قانون المرآة : هل تعتقد أنّ ما يحصل لك هو وليد الصدفة ؟ (3)
إنّ الاعتقاد بأنّ العالم غير عادل وأننا نتلقى ما يُقدّم لنا، أسهل بالتأكيد. لماذا؟ لأن هذا يسمح لك بألا تتحمّل أيّ مسؤولية. باختصار، ستقول “أنا لا أتحكّم في شيء!”. هل كل شيء هو وليد الصدفة ؟
عندما تشعر بأنك ضحيّة، فلن تتوانى عن إعلان ذلك على الملأ وعن التذمّر باستمرار. إنما، إن لم يكن الذنب ذنبك في أمر ما فهذا لا يعني أنّ المشكلة لا تعنيك.
في الواقع، لا يبحث الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من السلوك (لعب دور الضحية) عن الاهتمام والتعاطف وحسب بل يعتقدون أيضاً أنّ الحديث عن المشكلة سيُقنع شخصاً آخر بحلّها بما أنهم ليسوا من تسبب بها.
لكن الحياة لا تسير على هذا النحو. ولهذا، تجد نفسك دوماً في الأوضاع والظروف نفسها، مراراً وتكراراً… علماً أنّ طرقاً عدة متاحة أمامك لتفسير ما يحصل لك، وإحدى هذه الطرق هي قانون المرآة.
كيف يعمل هذا القاتون ؟ المسألة سهلة: الوجود هو نوعاً ما عبارة عن مصفوفة matrix. وهذه المصفوفة تخلق أوضاعاً تعكس ما نُظهره للعالم. إذن، ما تعيشه ليس وليد الصدفة أبداً.
إنها طريقة لكي تعيش تجربة ما أنت عليه فعلاً. بالتالي، إن قانون المرآة يعني ضمناً أنّ هدف الحياة الأسمى هو أن يعيش الوعي تجربة حقيقته الفعلية.
أعترف بأنّ فهم هذا ليس بالأمر السهل. لكنني سأحاول تبسيط الأمور. من دون قانون المرآة، لن تدرك ما تخفيه في أعماق نفسك. لن تدرك أيّ نوع من الذبذبات ترسل ولن تتمكن من أن تقدّر أثرها أو تغيّرها.
تلقيت هدية استثنائية: يمكنك أن تُحدث تغييراً !
إذن، يجب أن تكون واعياً للانعكاس الذي ترسله إلى العالم كي تتمكن من تعديل سلوكك لتعيش التجربة الحقيقية التي ترغب فيها.
مما لا شك فيه أنّ إدراك حقيقة أنك مسؤول عن كل ما يزعجك في حياتك ليس بالأمر الذي يسهّل تقبّله. إنما يجب أن تفهم أيضاً أنك تلقيت هبة نادرة وهي القدرة على اختراع التغيير حرفياً.
وهذا الفهم أو الاكتشاف يعني شيئاً مهماً وهو أنك اخترت أن تختبر هذه الأوضاع، سواء عبر استحداث نماذج أو سلوكيات واعية أو عبر معتقدات وذبذبات واعية. لكن عليك أن تعلم أنك حرّ دائماً في اتخاذ خيارات جديدة.
أخيراً، تعتمد نوعية حياتك عليك أنت بالكامل، وذلك خلافاً لما حاولوا ايهامك به: يمكنك أن تتحكّم بما يحصل لك.
في الواقع، أنت قادر على أن تغيّر طريقتك في التفكير وفي الشعور وفي التصرّف. وهذه التغييرات ستجلب ما هو ايجابي إلى حياتك. الأمر بهذه البساطة فعلاً!
اقرؤوا الجزء الأول: قانون المرآة : لماذا تجذب الأشخاص أنفسهم والمشاكل نفسها ؟ (1)
الجزء الثاني: قانون المرآة : كيف تجذب كل ما تريده في الحياة لمصلحتك؟ (2)
التعليقات مغلقة.