الكآبة : أعشاب أقوى من العلاج النفسي ( الجزء الأول )
أعشاب أقوى من العلاج النفسي !!
الكآبة هي أحد أسوأ الأمراض
في البداية، تشعرون بالحزن، بالتعب. تعتقدون أن حالتكم عابرة :”كل منا يمر بتقلبات، صعوداً وهبوطاً…”
ولكن سرعان ما يتفاقم الأمر وتفقدون حتى الرغبة في الحياة. تلقي حالتكم بثقلها على معنويات من حولكم، فيتأثرون بمرضكم.
إنه بالتأكيد مرض، مثله مثل الرشح، الكريب أو السرطان. نحن نصاب بعدوى الكآبة مثل فيروس أو ميكروب. لكن الكثير من الأشخاص الذين تصيبهم الكآبة يرفضون أن يعترفوا بأنهم مرضى. إنهم يخجلون.
وهذه مشكلة عويصة، قد تكون ربما العائق الرئيسي أمام علاجهم.
هل أنا مكتئب فعلاً ؟
إذا رجعنا إلى معايير منظمة الصحة العالمية والجمعية الأميركية للطب النفسي، هناك تسعة أعراض تميّز الكآبة.
لكي يتم تشخيص الكآبة عند الشخص، يجب أن تظهر عنده خمسة أعراض منذ أسبوعين على الأقل وذلك كل يوم، من بينها العارضان الأولان حتماً :
- الحزن
- فقدان الاهتمام والمتعة
- شعور بقلة القيمة الذاتية
- أفكار عن الموت
- فقدان الشهية
- اضطرابات النوم
- اضطرابات الانتباه والذاكرة
- تعب بدون سبب
- تباطؤ على الصعيد النفسي والجسدي
إذا وجدتم في أنفسكم 5 إلى 7 من هذه العوارض، من المحتمل أنكم تعانون من كآبة خفيفة. ابتداءً من 8 عوارض، تصبح الكآبة حادة. ولكن، في كل الأحوال، الإصابة بها لا تدعو للخجل.
ويجب أن لا تقلقكم. بالعكس، من الجيد أن نعترف بالحقيقة. يقول الدكتور دافيد سيرفان شرايبر :”جسمنا يحب الحقيقة”.
العلاج التقليدي : ليس أفضل من العلاج الوهمي
بالإضافة إلى العلاج النفسي، يصف الطبيب مضادات كآبة من فصيلة SSRIs مثل البروزاك الشهير، ومن فصيلة SNRIs مثل Effexor.
في سنة 2008، نشرت مجلة PLoS (Public Library of Science) دراسة تحليلية لمضادات الكآبة. تناولت هذه الدراسة 47 بحثاً حول 4 أدوية مضادة للكآبة. واستنتج الباحث البريطاني ايرفينغ كيرش المسؤول عن الدراسة :
“الجيل الجديد من مضادات الكآبة ليس أفضل من العلاجات الوهمية بالنسبة لأغلب المرضى الذين يعانون من كآبة خفيفة أو متوسطة”.
“يبدو أن هناك القليل جداً من الأسباب التي تدعو لوصف أدوية مضادة للكآبة لأي شخص كان إلا إذا كان يعاني من كآبة حادة، ولم تنفع معه العلاجات البديلة”.
لنلاحظ أن البروفسور كيرش يطرح فكرة أنه، قبل أن يستعمل الأشخاص المصابين بالكآبة الأدوية التقليدية، فإن العلاجات البديلة تستحق التجربة !
العلاجات البديلة تعني بالتأكيد مقاربة شاملة تجمع ما بين النظام الغذائي والتمارين الرياضية والتنفس والتطوير الذاتي واستخدام تقنيات التحكم في الضغط النفسي مثل ال EFT، الخ.
وفي هذا المجال، يمكن أن تلعب الأعشاب دوراً رئيسياً.
يجب أن نبدأ إذن مع عشبة الهيوفاريقون أو عشبة القديس يوحنا St. John’s wort، وهي تعتبر أميرة المزاج الجيد، وتُستعمل منذ العصور الوسطى في علاج الاضطرابات العصبية وطرد “الأرواح الشريرة”.
بعد ان دخلت هذه النبتة قاموس الصيدلة في القرن التاسع عشر، عادت فطواها النسيان، لتعود بقوة سنة 1996 مع نشر نتائج دراسة شملت أكثر من 1700 مريض، أظهرت أن تأثيرها على عوارض الكآبة يضاهي تأثير الأدوية الكيميائية المضادة للكآبة.
تبعت هذه الدراسة دراسات عديدة أخرى، برهنت تفوّق عشبة القديس يوحنا على الأدوية المستعملة لعلاج حالات الكآبة الخفيفة إلى المتوسطة، وحتى لبعض الحالات الحادة. مع أفضلية لا يمكن تجاهلها من ناحية غياب التأثيرات الجانبية.
الشرح ؟
الشعور بالفشل، تثبيط العزيمة، التعب النفسي، القلق او اضطرابات المزاج ترتبط بشكل وثيق مع الاختلال في نقل المعلومات من خلية عصبية إلى خلية أخرى. لكن آلية تأثير هذه العشبة تشابه تأثير أغلبية مضادات الكآبة الكيميائية : إنها تحسّن إنتاج الناقلات العصبية وانتقالها (السيروتونين، الدوبامين، النورادرينالين، وأيضاً ال GABA والغلوتاميت).
مثلها مثل الأدوية، هذه العشبة تعالج الأعراض : إنها لا تشفي سبب الكآبة ولكنها تساعد الجسم على مواجهة هذه المرحلة الصعبة بعزيمة أكبر. وهذا بحد ذاته إنجاز ضخم.
الاستعمال التقليدي هو تحضير زهورات من 2 إلى 4 غرام من النبتة يومياً، لكن فعالية تحضيرها بهذه الطريقة ليست دقيقة. لهذا من الأفضل استعمالها على شكل مستخلص.
في أغلب الحالات، إن جرعة مقدارها 900 ملغ من مستخلص النبتة ثلاث مرات في اليوم لمدة 6 أسابيع، أثبتت فعاليتها. تبدأ التاثيرات بالظهور تدريجياً بعد أسبوعين إلى 3 أسابيع من العلاج.
اقرؤزا الجزء الثاني من هذه المقالة من موقع حياتنا
التعليقات مغلقة.