن الدكتور ستيفنسون تعقّب كل ما من شأنه أن يُبطل فرضيّة التقمّص: كالذكريات الزائفة والأمراض النفسيّة أو انحرافات الدماغ الأخرى.
إنّ بعض الحالات التي درسها تثير الدهشة بقدر حالة الفتى الصغير جايمس: علامات ولادة مطابقة لتلك الموجودة لدى الشخص المتوفي، تفاصيل دقيقة عن ماضي المتوفي، تشابه في الشخصيّة والأذواق والمخاوف…
هذا مذهل!
لا بد من الاعتراف هنا أننا لا نفهم كل شيء. تقول الصحفية ليسلي كاين التي تشتهر بدقتها في مقاربة الأمور وتصميمها على فهم كل شيء: “على الرغم من شكوكي الأوليّة، أصبحت أدرك الآن أنّ ثمة نواحٍ وأوجه من الطبيعة لم تُفهم. ولم يتم تقبّلها على الرغم من أنّ حقيقتها ستخلّف تداعيات قويّة على فهم القوة الحقيقية للروح الانسانية وامكانية استمرارها بعد الموت”
إذن، إذا لم يستطع أيّ شخص حتى الساعة أن يجد الدليل العلميّ البحت على التقمّص. فإن عمل ستيفنسون يثبت وجود شيء يتجاوز قدرتنا على الفهم، شيء أوسع وأكبر بكثير من الحدود البسيطة لأجسادنا الماديّة.
التعليقات مغلقة.