قانون المرآة : لماذا تجذب الأشخاص أنفسهم والمشاكل نفسها ؟ (1)

كل ما ينبغي أن تعرفه عن قانون المرآة أو قانون الجذب الفكري وتبعاته على مستوى الكارما.
يُسمى قانون المرآة أحياناً بقانون الجذب الفكري (حتى وإن لم يكونا الشيء نفسه)، وهو يشكّل جزءاً من قوانين الكون الاثني عشر.

يعمل قانون المرآة على النحو التالي: نحن نجذب بعض الظروف وبعض الأشخاص بسبب الطريقة التي نفكّر فيها بالآخرين.
إنّ القلب هو مصدر كل شيء وما تراه لدى الآخرين هو في الواقع انعكاس لما تكتمه في أعماق نفسك.
إذن، عندما يقول الناس إنّ الحياة تتبع مجراها وإنّ ما نعيشه هو محض صدفة أو تدبير من القدر، فهذا ليس صحيحاً تماماً.
فالحياة هي انعكاس للشخص الذي أنت عليه! وحتى لو كانت الظروف مؤلمة إلا أنها تسمح لنا بأن نكتشف ما هي الجروح التي ينبغي أن نعالجها ونشفيها.
من ناحية أخرى، عندما يكون الوضع سعيداً فهذا يبيّن لنا أنّ القرارات التي نتخذها هي في الواقع القرارات الصحيحة.
الكارما يا عزيزي!

قلة هم الذين يفهمون الحقيقة الكونيّة التالية: كل ما يجري في الحياة هو مسألة فعل ورد فعل.
في الحياة، كل ما تفعله يعود إليك في عملية ارتداد تلقائية! عندما تعيش سلسلة من الأشياء السلبية، تبدأ بالتساؤل عن الخطأ الذي اقترفته لتستحق هذا.
عندما لا تتمكن من الاحتفاظ بعملك على سبيل المثال، عندما يعاملك الناس بشكل سيء أو عندما تنتهي علاقاتك كلها بالفشل، فثمة خياران أمامك.
إما أن تلعب دور الضحية التي تعاني من الظلم لأن العالم ظالم.
وإما أن تدرك أخيراً انّ العالم لا يسعى إلى إيذائك بل يرد بكل بساطة على أفعالك.
وهذا هو الاتجاه الذي سندرسه اليوم.

هل سبق ان سمعت أحدهم يقول إنّ عليك ألا ترى العالم كما هو بل كما أنت؟ أو هل تبدو لك الجمل التالية مألوفة “أنت تحب لدى الآخرين ما تحبه فيك وتكره لدى الاخرين ما تكرهه فيك.”؟

بالتأكيد! لكنك على الأرجح لم تفهم ما يعنيه ذلك. في الواقع، إنّ إدراك العالم مرتبط بتطوّر فكرك. فيمكننا أن نرى على سبيل المثال أنّ بعض الأشخاص لا يمكنهم أن يشعروا بالتعاطف اتجاه شخص ما حتى يكتشفوا نوعاً من التشابه بينهم وبين هذا الشخص المجهول. ولا ينشأ التعاطف والتفهّم إلا بعد أن يجدوا نقاطاً مشتركة مثل “ارتدنا الجامعة نفسها” أو “إنها أم مثلي”.
عقلك الواعي محدود!

إنّ معظم العمل الذي يقوم به دماغك يتم من دون أن تدرك ذلك. من ناحية أخرى، تعمل العينان والأذنان والحواس الأخرى بشكل متضافر كي تصفّي وتغربل كل ما تدركه فلا تختار سوى المعلومات الأكثر فائدة وتضعها في متناول الوعي. يضع الفكر لائحة أولويات ولهذا السبب يكون الشعور بالقلق اسهل من شعورنا بالامتنان.
لكن هذا يعني أيضاً أنّ العادات والسلوكيات التي تعتمدها في حياتك اليومية هي أيضاً لاواعية. وكثرٌ هم أولئك الذين لا يدركون ذلك. إنما من حسن حظنا أنّ العالم يتصرّف كالمرآة. ويمكن ان تدرك من أنت عبر مراقبة كيفية استجابة الناس والأوضاع لسلوكك.
بالتالي، إذا أردت فعلاً أن تعرف ما إذا كانت حياتك سعيدة ومتفتحة، فانظر من حولك!

مما لا شك فيه أنك لا تستطيع أن تأخذ حدثاً معيّناً وحيداً لتتوصّل على أساسه إلى استنتاجات. لكن ثمة أمر مؤكد: الأنماط التي تتكرر والعلاقات والسلوكيات ليست وليدة الصدفة. إن كنت تتورط دوماً في علاقات عاطفيّة مؤلمة على سبيل المثال، فهذا يعني أنك تحمل جروحاً في أعماقك وعليك أن تواجه آلامك كي تتمكن من الشفاء بشكل صحيح.
من ناحية أخرى، إذا وجدت أنك متحمّس دوماً وفي حالة سلام مع نفسك، فهذا يعني أنك في اصطفاف تام مع نفسك.
اصطفاف؟ ما هذه الكلمة البشعة؟ لكن معناها بسيط هنا وهو أنك تتصرف بما يتوافق مع قيمك ورغباتك وحاجاتك.

اقرؤوا الجزء الثاني:

التعليقات مغلقة.